هل ينقذ أسد البنجاب الاقتصاد الباكستاني؟

07:45 صباحًا الإثنين 13 مايو 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رئيس الوزراء الباكستاني متحدثا من شرفة منزله في لاهور مساء السبت الماضي (شوداري، أ.ب)

في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، وقبل إعلان النتيجة رسميا، خرج نواز شريف في شرفة منزله الكائن في لاهور للتحدث إلى الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا للاحتفال بالفوز في الانتخابات.

وقال شريف للحشد المبتهج “أريد أن أشكركم وأؤكد لكم أنني أعتزم الوفاء بتعهداتي وتعهدات قادة حزبي خلال الحملة الانتخابية”.

وفي معرض إشارته إلى بعض المشكلات التي تواجه باكستان حاليا، دعا شريف جميع الأحزاب السياسية إلى حوار لإيجاد حلول للمشكلات، من أجل أن تتمكن الأمة من تنفس الصعداء وتحيا حياة رغدة.

كان نواز شريف، الذي فاز بمقعدين في الانتخابات التشريعية التي أجريت السبت، رئيس وزراء باكستان لولايتين غير متتاليتين في الفترتين من نوفمبر 1990 وحتى يوليو 1993، ومن فبراير 1997 وحتى أكتوبر 1999. ومع ذلك، تم حل حكومته في الفترتين دون أن تكمل فترتها الدستورية.

وقام برويز مشرف، الحاكم العسكري السابق، في عام 1999 بإقالة حكومته، ثم نفاه إلى المملكة العربية السعودية. وسيقود شريف باكستان في وقت تواجه فيه الدولة بعض التحديات الخطيرة، بما في ذلك نقص في الطاقة هو الأسوأ ، والإرهاب العنيف، والفساد، وسوء الإدارة، وتردي الظروف الاقتصادية.

وعندما تحدث إلى أنصاره مساء السبت فيما وصف بـ”خطاب النصر”، أعلن شريف أنه بالفعل لديه جدول أعمال في ذهنه لـ”يقود باكستان” للخروج من وضعها الحالي. ويمتلك نواز شريف الذي خدم رئيسا للوزراء مرتين، سنوات من الخبرة في التعامل مع التحديات التي تواجهها باكستان.

 والآن بعد الفوز رسميا، يستعد رئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف، الذي فاز في الانتخابات الباكستانية ليتولى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة، وهو رقم قياسي في باكستان، ويعد «شريف» صاحب الإمبراطورية الصناعية، إداريا جيدا ومنفتحا على مفاوضات مع حركة «طالبان».

بنى رئيس الوزراء السابق الذي أطاح به انقلاب عسكري في 1999، بصبر مسيرته السياسية في المعارضة، قبل أن يثأر لنفسه في هذا الاقتراع، مستفيدا خصوصا من مسانديه في معقله في البنجاب، أغني ولايات البلاد، وأكثرها اكتظاظا بالسكان، حيث يلقبونه في هذه الولاية بـ”الأسد” .

وفرض «شريف» في نهاية حملته نفسه كرجل دولة بارع، ليرث مهمة صعبة هي تحسين وضع البلاد وخصوصا عبر تسوية أزمة الطاقة الخطيرة التي تهدد الاقتصاد.

وبدا الرجل الستيني الذي يرتدي دائما الزي والقميص التقلديين وسترة مرتاحا، مساء السبت، عند إعلانه فوز رابطة مسلمي باكستان جناح نواز، أمام مناصريه الذين تجمعوا في لاهور.

وقال: “علينا أن نحمد الله لأنه أعطى الرابطة فرصة جديدة لخدمة باكستان”.

وتمثل رابطة مسلمي باكستان، جناح نواز، أغلبية البرلمان الذي يضم 272 نائبا، ما يفترض أن يسمح له بتشكيل حكومة أغلبية، ويمهد الطريق لمشاورات من أجل تشكيل تحالف.

نساء باكستانيات خارج دائرة اقتراع في حيدر آباد ، واللائي خرجن رغم التهديدات بالتفجيرات التي ترسل الموت المجاني للناخبين، (صورة: برويز ، أ.ب)

تولى نواز شريف الذي لا يتحدث بطلاقة، ولا يتمتع بحضور قوي، لكنه يعتمد على تجربته الطويلة كرجل دولة، رئاسة الحكومة مرتين من 1990 إلى 1993 ومن1997 إلى 1999.

ويعتبر الغرب  «شريف» رجلا براجماتيا على الرغم من تصريحاته المعارضة للحرب التي يخوضها الأمريكيون في المنطقة ضد تنظيم القاعدة، وحلفائه في حركة طالبان.

ويعتقد محللون بأن نواز شريف سوف يركز في الأساس على الاقتصاد بالنظر إلى الأجندة الاقتصادية التي غلبت على حملته الانتخابية.

وقال سهيل وارياتش، وهو معلق سياسي وكاتب عمود، إن رئيس حزب الرابطة الإسلامية -نواز أوضح بنفسه أجندته الاقتصادية خلال الحملة والآن لديه فرصة ذهبية لتنفيذها.

كما ذكر أن نواز شريف ليس بحاجة إلى دعم حزب آخر لتشكيل الحكومة من واقع أنه حصل على الأغلبية التي تمكنه من ذلك.

واقترح المحللون السياسيون أن يحاول حزب الرابطة الاسلامية -نواز تشكيل الحكومة منفردا دون التحالف مع أحزاب أخرى نظرا لتنوع الاتجاهات السياسية للأحزاب وفشل الحكومات الائتلافية في تجارب سابقة. وعزا هؤلاء هزيمة الائتلاف الحكومي المنقضية ولايته في الانتخابات إلى فشله في التعامل مع المشكلات وتنوع الخلافات بين أطراف الائتلاف حول القضايا المختلفة.

One Response to هل ينقذ أسد البنجاب الاقتصاد الباكستاني؟

  1. maillot psg pas cher رد

    27 مارس, 2014 at 12:17 م

    Amazing! You know I love your blog!!!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات