من يمنع الحرب الأهلية الثانية بين الكوريتين؟

07:47 صباحًا الأحد 31 مارس 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

إعلان حالة من  الرئيس “كيم”،  جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية

بيونغيانغ ـ شينخوا ـ يونهاب:

اشتعلت أجواء الحرب في شبه الجزيرة الكورية لتعيد الذكرى الأليمة للحرب الأهلية بين الكوريتين، إلى أذهان الجميع، ساساة ومواطنين، بعد مرور ستين عاما.

فقد أعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أنها دخلت في “حالة حرب” مع كوريا الجنوبية، حسبما أوردت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الديمقراطية.

وقالت كوريا الديمقراطية في بيان إنه من المقرر التعاطي مع جميع الأمور بين الكوريتين وفقا لوضع الحرب.

كما جاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية أن حالة اللاسلم واللاحرب المستمرة منذ وقت طويل في شبه الجزيرة الكورية انتهت نهائيا.

وحذر البيان، الذي صدر بشكل مشترك عن كل من الحكومة والحزب الشيوعي ومنظمات أخرى في كوريا الديمقراطية، حذر من أن أي استفزاز عسكري قرب الحدود البرية أو البحرية للجانبين سوف يؤدي إلى “صراع شامل وحرب نووية”

هاجل:  إجراءات جمهورية كوريا الديمقرطية الشعبية هى التى تعمل على “تفاقم الخطر” على شبة الجزيرة

ونفى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ان يكون إرسال القاذفات الاستراتيجية النووية إلى شبه الجزيرة الكورية سيعمل على زيادة حدة التوتر فى المنطقة.

صرح هاجل بذلك خلال مؤتمر صحفي فى البنتاجون، قائلا ان إجراءات جمهورية كوريا الديمقرطية الشعبية هى التى تعمل على “تفاقم الخطر” على شبة الجزيرة.

وأوضح هاجل بشأن الاعلان عن قيام قاذفتين استراتيجيتين نوويتين من طراز بي-2 بتدريب على هجوم قذف قنابل وهمية على أهداف فى كوريا الجنوبية فى وقت سابق من اليوم “يتعين ان نستعد للتعامل مع أية احتمالات.”

وقال هاجل “تهدف تلك التدريبات فى الغالب إلى طمأنة حلفائنا بانهم يمكنهم الاعتماد علينا فى الاستعدادت، وإلى مساعدتهم فى الردع. “

وفى أول تأكيد عام حول مهمة القاذفات فوق شبة الجزيرة الكورية، قالت قيادة القوات الأمريكية فى كوريا الجنوبية فى بيان ان القاذفتين النوويتين قامتا برحلة بدون توقف من قاعدة وايتمان الجوية فى ولاية ميسوري الأمريكية إلى الجزيرة المستهدفة على الساحل الغربي لكوريا الجنوبية، الأمر الذى يظهر قدرة الولايات المتحدة على “تعزيز قوة الردع عند حلفائنا فى منطقة آسيا-الباسيفيك” و”توجيه ضربات طويلة المدى ودقيقة بسرعة وفى أي وقت.”

وأظهرت صورة التقطت لاجتماع طارئ لقادة عسكريين مع الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” اليوم الجمعة العتاد الحربي والأسلحة التي تملكها كوريا الشمالية.

ونشرت وكالة أنباء كوريا الشمالية المركزية صورة يتلقى فيها الرئيس “كيم” تقريرا من كبار المسئولين العسكريين, حيث ظهرت خريطة بعنوان “خطة القوات العسكرية الإستراتيجية لضرب الأراضي الأمريكية”, بالإضافة لقائمة الاسلحة وقد كتبت على يسار الخريطة.

رالي للكوريين الشماليين في ميدان كيم إل سونغ ، بيونغ يانغ

وتم كشف النقاب عن الصورة بواسطة وكالة الأنباء المركزية مع تحديد النقاط التي سيتم ضربها في الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية في الخارج وذلك في اجتماع عقد منتصف ليلة أمس.

وأوضحت الصورة 40 غواصة حربية و 13 سفينة انزال و 6 كاسحات و 27 زوارق دعم حربية و 1.852 طائرة حربية وتم تغطية عدد آخر من العتاد العسكري بواسطة المسئول العسكري الكبير.

وقال مسئولون عسكريون في سيئول إن هذه البيانات لا تختلف كثيرا عن بيانات وزارة الدفاع في سيئول لكن مع وجود بعض الاختلافات.

وبحسب تقرير وزارة الدفاع الكورية الجنوبية, تملك كوريا الشمالية 70 غواصة بحرية و أخرى صغيرة الحجم و 260 سفينة انزال و 30 ماسحة ألغام و 30 زورق حربي و 820 طائرة تجسس و 330 طائرات برشوت و 170 طائرة تدريب. 

