قام مشروع إقامة مستعمرة على سطح المريخ بإجتذاب الآلاف ممن يطمحون في أن يكونوا رواد فضاء، بعد أسبوعين من فتح مجال التقديم.

هذه المهمة التي أقامتها مؤسسة هولندية لا تهدف للربح تدعى “Mars One” وهي تهدف لإرسال سكان لسطح كوكب المريخ بحلول عام 2022، ولكن بسبب التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ على جسم الإنسان بعد مكوثه فترة على سطح المريخ، لن تكون هنالك عودة مرة أخرى إلى كوكب الأرض. هذا لم يخف الناس، فقد قام أكثر من 78 ألف شخص بملئ الإستمارات ليكونوا من ضمن المهاجرين إلى المريخ. تتوقع شركة “Mars One” أن يصل عددهم إلى 500 ألف بحلول موعد إنتهاء التسجيل في شهر أغسطس.

ولكن الحياة على سطح المريخ لن تكون نزهة، تصرح المؤسسة أن الجدول اليومي للسكان سيتضمن أعمال بناء للمستعمرة، أعمال صيانة للأنظمة وكذلك القيام بأبحاث على مناخ المريخ و تاريخها الجيولوجي، كل هذا في بيئة لا يوجد بها أي هواء للتنفس سوى أنابيب الأكسجين ودرجة حرارة يبلغ متوسطها 58 درجة فهرنهايت.

ولكن تعلن الشركة أنها لا تطلب متقدمين بمؤهلات معينة، مثل درجة علمية معينة، ولكن بدلاً من ذلك هم يبحثون عن أناس “يكونوا لديهم حس كبير بالمسئولية، وإستعداد لبناء علاقات مجتمعية، ويمكن الثقة فيهم ولديهم القدرة على إصلاح النفس”. هم كذلك يرغبون بمتطوعين يكونوا “مرنين، يستطيعون التكيف بسهولة في البيئات المختلفة، مبدعين، ويستطيعون الإستفادة من المصادر المختلفة”، وتعلن الشركة أن من سيختاروهم سيخضعون لتدريب لفترة تصل إلى ثمان سنين قبل الإنطلاق في الرحلة إلى المريخ.

“لقد ولت الأيام حيث كانت أكثر الصفات المطلوبة من أجل تكون رائد فضاء هي الشجاعة و عدد الساعات التي قضيتها طائراً بطائرة نفاثة، الأن معايير الإختيار تهتم بكيفية تعامل رائد الفضاء و تعاونه مع من حوله”، يقول نوربرت كرافت، باحث سابق بوكالة ناسا ومدير بمؤسسة “Mars One”.

المتطوعين من 120 دولة مختلفة، على الرغم أن أغلبيتهم من الولايات المتحدة الأمريكية، قاموا بوضع فيديو على موقع مؤسسة “Mars One” يشرحون فيه لما يرون أنفسهم أهلاً لهذه المهمة. كايل، هو فتى يبلغ من العمر 21 عاماً ويعمل بائع بسوبر ماركت بالولايات المتحدة الأمريكية، يقول بأنه يرغب في أن يصبح “مستكشف وأهم الرواد في التاريخ”. ستيفن، وهو أمريكي يبلغ من العمر 43 عاماً ويعمل بمجال الإلكترونيات يقول، “أود أن أذهب إلى المريخ لأكتشف حياة جديدة”.

بالإضافة إلى المهارات الفردية، المتقدمين يجب أن يتمكنوا من جمع التبرعات كذلك. فقد قررت مؤسسة “Mars One” أن تجمع الـ6 بليون دولار اللازمين لهذه المهمة عن طريق إقامة برنامج واقعي يتتبع حياة المتقدمين وهم يستعدون من أجل القيام برحلتهم إلى المريخ.

Tweet