أميرة هوليوود ترتدي تاج أيقونة موناكو

12:06 صباحًا الأربعاء 24 أبريل 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الأميرة الراحلة جريس كيلي 1929-1982

لم يتحمس بلاط القصر في موناكو للفيلم الجديد عن الأميرة الراحلة جريس كيلي 1929-1982 والتي تجسد شخصيتها الممثلة الأمريكية من أصل استرالي NICOLE KIDMAN (نيكول كيدمان) 45 عاما ,يحمل الفيلم اسمGrace of Monaco (جريس أوف موناكو) من إخراج الفرنسي (أوليفيه داهان)OLIVIER DAHAN الذي سبق له أن قدم سيرة (إديت بياف) في فيلم La Vie en Rose ,  ومنح من خلاله (ماريون كويتار) جائزة أوسكار أفضل ممثلة , يلعب الممثل البريطاني (تيم روث) دور الأمير رينيه, الفيلم من إنتاج (آراش آمل) .

 الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو وشقيقتاه الأميرتان كارولين و ستيفاني إعتبروا أن الفيلم يحتوي على أكاذيب تاريخية وأن بعض أجزاءه محض خيال..تؤدي كيدمان شخصية الأميرة جريس كيلي وهي في الثلاثينيات من العمر في الفترة من كانون أول 1961 حتى تشرين ثاني 1962 عندما كانت جريس تحاول مساعدة الإمارة على تجاوز الأزمة جنبا إلى جنب مع زوجها الأمير رينيه ويستعرض الفيلم دورها الحاسم في تصفية النزاع الذي نشب بينه وبين الرئيس الفرنسي شارل ديجول حول قانون الضرائب في الستينيات من القرن الماضي.كانت مجلة (باري ماتش) الفرنسية قد نشرت تقريرا جاء فيه أن منتجي الفيلم طمأنوا أفراد الأسرة الأميرية بشأن مصداقية الفيلم وفكرته , فأصدر الأمير ألبرت شقيقتاه كارولين وستيفاني بيانا جاء فيه :”أنهم اندهشوا تماما عندما وصلهم السيناريو وأن القصر قدم طلبات كثيرة لجهة الإنتاج المعنية لإجراء تعديلات وتغييرات ولكنها لم تؤخذ بعين الإعتبار , وبناء عليه فإنهم يؤكدون أن هذا الفيلم ليس سيرة ذاتية للأميرة جريس كيلي ولاعلاقة لهم بهذا الفيلم.

نجمة هوليوود تستعيد هالة جريس كيلي وسحرها

النجمة الهوليودية ترتدي تاج إمارة موناكو :

 ولدت جريس كيلي عام 1929 شرقي مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية لعائلة إيرلندية مهاجرة عملت في الصناعة قبل أن تحقق ثراء كبيرا لدرجة أن جدها لفب حينئذ بملك الطابوق الأحمر .. إلتحقت الفتاة الصغيرة بدير للراهبات في نفس المدينة ثم قادها طموحها إلى أن تتجه للتمثيل فبدأت رحلتها بالعمل في إعلان عن كوكاكولا ثم معجون أسنان كولجيت لتلفت بعد ذلك أنظار المخرجين وصانعي السينما الذين أوكلوا إليها بطولة أول أفلامها (القطار يصفر مرتين) 1954, وقد حصلت على جائزة الأوسكار بعد ذلك عن دورها في فيلم (بنت الريف)…

أثناء التصوير. بين الأميرتين صعب أن تجد فارقا

طرقت السعادة بابها عندما ارتبطت بالأمير الشاب الوسيم رينيه الذي كان يخطط للزواج من نجمة سينمائية بهدف تشجيع السياحة في إمارته الصغير ولكنه أحب كيلي ووجد فيها كل ماكان يحلم به في شريكته في الحياة والإمارة.. كانت إمارة موناكو ستؤول ملكيتها إلى فرنسا إذا لم ينجب رينيه وريثا قبل وفاته ماسيرغم سكان الإمارة على دفع الضرائب كمواطنين فرنسيين.

من يروي القصة الحقيقية لأميرة الأحلام؟

كان حفل الزفاف يوم 19إبريل 1956 حديث العالم بأسره وقد شارك بالحضور كوكبة من الملوك والأمراء والرؤساء وكان أول زفاف ملكي ينقله التلفزيون بالبث الحي والمباشر ليتابعه أكثر من 30 مليون مشاهد وقد أطلق عليه زفاف القرن العشرين وقتئذ.

هل كانت المافيا وراء مصرع الأميرة جريس كيلي؟

عاش الأميران الزوجان معا حياة سعيدة رزقوا خلالها بثلاثة أبناء , لكن حادث طلاق ابنتها الأميرة كارولين من من زوجها فيليب جونونو عن عمر 22عاما أصابها بالإحباط وبدأت تعاني من صداع شديد مستمر أصبح يؤثر على بصرها لدرجة أن الأطباء منعوها من قيادة السيارة بنفسها بسبب مشاكل في الرؤية ولكنها أصرت على قيادة السيارة وكانت متجهة من منتجع الأسرة في الجبل إلى القصر الملكي وكانت بصحبتها ابنتها الأميرة كارولين , التي علقت على الحادثة قائلة:”كنا قد تجاوزنا المنحدرات الخطرة تقريبا وشارفنا على أبواب القصر قبل أن تتهاوى بنا السيارة بسرعة البرق في منحدرات الجحيم الأخير , كانت لحظة صعبة للغاية فقدت على أثرها أمي التي لن يعوضني عنها أي إنسان في الدنيا”. على أثر هذا الحادث الأليم نقلت جريس كيلي وابنتها كارولين إلى مستشفى قريب للعلاج وهما في حالة إغماء تام لكن الموت كان مصير نجمة هوليود الجميلة جريس كيلي , ويظل اللغز   محيطا بوفاة الأميرة الهوليودية  : هل كانت وفاتها طبيعية أم أن المافيا كانت وراء مقتلها انتقاما من زوجها الأمير رينيه بسبب سياساته المتشددة تجاههم ؟؟

جدل إعلامي واسع بين القصر في موناكو وصانعي الفيلم :

كان مخرج الفيلم أوليفر داهان ومنتجه (بيير أنج لوبوجام) قد أكدا في مقابلات أجريت معهما في وقت سابق أن الأمير ألبرت وكارولين قد إطلعا على السيناريو , وأبديا موافقة مبدئية وطلبا تعديل بعض المقاطع لتعكس بأمانة ذكريات العائلة .. والدليل على صحة أقوالهما أن الأمير قد وافق على تصوير الفيلم في موناكو وفي قصور Societe de Bains de Mer, وفندق باريس الكبير , لكنه لم يسمح لهما بالتصوير في قصر الأمير رينيه . ما طمأن صانعي الفيلم هو تعليق المليارديرة الأمريكية (لين وايات) الصديقة الحميمة للأميرة الراحلة ومديرة مؤسسة جريس كيلي في الولايات المتحدة في مقابلة مع مجلة (people)  :” إن أداء نيكول كيدمان كان رائعا ولايشوب تجسيدها لشخصية الأميرة أي شائبة”.  أشد ما يخشاه صانعو الفيلم هو أن يتأثر الفيلم سلبيا بتلك الإنتقادات اللاذعة التي وجهها القصر في إمارة موناكو لهذا الفيلم  وكانوا يقينا يطمحون في رعاية أميرية لهذا العمل الضخم الذي يتعرض لفترة من حياة أميرة موناكو الجميلة الساحرة جريس كيلي .. سيشارك الفيلم في مسابقة مهرجان كان في دورته 66 والذي ستستمر فعالياته في الفترة من 16 حتى 25 مايو /آيار القادم , وسيكون للجنة التحكيم رأي آخر حول قيمة الفيلم ولكن الحكم الأخير هو للجمهور المتشوق حقا لعمل سينمائي مبهر عن أميرة جميلة أحبتها الجماهير وهي نجمة هوليودية تماما كما أخبتها وهي ترتدي تاج الإمارة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات