مشاريع على الورق

06:59 مساءً السبت 6 أبريل 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تدهشني بعض الأفكار، وتصيبني الدهشة أكثر عندما تبقى على الورق، وتكون الحالة ليست مدهشة فحسب بل محرقة عندما تفوتنا أفكار بسيطة، تحقق عائدا كبيرا، فقط هناك من يعاند ليبتعد عن الأفكار الخلاقة، وهناك من تعانده تلك الأفكار.. لجدب في عقله.

تطل بلادنا على بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، ومع ذلك تتراجع حصيلتنا من الثروة البحرية، بدلا من أن تعمل التقنيات المعاصرة على جلب المزيد من هذه الثروة إلى سواحلنا.. إن لم يكن إلى مائدتنا.

وفي كل ولاية من ولايات السلطنة تنفذ مشاريع للصرف الصحي، لكننا لم نسمع بخطة واضحة تشير إلى كيفية الاستفادة من هذه الثروة المائية الهائلة، لزراعة حزام أخضر على الأقل يقينا كل هذه العواصف المثيرة للغبار، وتريح – على الأقل – أعيننا إذ تبحث عن لون جميل ينطق به الزرع والزهر، ونمضي إليه كلما حاصرتنا غابات الأسمنت، والشوارع.

ما يجمع الأمرين هو وزارة واحدة.. الزراعة والثروة السمكية.
وما حفّزني للتذكير بذلك ندوة أقيمت في مرباط الأسبوع الماضي “للجنة التوجيهية لمشروع التكيف مع ظاهرة التنوع المستدام للمحاصيل والثروة الحيوانية” والأهم التعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية.

في تلك الجملة مجموعة من المفردات القابلة لرسم خطة كبرى تعطي فوائدها خيرا وفيرا على بلادنا، فالتنوع المستدام للمحاصيل نعاني من فقدانه، حيث يضرب الجفاف مئات الآلاف من النخيل في بلادنا، وأكلت الأوبئة مئات الآلاف من أشجارنا، أما الثروة الحيوانية فتحتاج إلى مقومات زراعية، وهناك البدائل المعاصرة:

الزراعات الملحية، والاستفادة من مياه الصرف الصحي.. وهاتان ثروتان هائلتان يمكنهما تحويل صحارينا وسيوحنا إلى غابات خضراء، لو وجدنا العقول التي تعمل، لا التي تجتمع وتوصي وتشكل لجاناً تنبثق منها لجان، ثم يرفع الأمر للجهات المختصة فتشكل له لجنة، ثم يحال لجهة استشارية، وخلال خمس سنوات يأتي الرد بتعليق الأمر على موضوع الاعتمادات المالية، لذلك يجب رفع الأمر إلى وزارة المالية، وهناك لجان أخرى تدرسه…

ما مضى ليس إلا خيال صحفي، أو محض رؤية قصصية.. لكنني أستنتجها لتعثر تنفيذ الأفكار البنّاءة، والتي فعّلتها تركيا فنهضت من كبوتها الاقتصادية المريرة قبل سنوات لتكون نموذجا، حيث دولاب العمل يمضي، وبكلفة منخفضة جدا، لا تكاد تقارن بملاييننا التي تصرف كأنها آلاف.

ما نحتاجه في هذه المرحلة هو قرارات لا توصيات، وأفكار مبدعة نراها تسير بين الناس، تقترب منهم، لا تبقى في أدراج المسؤولين، وتدني حماسة الموظفين..
في كل محافظة يوجد محافظ ومجموعة ولاة مع أعضاء في مجالس الشورى والدولة والبلدي، مجموعة واسعة من العقول القادرة على التفكير الإبداعي فيما يختص محافظاتهم، التفكير خارج الصندوق الذي اعتادوا رؤيته سنوات طوالا..

.. والسؤال الأهم: لماذا لا نوجه عشرات الملايين من الريالات لدعم بحوث (وتنفيذها) قادرة على دعم الاستفادة من المياه المالحة، وفك عقد انسياب ملايين الجالونات من المياه المعالجة لتحويل مساحات شاسعة من صحارينا إلى غابات تكثر فيها الأشجار والحشائش، لنحقق بالفعل لا بالتصريحات مفهوم الاكتفاء الذاتي.. من أشياء كثيرة

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات