فنانة تختم القرآن الكريم في رمضان بمكنون لوحاتها

11:46 صباحًا الأحد 9 مايو 2021
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يوزع المؤمنون والمؤمنات تلاوة آيات الأجزاء الثلاثين للقرآن الكريم على أيام الشهر الفضيل، قراءة التدبر، واستلهام الوحي، والاختلاء للمعاني والتقرب من الخالق، والاقتداء بسنة الرسول الكريم عليه  أفضل الصلاة والسلام. فماذا تقدم الفنانة التشكيلية المصرية الأكاديمية رهام محسن في قراءتها (النوعية) لآيات الذكر الحكيم؟

إنها تواصل رحلتها التي بدأتها في مثل هذا الشهر العام الماضي، حين اختارات أن ترسم آيات من الكتاب، وكتبت إن رمضان القرآن. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.  كل عام وأنتم بخير. هذه المرة اخترت كتابة الخط العربي مع التلاوة . اخترت من كل جزء آية لكل يوم في رمضان .. سوف نظل دائما نتعلم وننهل من القرآن؛  فالإيمان بالغيب وليس بالدليل الصريح، والأحكام تفهم بشكل صحيح عنددراسة الآية كاملة، بل وبدراسة ما قبلها وما بعدها.  الله قادر على أن يجعل حياتنا هي الجنة ولكنها دار اختبار.  وكم من إجابات واضحة على تساؤلاتنا قدمها القرآن ولكننا لا نقرأ، وكم من أسرار  ذلك الكنز الذي حفظ في القلوب بالتلاوة والصلاة قبل أن يكتب بكثير….

رهام محسن، صورة ذاتية

هذا العام تعاود تجربتها التشكيلية الإيمانية عبر رحلة تدوين بالرسم جعلت لها عنوانا (في كتاب مكنون)، استهلالا في اليوم الأول بالآية 132 من  سورة البقرة، تقول: كل يوم في رمضان إن شاء الله.. رمضان الجميل.. هل هلالك شهر مبارك
للسنة الثانية.. وبعد “رمضان الذي أنزل فيه القرآن” في 2020.. نبدأ “في كتاب مكنون” (1442 هجرية) 2021، إنه ذلك الكتاب؛ المدد، الفضل، القَصص، الكنوز المكنونة، في كتاب مكنون.. “


 
بين فضاء الورقة المربع، ودائرة تتوسطه تملأ بالتشكيل، أي بين شكلين هندسيين صارمين، تأتي بنا إلى عالم من الرقة الناعمة، بخط الحرف العربي الآسر، ورقرقة الألوان المائية العذبة، إنها الألوان التي ترفق بنا في عزلتنا ونحن – ككل أبناء البشرية في عام الوباء – نعاني من وحدتنا، تأتي بالآيات لتأخذ بيدنا إلى عالم ساحر، قوامه على الأغلب الورد، وكأنها ورود الجنان البديلة، وزهور النعيم الآتي، بعد جحيم المرض والوباء وهاجس القلق من تبعات هذه المعاناة.

ورغم كسر الهندسة الصارمة لصالح الفن باستحضار روح الجمال في المكنون والمُكَوَّن، فإننا نعيش مع مرأى كل لوحة ببلاغة موازية، نجد فيها الطباق والجناس، ونعثر  فيها على القافية اللونية الموزونة، ونصادف بها عامود الشعر، وكأن الورود أحيانا علامات الترقيم والتنوين. ولا تنسى أن تعيد استخدام خلفية مستقاة من لون البردي، الذي يستدعي التاريخ بعراقته وتأصيله، وكأنها تكتب بالرسم وثيقة، فيها المقدس، والدنيوي، وفيها أبجديتا اللغة المكتوبة والمرسومة، وفيها التاريخ والجغرافيا التي تطوف بكل تلك الحدائق على اختلاف فصائلها النباتية.

إنها دعوة للتأمل، واستعادة للروح التشكيلية التي نقرأ بها حياتنا، في زمن نحن بأمس الحاجة إلى قراءة القرآن الكريم بالعقل والقلب، وبالبصر والبصيرة.

One Response to فنانة تختم القرآن الكريم في رمضان بمكنون لوحاتها

  1. Fatema Al Zahraa Hassan رد

    9 مايو, 2021 at 4:42 م

    ماشاء الله فنانة مبدعة واختيارات عظيمة
    منتهى الجمال والإتقان

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات