مزارعات آسيويات ، صورة أرشيفية

طور علماء صينيون تكنولوجيا ري جديدة تستهلك أقل كمية من المياه بنسبة 50 بالمئة مقارنة مع تكنولوجيا الري بالتنقيط ويمكن استخدامها في المناطق غير الصالحة لاستخدام تكنولوجيا الري بالتنقيط.

وتستند التكنولوجيا الجديدة “الري النزر” التي تعد تقدما هاما في التكنولوجيا الموفرة للمياه في البلاد معتمدا على قوى الجذب للخاصية الشعرية في التربة. وعندما يتم تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة، ستمتص النباتات الماء بإيجابية، أي وفقا لمتطلبات كل منهما، بدلا من السقي بشكل سلبي.

وقال تشو جيون، خبير الري في جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، أن مفتاح تكنولوجيا ري النزر هو صنبور متكون من أنابيب شعرية للتحكم في كمية المياه لها وظائف جيدة لتحويل المياه وأغشية رقيقة تقوم بوظائف التصفية.

وقال تشون أن صنبور التحكم في كمية المياه يدفن قريبا من جذور النبات، وله حساسية بإرتفاع وانخفاض مستويات المياه في التربة حتى يزود النباتات بالمياه وفقا لمتطلباتها.

وأضاف أن الأغشية الرقيقة بداخل الصنبور يمكن أن تمنع الأنابيب الشعرية للصنبور من الانسداد بالشوائب.

وتستخدم التكنولوجيا الجديدة القوة الجاذبية الشعرية لضبط تلقائيا كمية المياه المزودة للنباتات، ويمكن أن تحقق استقرار مستوى المياه في التربة وتقلل تبخر وتسرب المياه تحت الأرض ، حتى تحسن كفاءة استخدام المياه، حسبما قال تشون.

وأجرى أعضاء فريق تشو اختبارات ميدانية لهذه التكنولوجيا على المحاصيل والدفيئات والبساتين والغابات في بكين ومنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ومنطقة منغوليا الداخلية ومنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ منذ عام 2007.

وقال باي يونغ جيانغ، وهو مزارع في بكين بدأ في استخدام تكنولوجيا الري النزر في عام 2009، أن نوعية الفجل المزروع باستخدام التكنولوجيا الجديدة تكون أفضل، وشهد الفجل من هذا النوع إقبالا عاليا في الأسواق .

هذا وقام الخبراء من جامعة الصين الزراعية ومعهد الصين لبحوث الموارد المائية والطاقة الكهرومائية بتقييم تكنولوجيا الري النزر، معتقدين أن مستوى التكنولوجيا في كفاءة استخدام المياه متقدم على الصعيد الدولي.

ويمكن أن تجلب تكنولوجيا الري النزر المزيد من الفوائد مقارنة مع تكنولوجيا الري بالتنقيط لإسرائيل ، إذ أنها تستهلك كميات أقل من المياه وتحسن الإنتاج الزراعي ، وفقا لما قال لي تسو جيون، نائب مدير معهد الموارد والسياسة البيئية التابع لمركز بحوث التنمية لمجلس الدولة، معربا عن ثقته في تقديم التكنولوجيا الجديدة مساهمات في ضمان أمن الأغذية وحماية البيئة والتخفيف في توتر حدة أزمة إمدادات المياه.

وأشار إلى أن التكنولوجيا لها مزايا في مجالات لم تصل إليها التكنولوجيا التقليدية لتوفير المياه، مثل معالجة التصحر وإصلاح مناطق التعدين والتشجير في المدن.

وأضاف لي أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تلعب دورا في حماية وتوسيع الأراضي المزروعة وتحسين الظروف البيئية في المناطق الجافة في الصين، إذا ما استخدمت على نطاق واسع.

وقال تشانغ وي جيانغ، وهو بروفيسور في جامعة نينغشيا في شمال غرب الصين، إن تكنولوجيا الري النزر تعد اتجاه التنمية لتكنولوجيا موفرة للمياه، معربا عن ثقته في تعميم استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع في نينغشيا.

ويذكر أن وزارة الري الصينية وغيرها من الهيئات أعربت أنها ستقوم بدارسات معمقة للتكنولوجيا الجديدة وإجراء اختبارات على مساحة كبيرة من المحاصيل من اجل تحسين التكنولوجيا وتعميم النتائج التكنولوجية على نطاق أوسع.

Tweet