لماذا مزق الإرهابيون مدعو الثقافة غلاف “عالم الكتاب”؟

03:01 مساءً الثلاثاء 22 سبتمبر 2020
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

moradهل هي معركة صغيرة؟

سؤال ألحّ علي وأنا أستعرض الجدل الذي أثاره نشر الكاتب سامح فايز مدير تحرير مجلة (عالم الكتاب) الغلاف الذي يحمل تاريخ سبتمبر 2020، ويأتي ضمن الإصدار الرابع للمجلة بترقيم متسلسل (48)، ويتصدره بورتريه مرسوم لكاتب روائي مصري، مكتفيا بوضع لقبه (مراد).

لاينكر متابع للثقافة المصرية وناسها ولع مدير التحرير بظاهرة (البيست سيلر) فقد خصها بكتاب ألفه، واهتمامه هو شخصيا بقراءة آليات المجتمع الثقافي سوسيولوجيا، وهو اهتمام أكسبه معرفة معمقة بمفاتيح المشهد على العموم، وبالأماكن والمواقع التي شغلها على الأخص، فيستطيع أن يتنقل بينها بيسر محققا النجاح تلو الآخر، وهو ما جعله يقرأ أزمة المجلات الحكومية في قلة مشتريها، وانخفاض توزيعها، وعدم تواتر صدورها، وربما رأى أن غلافا يستند على وجه  واسم شائعين كأغنية شعبية لدى شريحة كبيرة من القراء، قد يغريهم أن يجدوا “أيقونتهم” على غلاف المجلة فيتصيدهم، لصالح التوزيع.

لا أعرف من بدأ الاعتراض، ولكنه اعتراض بدأ هادئا وبمحبة من الأصدقاء، في تعليقاتهم، ثم انتقل إلى انفرادات منشورة، بالغلاف وبغيره، لأقلام غاضبة، أو مندهشة، أو تشعر بالغيرة والحقد والحسد، لم لا، ولتأخذ الحوارات مسارا مختلفا، ويصبح الحوار الهاديء جدلا ساخنا، والتعليق الغاضب معركة محتدمة. حتى الآن، لا يبدو للمعركة نهاية، لكن المعارضين أكثر من الموافقين، والمعترضين أكثر من المساندين، والمشمئنطين أكثر من المرتاحين، وكان يمكن أن يستمر الجدل حنى ينتهي بميلاد تريند جديد، أو تعليق ناري في حدث فني أو رياضي أو مجتمعي آخر، إلا أن بيانا نشر تكرارا جعل الأمر يتحول إلى جريمة رأي، فكل من أبدى رأيه أصبح، من وجهة نظر القائم على رأس العمل بالمجلة، يمثل إرهاب مدعي الثقافة.

يقول البيان؛ الذي ننشره هنا دون تصحيح لغوي أو إملائي، لأن هناك من انتقدوا هناته:

غلاف العدد المرتقب

غلاف العدد المرتقب

“ارهاب مدعي الثقافة
مجلة “عالم الكتاب” ، مجلة تتحدث عن صناعة الكتاب، وليست معنية بالأدب لا من بعيد أو من قريب، واذا كانت قد سارت في طريق الأدب أحيانا فهذا خطأ في استراتيجية المجلة، ولا يمكن الاستمرار فيه، ويبدو ان صورة أحمد مراد قد أثارت حساسية البعض واعترافهم بالهزيمة أمام كاتب وزع مليون نسخة، من رواية واحده، هذا الكاتب له وجه واحد، واذا نجح كاتب واحد في بيع مليون نسخة فما السر وراء الهجوم عليه سوى فشلهم الذريع.
أنا لا أفهم الحقيقة سر هذا الهجوم سوى أنه غيرة من النجاح، لم يصل لها كاتب مصري من قبل، ولم يدعى أحمد مراد يوما أنه أعظم كاتب في التاريخ، انه انسان متواضع للغاية يعرف ماذا يفعل ويخطط لنجاحه جيدا, فهل الهجوم هو هجوم على الملايين التى قرأت مراد ونوع الثقافة التى يقوم بتصديرها للقراء العرب، ام الهجوم بسبب فشلهم في صناعة كاتب يحصد الجوائز ويبيع مليون نسخة ويحافظ على الثقافة المصرية، أم أنهم لايريدون الخروج من عباءة الأفكار البالية.
احمد مراد وريث نبيل فاروق واحمد خالد توفيق، اللذان نجحا مع آخرين في عودة القارئ المصري الى القراءة، احمد مراد ظاهرة في صناعة الكتاب وجزء منها، أليس هذا حقيقيا، اذا ماهذا الانزعاج الشديد الذي اراه ، الا اذا كانوا ينظرون لانفسهم في مرآة المجلة، بأنهم لم يستطيعوا بناء مساحة لما يكتبون في شارع النشر، وهو ما يجعلنا نتسائل عن الهدف من هذه الحملة التى تؤكد أن جزء من الثقافة في مصر ليست بخير، وأن فشل بعض المثقفين في القضايا الكبرى يحتاج لمراجعة نقدية، وأن بعضهم مازال يعيش في العصر الحجري وأن أحمد مراد مرة أخرى كسب الجولة دون أن يحرك ساكنا.
لااعتقد أنه يمكن تبرئة بعض المثقفين من هذه الحملة التى تدل على طريقة تفكير بعضهم وهم ليسوا بالقلة، فهل طبع أحمد مراد مع اسرائيل مثل البعض، وهل غازل أحمد مراد السلطة مثل البعض، وهل أحمد مراد يوزع ٥ نسخ فقط من كل عمل له على اصدقائه مثل البعض، وهل قال احمد مراد عن نفسه انه اعظم روائي مثل البعض، وهل قال بأنه مجدد الرواية وهل وهل وهل ؟ هذا ليس دفاعا عن مراد، لانه لايحتاج لمن يدافع عنه.
ياسادة فرقوا بين مجلة متخصصة في الادب ومجلة متخصصة في صناعة الكتاب، كم مجلة لدينا في العالم العربي متخصصة في صناعة الكتاب، تقريبا لايوجد ، ويبدو البعض متحفزا للغاية لنجاح مجلة عالم الكتاب في أعدادها الاخيرة، الى حد توزيعها على نطاق واسع في العالم، ومع ذلك فنحن نعمل بجدية على مؤشرات الثقافة، ووضع أحمد مراد على الغلاف لا علاقة له بأهمية أحمد مراد الأدبية من عدمها على الرغم من ترشيحه للبوكر ووصوله للقائمة القصيرة لها مؤخرا، بل لان أحمد مراد يلعب دورا كبيرا في صناعة الكتاب وصناعة الثقافة، في الاقتصاد الثقافى، وفي الفكر أيضا، أحمد مراد ظاهرة لايمكن تجاهلها وهو لم يظهر فجأة، بل له أباء في هذا الاتجاه، أما أن يرسل أحدهم بأنه يعتذر عن نشر مقاله في المجلة فهذا شأنه، ومن الجيد اثارة الحركة في البركة الآسنة أحيانا، ليعود الجميع لصوابهم،
أنا لا أريد أن أكشف عن أساطين مصرية في الثقافة والأدب والكتابة بشكل عام سنتناولها في الأعداد القادمة، كما لا أريد أن أكشف عن كامل الغلاف وعنوانه، لأن الحكم على جزء من الصورة يؤكد على طريقة تفكيرنا في الثقافة. وبأن من يحكم ومن يتكلم ومن يهاجم لايرى جيدا ما نفعله في اطار الصورة الكلية، وحصر نفسه وبنى مواقفه على صورة غلاف غير مكتملة،
كما أن ذلك يؤكد أيضا أننا لانفكر بشكل صحيح وأن التشويه طال كل شئ، ومع ذلك وبكل صدر رحب نقول شكرا جزيلا لانكم تحاولون المساعدة بالتجديف في الاتجاه الآخر.

د.زين عبد الهادى
رئيس تحرير المجلةوأستاذ علم المكتبات
قسم المكتبات – جامعة حلوان”

إلى هنا انتهى البيان، وسأستعرض هنا باقة من إرهاب مدعي الثقافة، الذين مزقوا (استعاريا وبلاغيا ونقديا) غلاف المجلة:

كتب الشاعر والكاتب حازم حسين، قبل البيان:

“مع كامل التقدير للقائمين على المجلة، ومنهم أصدقاء…
لكن الحقيقة المستوى ده من التعاطي مع الأمور ينطوي على قدر ضخم من السطحية والبحث عن الترند.
هيردوا بتبرير إن المجلة عن صناعة النشر، وده تبرير أكثر استخفافا وتسطيحا، لأن العدد عن مراد وكتابته ورواياته، والملف استكتب نقاد بالفعل وتعاطوا مع مراد ومنتوجه نقديا.
لو المجلة عن صناعة النشر يبقى العدد يكون عن إبراهيم المعلم، مش عن مسحوق غسيل على رف من رفوف المعلم.
أتصور إن مسألة إدارة دوريات ثقافية ممولة من الدولة بالمستوى ده من الاستخفاف يستحق وقفة جادة، مش للمنع أو المصادرة أو العقاب أو التجاهل أو أي حاجة شبيهة علشان محدش يزايد، ولكن لمساءلة المؤسسة الثقافية الرسمية عن استراتيجيتها الثقافية وأولوياتها وحدود دورها وحجم إنجازها للدور ده.
لو المؤسسة ومطبوعاتها هتجري ورا الترند وتحاول تستفيد بالظواهر المرتبطة بسياق ثقافي مختل – هي نفسها مسؤولة عنه – يبقى نقفلها ونكتفي بالمعلم ورشاد واتحاد الناشرين ومطابع بير السلم وبتوع الطبعات المضروبة، لأن دي صناعة النشر الفعلية يا عالم الكتاب”😁

أما بعد البيان فكتب حازم حسين (نفسه):
“زين عبد الهادي صاحب دكان “عالم الكتاب” عامل عريضة طويلة وسخيفة ومملة زي شخصيته المتحفية بيبرر فيها عدد أحمد مراد.
زين ربما بتعمد أو جهل، تجاوز خالص نقطة إن أحمد مراد بتاع “بوب آرت” وتعامل كما لو كان الخلاف على النجاح والذيوع وتوزيع مليون نسخة.
أرجوكم تكونوا عاقلين في التعاطي مع الأمور وفق طبيعتها وشكلها الحقيقي، وما تعملوش زي صاحب الدكان الدكتور صلاة الزين عبد الهادي”
من تعليق صديقي وابن صديقي، الروائي محمد سمير ندا:

“طبعًا، أعتقد أن القائمين على هذه المجلة، وهي بالمناسبة مجلة تابعة للثقافة الحكومية المصرية، قد حققوا أهدافهم الكاملة من نشر هذا الغلاف، ونالوا ما استهدفوه عبر خلق حالة من اللغط والشد والجذب والسجال، الأمر الذي لن يحقق في النهاية سوى المزيد من الرواج للعدد والترويج للمجلة، وهو حسب ظني، الهدف الأسمى والأهم للمجلة والقائمين عليها.

كتابتي هذه لن تتناول شخص أحمد مراد بأي سوء، ولن تقلل من نجاحه أو تستهين بنسبة المقروئية الكبيرة التي تنالها أعماله، كما لن تتعرض لمنتجه الأدبي بالنقد أو الاستهانة، بل ربما أقول أن مراد كاتب مجتهد جدا، يطور من نفسه، ويروج لأعماله بصورة احترافية لا يضاهيه فيها أحد، ويجيد اختيار مواضيع جاذبة لشريحة عريضة من القراء، الأمر الذي رسخ مكانة أعماله بكل جدارة واستحقاق، في قوائم الأعلى مبيعًا طيلة السنوات الماضية.

ولكن، مع إقراري بأنني لا أرفض ظهور أحمد مراد على غلاف المجلة في العموم، ربما يحق لي أن أطرح بعض الاسئلة حول غلاف المجلة، أو بالأحرى حول الأسلوب والصورة والفونط المستخدمين في الغلاف، بطريقة وضعتني أمام ما يشبه أفيش فيلم سينمائي لمحمد رمضان، ومحمد رمضان بالمناسبة ممثل مجتهد ويحتل في مجاله قائمة أعلى الإيرادات، وعليه:

١. لو كانت مجلة عالم الكتاب تهتم بالشأن الأدبي، فقد شهد شهر سبتمبر ذكرى رحيل العظيم خيري شلبي، فلماذا لم يحتل خيري شلبي الغلاف؟ ولو في عنوان فرعي أو إطار جانبي؟

٢. لو كان العدد يصدر بنهاية سبتمبر وبداية أكتوبر، فلدينا في أكتوبر ذكرى رحيل جمال الغيطاني، وكذلك ذكرى نجيب سرور، أفلا يستحق أي من هذه الأسماء أن يتصدر الغلاف، ولو عبر تضمين أو برواز جانبي لم يكن ليقتطع الكثير من “بوستر” مراد؟

٣. لو كانت المجلة معنية فقط -كما يقال الآن- بالإصدارات الجديدة وحركة النشر، ولو كانت المجلة غير معنية بالنقد بالأساس كما ذكر البعض، فلماذا تصدّرت صورة الناقد الدكتور الراحل علي الراعي غلاف المجلة في عدد أغسطس الماضي؟ فهل صدر كتاب جديد للراعي في أغسطس؟

٤. صدرت خلال الأسابيع القليلة الماضية روايات جديدة لكتاب مصريين ينتمون إلى أجيال مختلفة، وحظت تلك الروايات برواج حقيقي وملحوظ بين قطاع متنوع وكبير من القراء، مثل شلة ليبون لهشام للخشن وورثة آل الشيخ لأحمد القرملاوي، علاوة على بساتين البصرة لمنصورة عز الدين، وأخيرًا رواية سبيل الغارق للدكتورة ريم بسيوني، الحائزة على جائزة نجيب محفوظ الخاصة بوزارة الثقافة عن روايتها السابقة “أولاد الناس”، وروايتها الجديدة الصادرة منذ أيام، تلاقي رواجًا كبيرًا لا يمكن إنكاره. فلماذا لم يُشر غلاف مجلة عالم الكتاب إلى أي من هذه الأعمال، مرة أخرى، ولو من خلال عناوين وبراويز فرعية، دون التراجع عن تصدُّر مراد للغلاف؟

٥. لدينا في مصر كاتب عظيم، أعتبره ضمن آخر جيل العظماء، رفقة بهاء طاهر ومحمد جبريل وغيرهم من كبار الكتاب متعهم الله جميعًا بالصحة والعافية، وأعني هنا أستاذنا الكبير محمد المنسي قنديل، الذي يستعد خلال أيام لإصدار روايته الجديدة “طبيب أرياف” عن دار الشروق، وهذا حدث ثقافي هام يتوجب الإشارة إليه، والتمهيد له، لأنه أمر لا يتكرر إلا كل ٤ أو ٥ سنوات حسب منهج كاتبنا الكبير، فلماذا لا يتصدر كاتب بحجم ومكانة وثقل وموهبة المنسي قنديل- الذي احتفل منذ أيام بعيد ميلاده الرابع والسبعين- غلاف مجلة يفترض أنها تختص بالجديد في عوالم النشر، وهو بصدد إصدار رواية جديدة تأتي عقب خمس سنوات من روايته الأخيرة؟

الصحافة الثقافية الحكومية باتت تنتهج في منشوراتها الرسمية منهج المنتج محمد السبكي في اختياراته الفنية، فلا فارق بين بوسترات الديزل وعبده موته، وغلاف مجلة عالم الكتاب. كلاهما يروج للبضاعة الرائجة، ويتجاهل الآخر، الجيد، وربما الأجود، بحثُا عن حصد القدر الأكبر من الأرباح، دون أي اعتبارات أخرى، سواء فيما يخص الثقاقة، أو الفن.

الواقع أن هذه الكلمات لن تحرك الضمائر، أو تخلخل القناعات والأفكار لدى الثقافة الحكومية التي تمثلها المجلة، ولن تغير وقائع الأمور، فقد تصدر الغلاف التريند، وسوف يتصدره لأيام، وسيحقق هذا العدد مبيعات لم يحققها أي عدد من قبل، وستنتفخ جيوب المجلة والهيئة، تمامًا كما تنتفخ جيوب السبكي، ولا عزاء لكتاب ومثقفي مصر.

نصيحة لأحمد مراد الذي أحترم كثيرًا نجاحه ومجهوده وسعيه الدائم للتطور، دون أن أعرفه شخصيًا؛ هذا الغلاف يسئ لك أكثر ما تتخيل.

#نعم_للسبكي_وزيرًا_للثقافة

#محمد_سمير_ندا
الكاتب طارق إمام مراجعا البيان:
“لسه قاري بيان لأستاذ ورئيس قسم، البيان محتاج جيش مصححين.. سوري محتاج جيش مصححون”

الروائي إبراهيم فرغلي، عقب بعد البيان”
“ما كنتش عايز اعلق
بس حكاية إرهاب مدعي الثقافي بهذا التعميم الفج يجعلني أطالب المجلة بالتحلي بالشجاعة لتنشر مقالات نقدية حول الانبطاح للرأسمالية وللشعبوية، ووالاستخفاف بالقيم النقدية لدرجة اتهام نقادها بالإرهاب”

الكاتب حاتم حافظ، كتب:
“مغازلة “الجماهير” بالاحتفاء بذوقهم الثقافي، ومغازلة الجماهير بخطاب يضعهم في مواجهة مع فكرة “المثقف”، باعتبار الأخير كائن متعال يحط من ذوق الجماهير بسبب تعاليه وليس بسبب انحطاط هذا الذوق، لا تقل بحال من الأحوال عن مغازلة الجماهير بالاحتفاء برجعيتهم الدينية، ومنافقتهم بخطاب يضعهم في مواجهة مع فكرة المثقف (أيضا) باعتبار الأخير كائن يحط من تدينهم بسبب إلحاده وليس بسبب انحطاط تدينهم.هذا نفاق باسم الثقافة وباسم الدين هدفه اقتناص رضا الجماهير حتى ولو على حساب الحقيقة.

المثقف الذي ينافق الجماهير، والذي يكتب ما يرغبون في قراءته، مثقف خائن للحقيقة، ولنفسه.”

الروائي والقاص محمد محمد مستجاب كتب قبل البيان:
“عيب وشيء في قمة القرف
لا قيمة ولا قامة ولا يحزنون.. والشو للأصدقاء أسوأ ثقافة.. بهذا الشكل الفج..
دعونا دائما نعلى من حجم تلال التبن على اجران القمح..”

وبعده كتب:
“إلى ابو جهل أينما وكيفما يكون
صباح القرف
شكرا على الجهل الجميل والنفسنة المصطنعة ومدعي الثقافة وسواد النفوس وضيق الافق وعدم التحقق والإرهاب الثقافي يا عم لا مؤاخذة _ الدكتور”
لم يخلُ الأمر من تعليقات ساخرة، منها كتب أحمد الأنصاري
“انا شايف يا جماعة ان ازمة غلاف مجلة عالم الكتاب هتعمل ازمة بين المثقفين وبقترح نحط احسن رانيا يوسف اللى اظن محدش هيختلف عليها”😅

الشاعرة الدكتورة فاطمة قنديل كتبت تعليقين:
الأول: ” سؤال أخير وحأدخل أنام أحسن:
هو الغلاف ده تبع “التصالح” مع مخالفات الثقافة؟!! 🤔🤔
تصبحوا على خير.”

 

والثاني:  “مساء الخير
ممكن حد يفهمني لو سمحتوا ايه المناسبة اللي تخليهم يحطوا صورة ” لينين” على غلاف مجلة هيئة الكتاب؟!
تصبحوا على خير”

“من حَكم في عزبته، ما ظلم”

ختاما، نحن أمام غلاف يخرج لسانه لكل من تناول ظاهرة صاحب الصورة، باعتبار واضعيه خارج المساءلة الفنية والأدبية والقيَمية، وهي اعتبارات ذوقية تعتمد على ثقافة وأخلاق وتكوين، ولا تُعالج بحظر ومنع وعقاب.
استسلام المؤسسة الأدبية الحكومية لمنطق ركوب الموجة يعني وصولنا لمرحلة صعود شيوخ تويتر لمنبر الأزهر، لأن متابعيهم بالملايين، وتقديم مطرب مهرجانات لنشرة أخبار التاسعة، لأن مستمعيه بعشرات الملايين، ومنح جوائز الدولة لأصحاب أكثر المبيعات، لأن نسخ كتبه المضروبة تخطت المليون، لذا الغلاف يتسق مع المرحلة ومسيّريها.
وهناك مثل كوري يقول “عندما تتقاتل الحيتان فإن ظهر الجمبري ينكسر“. وسينكسر أكثر من ظهر في هذه المعركة، إلا لمن له ظهر وظهير.
لقد كتبت ونشرت التعليق أعلاه ، قبل أن أقرأ بيانا بعنوان (إرهاب مدعي الثقافة) وهو يؤكد أن كل من يخالف ثقافيا الرأي، هو إرهابي ومدع !! هذه البلاد كما قال سياسي سابقا ليست مؤهلة للديمقراطية. لقد بادرت المواقع بنشر رأي مدير التحرير، فرأينا عرض الآراء الأخرى تفعيلا لمبدأ حرية الرأي والرأي الآخر، دونما التفات لتهمة  ستلصق بنا، فلم تستكتبنا المجلة، ولم نرسل لها بمادة لم تنشر، وليس بيننا خصومة، وأذكر أنني هنأت الأستاذ سامح فور اختياره لمنصبه الحالي، وأكن الاحترام للجميع، فأنا مصري، ومنذ استقراري بالقاهرة لم تدفع لي مؤسسات مصر التي كتبت بها أي مقابل، ولا أرجو أو أتطلع لذلك، ولا أحب السب، والشتم الذي ترك القضية، واتجه لمجال غير مرغوب، جعلني أتساءل:  هل هي معركة صغيرة؟ واستطرد: أم أنها المعركة بين الحرية الموهومة واحترام الرأي الآخر المفترض؟

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات