ابتسامة مبارك

09:50 صباحًا الخميس 18 أبريل 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كان كثيرون يتوقعون أن يمر عزارئيل على الرئيس المصري السابق حسني مبارك ليكتب نهاية (طبيعية) لحياة دراماتيكية عاشها الرجل، مع تصاعد الحديث عن تدهور حالته الصحية، وإشاعات عن وفاته تحت وطء الأمراض المحدقة به، العضوية والنفسية.

كانوا يرون (الوفاة) رحمة له، وستعيد (بعض) الاستقرار إلى المحروسة، فغياب رمز (الفلول) سيضعف الروح المعنوية لكثرة من الأتباع (والفلليين) كما أنها تعفي القيادات الحالية من أعباء كثيرة بسبب المحاكمات لرجل شكل رمزا سياديا لمصر، والأهم على يديه لم تبلغ الدولة من ضعف وفرقة ما بلغته في وقتها الحالي.

لكن مبارك سجّل هدفا أجمل من كل أهدافه التي أحرزها في مرمى خصومه، وعددهم لا يمكن التنبؤ به إذ لا يمكن التحديد الدقيق لمن هم معه أو ضده.. أو يحنّون إلى عهده باعتباره أقل سوءا مما يعيشونه اليوم من انهيار على كافة المستويات، انهيار في الطبقات السياسية المتصارعة، وفي الاقتصاد والسياحة.. والأهم: في الروح المصرية التي انتظرت زوال كوابيس حكم مبارك لتفاجأ أن الآتي بعده يجعل ما قبله محتملا.

ابتسم مبارك ولوّح لمؤيديه..

أصبح القول ممكنا أكثر إن هناك فئة من الشعب تريده.. فلولا كانوا أو متحسرين على معيشة كانت أفضل في عهده مهما كان ضنكها.

وأن الحسرة واجبة على ثورة أريقت فيها دماء لم تأت بالأحلام لملايين الشباب الهاتفين في ميدان التحرير بل ذهبت إلى المقطم (معقل الإخوان) لتفرغ حليبها مجموعة من السلطات في يد الحكام الجدد.

سجين اليوم، حاكم الأمس.. كان حاضرا بقوة في المشهد يوم السبت، أربك حسابات وألهم محللين وأثار في شوارع المحروسة مزيدا من الحيرة، فكان عنوان إحدى الصحف المصرية يتحدث عن مبارك.. من اللعب بالمناخير إلى تحية الجماهير.

لم يهزمه السجن .. بل هزم ساجنيه.

وكأنه يذكّر الجميع بأن حديث كل رؤساء جمهوريات الربيع العربي لم يكن كذبا حينما قال كل منهم (أنا أو الفوضى).. وابتسامة الريّس مبارك صفعة في وجه الحكم الإخواني.. فلسان حاله يقول: هذا ما حذرتكم منه أيها المصريون، خاصة من هؤلاء الذين ضيّقت عليهم وسجنتهم وحاصرتهم طوال سنوات حكمي.

كأنه يقول.. مصر التي لم تعرف في حكمي انقطاعات الكهرباء هاهي اليوم تعرفها كل يوم حيث تنقطع ساعة، وديون الحكومة لشركات النفط بالبلايين، والسيارات تصطف طوابير طويلة للحصول على البنزين، والمواطن لا يأمن التأخر عن بيته كي لا يكون تأخره أبديا لانعدام الأمن.

خسر أولئك الرهان على موت سريع للرئيس السابق، هزم حتى مرضه، فالحقبة (المباركية) ممتدة، من كرسي الرئاسة.. حتى سجن طرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات