” عسى الله أن يرزقنا ذرية ونملأهم ايمانا ويقينا “
13/3/2013 دعوة عرس
تركنا ظلالنا في منازلنا .تركنا ظلالنا في دمشق حلب حمص ادلب دير الزور اللاذقية . في كل ركن من أركان شامنا . تركنا ظلالنا على الجبال وفي ينابيع الماء .تركنا ظلالنا في حبات القمح ز تركناها في عيون الطيور التي تغفو على أغصان أشجارنا ، ثم غادرنا .
هي ظلالنا تحرس آمالنا ، وتحتفي بذكرياتنا . فعندما تتهدم منازلنا تسرع ظلالنا لتمسك برائحة حضورنا وغيابنا وتخبئها في صرة بنفسجية لحين عودتنا . وعندما تتعكر مياه ينابيعنا تمسك ظلالنا بمناخلنا لكي تنخل مياهنا من كل ما يكدرها ، لنشربها كما شربناها دائما ولنرتوي بها ومعها .
تركنا ظلانا وغادرنا بالجسد ، لنحتفل بأعراس أبنائنا بعيدا عن بيوتنا ، وليظل الفرح المفرح هو اكليل على جبالنا وسهولنا . ما من انفصال وما من بعد بيننا وبين ظلالنا . ما من انفصال بين جهادنا وأعراسنا . ندعوها ليلا لتحتفل معنا في أعراسنا.
نعم ، هكذا نحن ، ما زلنا نتغزل بالياسمين . تسقيه ظلالنا لكي تأتي ليلا أرواح من سبقونا وتساعدنا في غزل أطواق الياسمين لنطوق بها أرواح شهدائنا .
عبق الياسمين ، شذى الورد الجوري ، حبات اللوز الخضراء ، أمسكت بها ظلالنا لكي لا يغيب طعم شامنا عن أرواحنا .
نسمع وجع مساجدنا ، نذوق ملوحة دموع أسواقنا ساحاتنا بيوتنا .لكن ظلالنا هناك تمسك ببقايا الطين بالحجارة بالحكايات المرسومة على جدران بيوتنا ثم تغسلها بماء الياسمين لنظل نحن نحن .
أما أنت يا بشار ! لا نكرهك ، فقلوبنا لا تتسع لمنطق الكراهية ، وانما نتساءل : كيف باستطاعتك العيش مع رياح القتل والذبح والتشريد لنساء لرجال لأطفال الشام ؟ . وأنت يا أنيسة لماذا لم يكن لك من اسمك نصيب ؟ . أين منطق الأمومة في التراحم والتعاطف ؟.
جئت يا بشار بعد مقتل أخيك باسل بحادث سيارة. وكنا على بعض من أمل بأن رياح جراحنا قد لامست قلبك ، وأنك لربما تحاول ، وأنك لربما تستطيع أن تغير بعضا من دستور أبيك الذي أباد حماه عام 1982 . وأنك لربما تتعرف على نكهة الشام . كان لنا ايمان .
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” ولا تزر وازرة وزر أخرى ” . صدق الله العظيم .
كنت في زيارة لمعرض الفنان علي فرزات قبل أن تصبح رئيسا لهذا النظام وليس للشعب السوري ،اقتربت منه سائلا عن الأوضاع في سوريا ، فأجابك :
” هامش من الحرية ، هامش من التعبير عن الرأي ، هامش من حرية التفكير “.
ثم استلمت مفتاح السجن ، وتعلمت منهج الحكم .
بضعة أعداد من مجلة الدومري ، ثم استعادت القوة منطقها ، وكان ان منعتْالمجلة وصودرتْ أعدادها .
هنالك حقيقة كونية ، بأن كل ما في الوجود لديه شقوقا أيا كان اتساعها، باستطاعة النور الولوج فيها ، الا أنتم يا عائلة الأسد . أمسكتم بالفولاذ ، صببتم الحديد على بوابات قلوبكم عيونكم وآذانكم ، ليظل الظلام المتمركز فيكم هو الطريق وهو الغاية لكم . عندما نتحدث عندما نرى عندما نسمع عما يجري في شامنا من قتل وتدمير وذبح واعدامات وانتهاكات وتخويف ، لا تمتلك لغتنا العربية الجميلة التعابير والأوصاف عما تقومون به .
والآن نحن وظلالنا ، نحتفل بجهادنا وأيضا بزفاف أبنائنا .
عذرا سوريا يا حمص أعذرينا
” عسى الله أن يرزقنا ذرية ونملأهم ايمانا ويقينا
” تلك حرب ( ونعرف أسرارها )
حربنا وردة تحرر عطر اللقاح الذي يتوثب فيها
وينابيع نقلت أمواجها
وخمائر وجد وشوق
ندل عليها . ونعزي بها ”
أدونيس
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.