ملصقات تدعو للقضاء على الإمبرياليين ومن يحالفهم تملأ شوارع عاصمة جمهورية كوريا الديمقرطية الشعبية

من ناحية أخرى عبر الكوريون الجنوبيون المتنقلون من وإلى مجمع كيسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين في كوريا الشمالية, الحدود دون عوائق يوم أمس (السبت), على الرغم من أن كوريا الشمالية ذكرت في وقت سابق من هذا اليوم أن العلاقات بين الكوريتين دخلت حالة الحرب.

وأوضحت وزارة الوحدة في سيئول أن الجانب الكوري الشمالي أبلغ من خلال لجنة إدارة مجمع كيسونغ الصناعي عن موافقته على دخول وخروج الكوريين الجنوبيين المتنقلين في الساعة 7:50 صباح اليوم نفسه.

ودخل 78 كوريا جنوبيا إلى مجمع كيسونغ الصناعي في الساعة 8:30 صباح اليوم وجرت عمليات الدخول والخروج في مجمع كيسونغ الصناعي بصورة طبيعية.

وذكرت وزارة الوحدة أن كوريا الشمالية أعلنت في البيان الخاص أن العلاقات بين الكوريتين تدخل من الآن فصاعدا حالة الحرب, ولكن اعتبر ذلك خطوة متابعة للإعلان عن وضع كل الوحدات العسكرية في حالة تأهب استعدادا للقتال, مشيرة إلى أن التصريح هو تهديد يزيد من حدة التوترات بين الكوريتين , وليس تهديدا جديدا.

ويبدو أن الأمل معقود بالضغط الشعبي لمنع مثل هذه الحرب التي لا تصب في خانة أو مصلحة أي من الكوريتين.

وفي وقت سابق  قالت بيونغ يانغ إن العلاقات الكورية المشتركة تدخل مرحلة أسمتها بحالة الحرب من الآن فصاعدا وأنه سيتم التعامل مع كل القضايا المشتركة بين الكوريتين طبقا لطريقة التعامل المعروفة بين بلدين في حالة حرب.

بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامى 19501953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة. كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع. انتهي الصراع عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953.

حصلت كوريا الشمالية على دعم واسع النطاق من جمهورية الصين الشعبية، ودعم محدود من الاتحاد السوفيتي في مجال المستشارين العسكريين والطيارين والأسلحة. دعمت كوريا الجنوبية من قبل قوات الأمم المتحدة، التي كان معظمها يتكون من قوات أمريكية، وشاركت عدة دول بقواتها في الصراع. وقد ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرة التي تم تقسيمها بواسطة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

في كوريا الجنوبية يطلق على هذه الحرب اسم حرب 25/6 وهو اليوم الذي بدأ فيه الهجوم ورسميا اسمها الحرب الكورية وفي كوريا الشمالية شائعة باسم الحرب الكورية ولكن الاسم الرسمي لها هو حرب تحرير الأرض أما الولايات المتحدة فاسمته عملا عسكريا  (النزاع الكوري) بدلا من الحرب وذلك لتجنب الحاجة إلى اعلان الحرب بواسطة الكونغرس الأمريكي وفي الصين كانت معروفة بحرب مقاومة أمريكا ومساعدة كوريا ويطلق عليها أحيانا اسم الحرب المنسية خارج كوريا نظرا لأنها لم تجذب الانتباه بصورة كبيرة مقارنة بالحرب العالمية الثانية التي سبقتها وحرب فييتنام التي لحقتها وعلى العموم فالاسم المعروفة به هو الحرب الكورية بالرغم من أنها من الأحداث الرئيسية في القرن العشرين.

أدت هزيمة الصين في الحرب اليابانية الصينية الأولى (1894-1895) إلى بقاء القوات اليابانية محتلة للأجزاء ذات الأهمية الإستراتيجية بكوريا وبعدها بعشرة سنوات هزمت اليابان روسيا في الحرب الروسية اليابانية (19041905) – والتي كانت دليلا على بداية ظهور اليابان كقوة عظمي – وقامت باحتلال شبه الجزيرة الكوريةلتمتد سيطرتها على كافة المؤسسات المحلية بالقوة وفي اغسطس 1910 ضمت كوريا إليها لتصبح مستعمرة يابانية.

نادى جوزيف ستالين في اتفاقية يالطة فبراير 1945 إلى اقامة مناطق عازلة في كلا من آسيا وأوروبا ووعد بدخول الحرب ضد اليابان بعد اسبوعين أو ثلاثة من استسلام ألمانيا مقابل إعطاء الأولوية لروسيا في الصين. وفي 6 اغسطس 1945 أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على الإمبراطورية اليابانية وبدأ بمهاجمة الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية وكما هو متفق عليه بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى توقف تقدم القوات السوفييتية عند خط عرض 38 حيث كانت القوات الأمريكية موجودة في الجزء الجنوبي لشبه الجزيرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات