سينمائيات إيرانيات يأتين الشاشة الفضية بسير مدهشة

12:32 مساءً الأربعاء 28 نوفمبر 2012
محمود قاسم

محمود قاسم

ناقد وروائي من مصر، رائد في أدب الأطفال، تولى مسئوليات صحفية عديدة في مؤسسة دار الهلال، كتب عشرات الموسوعات السينمائية والأدبية، فضلا عن ترجمته لعدد من روائع الأدب الفرنسي.

يقدم هذا العرض للكاتب الروائي والناقد السينمائي المصري محمود قاسم موجزا عن سينمائيات إيرانيات قدمن سيرًا مدهشة في عالم الإخراج.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

امرأة تؤمن بالنسوية
 

تعد فروخ فرخزاد (Forukh Farrokhzad) من أقدم المخرجات في إيران . مولودة في طهران عام 1935 ، ورحلت في عام 1967 ، مولودة في أسرة كان عميدها رجل عسكري ، اسمه محمد باعز فرورخ زاد ، وهي أسرة أنجبت سبعة أبناء ، تلقت تعليمها بالمدرسة حتى الصف التاسع ، ثم أغرمت بالرسم ، كما قامت بأعمال التطريز الفنية . تزوجت في سن السادسة عشر ، واستكملت تعليمها ، وأنجبت طفلاً كان مصدراً للوحي للعديد من القصائد ، انفصلت عن زوجها بالطلاق عام 1954 ، وعادت إلى طهران كي تتفرغ للشعر ، ونشرت ديوانها الأول ” الخلب ” عام 1955 .

أعطتها تجربة الزواج قوة ، وجعلت منها امرأة تؤمن بالنسوية ، وراحت تدافع عن حق المرأة في مجالات عديدة ، وسافرت إلى أوروبا عام 1958 ، وهناك قابلت المخرج إبراهيم جولستان الذي أثر عليها كثيراً في أن تعيش بعد ذلك كامرأة حرة مستقلة ، مما أثر ذلك في مسيرتها ، كشاعرة وفنانة لإخراج المزيد من الدواوين ، وعمل الأفلام ، مثل فيلمها ” المنزل معتم ” عام 1962 الذي حصل على العديد من الجوائز ، وهو فيلم يجمع بين الروائي والوثائقي ، وقد أعجبت بالطفل الذي قام ببطولة الفيلم ، واتخذته ابناً بالتبني ، ومنحته اسمها ، واستمر نشاطها في الشعر . وقد قوبلت باستهجان من قبل الثورة الإسلامية ، لكن لم يلبث أن رد إليها الاعتبار ، قامت أختها بنشر وترجمة أعمالها إلى لغات أوروبية عديدة .

سينمائية منذ الصغر

ولدت منيزة حكمت (Manijeh Hekmat) عام 1962 ، بدأت العمل في السينما ، وهي في سن الرابعة عشر ، حيث أخرجت ثلاثة أفلام من مقاس8 مم، إلا أن حياتها المهنية بدأت عام 1980 ،  أي وهي في سن الثامنة عشر حيث عملت مساعدة مخرج لأحد عشر فيلماً ثم اتجهت للإنتاج, وقدمت أفلام “فتاة في السلة” و “كأس زجاجي” وقد حصلت على العديد من الجوائز عن هذه الأفلام ، أما أول أفلامها كمخرجة فهو تحت عنوان ” زنازين ” ، أو ” سجن النساء ” عام 2002 ، ثم قدمت فيلمها الثاني ” ثلاث نساء ” عام 2007 . تزوجت من المخرج جامشيد أهنجاراتي ، وقد عملت ابنتهما بهجة كممثلة.

من السجن إلى الشاشة

ولدت ميترا فراحاني (Mitra Farahani) عام 1975 في طهران .. واستقر بها المقام في باريس.

تم القبض عليها في 17 يونيو 2009 بواسطة السلطات الرسمية الإيرانية ، عقب عودتها من باريس ، وتم إيداعها السجن ، حيث اعتبرت ضمن المعارضين للنظام الإيراني ، لما حدث في انتخابات الرئاسة . ثم أطلقت السلطات سراحها بعد عدة أسابيع ، وصدر الحكم بتحديد إقامتها ، وعدم مغادرتها البلاد باعتبارها قد أقامت في باريس لعدة سنوات ، أخرجت عدداً من الأفلام منها ” زيارات ” عام 2005 ، و” امرأة فقط ” عام 2002 ، و” تابوس وزهرة ” عام 2004 .

شقيقتان على الشاشة الفضية

هي سميرة مخمالباف (Samira Makhmalbaf) المولودة في 15 فبراير عام 1980 في طهران ، هي ابنة المخرج محسن مخمالباف ، وهي كاتبة ، تنتمي إلى الموجه الجديدة في السينما الإيرانية .

في سن السابعة ، قامت بالتمثيل في فيلم أبيها ” الدراجة ” ، وقد تركت المدرسة الثانوية وهي في سن الرابعة عشر كي تدرس السينما في بيت مخمالباف للسينما لمدة خمس سنوات ، وفي سن السابعة عشر ، كانت قد أخرجت فيلمين من إنتاج الفيديو ، ثم اتجهت لإخراج فيلمها الأول ” التفاحة ” عام 1998 . وفي سن الثامنة عشر أعتبرت سميرة كأصغر مخرج في العالم تشارك في مهرجان كان السينمائي بفيلمها هذا . وقد دعى الفيلم للمشاركة في مائة فيلم عالمي طوال عامين ، وعرض تجارياً في أكثر من ثلاثين دولة.

في عام 1999 أخرجت سميرة فيلمها الروائي الثاني ” السبورة ” وللمرة الثانية شاركت بفيلم لها في مهرجان كان في قسم المخرجين الشباب ، وفي عام 2000 فازت بجائزة لجنة التحكيم . ثم سافرت إلى كابول لإخراج فيلمها ” في الخامسة بعد الظهر “: ثم قدمت ” حصان بقدمين ” عن سيناريو كتبه أبوها محسن مخمالباف .وقد فازت عام 2002 بجائزة اليونسكو في مهرجان فينسيا عن الجزء الذي صورته حول 11 سبتمبر من الفيلم العالمي المعروف. وقد سميت المخرجة في عام 2003 من بين أحسن أربعين مخرجاً في العالم حسب جريدة جارديان . وفي الفقرات الخاصة بالمخرجة في مواقع النت ، هناك قوائم عديدة بالجوائز التي حصلت عليها ، وليس لدينا مجال لذكرها .

في فيلمها ” في الساعة الخامسة بعد الظهيرة ” عام 2003 نرى قصة امرأة إيرانية مليئة بالطموح تحاول أن تدرس في أفغانستان بعد سقوط الطالبان على أيدي القوات الأمريكية . والصعوبات التي تواجهها المرأة .

في فيلم ” التفاحة ” ، هناك صبيتان صغيرتان ، يحبسهما أبواهما بعيداً عن الناس . الأب عاطل عن العمل ، والأم عمياء ، وذلك لمدة أحد عشر عاماً ، مما يدفع بالجيران إلى إبلاغ السلطات المحلية لدراسة الحالة . مما يتيح الفرصة للأختين أن تتعرفا على الحياة وقد كتبت سميرة السيناريو مع أبيها ، وذلك عن قصة حقيقية عاشتها إيران .في فيلم ” الطفل الحصان ” ، تتحدث حول طفل صغير ، يعيش مع أسرته الثرية ، في حياة رغدة ، سرق موتوراً ، وهو في حاجة للعون كي يتم وضعه في قرية أفغانية ، حيث أن المقعد المتحرك يمكن إخفائه ، هذا الطفل ، يلتقي بطفل آخر مشلول تماماً ، ولكنه بسيط الروح وهو يكسب ما يعادل دولاراً في اليوم ، الشاب البسيط سوف يعرف التعب والإذلال تحت قيادة الطفل الشرير الذي يسيطر عليه . ولكن سرعان ما يتوصلان إلى  أنهما من الصعب أن يبلغا الحياة المحترمة المرتقبة .

شقيقتها هناء مخمالباف (Hana Makhmalbaf) في 3 سبتمبر عام 1988 ، هي ابنة للمخرج محسن مخمالباف . وشقيقة المخرجة سميرة مخمالباف . عملت في الفن منذ طفولتها ، كما عملت في أفلام أبيها ، وأفلام حماتها مرزيحة وأختها كمساعدة مخرج ، وأيضاً كمصورة ، أخرجت فيلماً قصيراً وهي في سن التاسعة ، وفي عام 2003 ، عملت في فيلم ” الساعة الخامسة بعد الظهر ” ، وفي نفس السنة نشرت ديوانها الأول تحت عنوان ” فيزا للحظة ” كانت قد قدمت أفلاماً تسجيلية مثل ” اليوم الذي ماتت فيه عمتي ” عام 1997، و” مزحة الجنون ” عام 2002 ، ثم قدمت فيلمها الأول ” الدفتر ” عام 2007 الذي حصل على جائزة أحسن فيلم روائي طويل مهرجان السينما الأفريقية والأسيوية ، وأمريكا اللاتينية الذي عقد في ميلانو ، ثم قدمت فيلمها الثاني ” أيام خضراء ” الذي عرض في مهرجان فينسيا عام 2009 وهو عمل سجلت فيه الانتخابات الإيرانية التي حدثت في إيران في نفس العام ، وقدمت فيه صورة صادقة عن أحوال المرأة في إيران ، أما فيلم ” الدفتر ” فأحداثه تدور في أفغانستان ، في نفس المكان الذي قام فيه رجال طالبان بتدمير تمثالي بوذا العملاقين عام 2001 ، و الفيلم مستوحى من كتاب نشره  أبوها محسن مخمالباف تحت اسم ” بوذا ينهار من العار ” وهو نفس عنوان الفيلم باللغة الإيرانية .

يفتتح الفيلم على صور من الأرشيف أبيض وأسود للتمثالين العملاقين لبوذا في باميان ، ثم صور لتفجير  التمثالين ، ويتكلم الفيلم عن الحياة اليومية للأفغان في هذه البقعة من العالم ، إنه عالم من الجبال ، والحجارة ، والبيوت كلها من الحجارة لقد اختفى التمثالان ، وهذه طفلة في سن السادسة تدعى بكتاي ، تريد أن تتعلم القراءة ، وأن تذهب إلى المدرسة ، وأن تستمع إلى القصص الغريبة ، وهي تبذل كل ما بوسعها لشراء دفتر تتعلم فيه ، وهي تعاني أن الأطفال الذين في مثل سنها ، يلعبون ما يسمى ألعاب الحرب . وترى الطفلة أن الدفتر هو رمز الثقافة انهارت .

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات