من يفتح ملف فضائح مهرجان (كان) السينمائي؟

07:23 صباحًا الأربعاء 22 مايو 2013
حسنات الحكيم

حسنات الحكيم

شاعرة وكاتبة صحفية من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تحفل الذاكرة السينمائية ببعض الفضائح التي كثيرا ما جعلت أشهر مهرجان فرنسي عالمي في مهب العديد من الزوابع

كاد ملف “فضائح كان” السينمائي أن يقوّض عرش أحد أهم مهرجانات الفن في العالم، وهو ما دفع بعض النقاد بالقول: إن “مهرجان كان” مهدد في أي لحظة بانهيار سمعته بعد سلسلة الفضائح التي طالته منذ خمسينيات القرن الماضي، لولا حرص واستقطاب إدارة المهرجان للفرقاء السينمائيين على غرار الألمان والأميركان، الذين كان لهما في هذا المهرجان قصصهما المثيرة عامي 1956 و1959، من خلال إتباع سياسة الإرضاء التي انتهجتها لجنة التحكيم التي لم تسلم هي الأخرى من النقد، مثلما حدث سنة 1999 عندما مكَّنت الأخوين داردين من الظفر بالسعفة الذهبية التي أسالت الكثير من حبر النقاد، ونرصد بالتاريخ أشهر تلك المواقف التي تناولتها وسائل الإعلام بالجدل والإثارة.

فضائح خارج البساط الأحمر

مغامرات ألمانيا وأميركا وإيطاليا

1956 حذف من المهرجان في آخر لحظة فيلم وثائقي لألان رينسيه تناول معسكرات الاعتقال النازي بعنوان “الليل والضباب”، بناء على إصرار الوفد الألماني الذي رأى منه إهانة للألمان، وهذه الخطوة كان لها ردة فعل أميركية حيث أصرت بدورها أن يحذف فيلم “هيروشيما حبيبتي” من مسابقة 1959 والذي يفضح ما فعلته قنبلة أميركا الذرية في الإنسان الياباني.

1960 أدى فيلم “مغامرة أنتونيوني” إلى وقوع شجارات قوية في كواليس المسرح حيث حاول الجمهور اقتحامه والنيل من مخرج ومؤلف العمل الإيطالي أنجلو أنتونيوني، لأنه كشف إسقاط حال المجتمع الأوروبي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والشعور العام باليآس والقلق وانهيار القيم التي انتظم عليها المجتمع منذ عصر التنوير، كما شهد حفل الختام بعد توزيع السعفة الذهبية لفيلم “لا دولتشي فيتا” للمخرج الإيطالي فريديريكو فيليني صافرات استهجان من الجمهور.

تضامن مع عمال رينو وانتهاك للدين

1968 وصفت هذه النسخة بمهرجان التجاوزات، فقد حاول كل من فرانسوا تريفو وجون لوك جورارد تمزيق ستار المسرح لمنع عرض الفيلم الافتتاحي، حيث قال الأخير “أتحدث إليكم بحرقة من أجل التضامن مع عمال شركة رينو الذين لا أقبل أن يكونوا عبيدا”، مما اضطر المنظمون إلي إنهاء المهرجان قبل موعده بخمسة أيام.

1973 يبرز في هذه النسخة “قصة ألِف” كأحد الأفلام التي أثير حولها الكثير من الجدل ولاسيما بين المحافظين الذين رأوا منعه لأنه يعد انتهاكا صارخا للدين، ولكن أصر كل من ماركو فيريري وجون أوتشتاش على عرضه، مما أدى بأحد الحضور لمهاجمة المخرج، ليتعرض ذلك المهاجم إلى حادث غامض.

طعن في التحكيم وإضراب لعمال فندق

1999 كانت سنة التحكيم بامتياز حيث طعن في مصداقية لجنة التحكيم التي ترأسها الكندي ديفيد كروتمنبرغ، وبخاصة عندما عادت السعفة الذهبية للأخوين البلجيكيين داردين في فيلم “روسيتا”، حيث أرجع أغلب النقاد السينمائيين أن الفيلم كان ضعيفا مقارنة بالعناوين الكبيرة التي كانت في حلبة المنافسة.

2004 شهدت هذه النسخة سوء تنظيم بسب إقدام عمال فندق “كارلتون بالاس” على الإضراب، مما أدى إلى انزعاج رواد وضيوف المهرجان بسبب نقص الخدمات، وهو ما أثيرت حوله مجموعة من التساؤلات أبرزها حول مدى كفاءة لجنة التنظيم في خلق بدائل للحالات الطارئة.

مظاهرات وطرد ونوازع سياسية

2010 في هذا العام خرج أكثر من 1200 متظاهر للاحتجاج أمام قصر المهرجان في مدينة ”كان” رفضا لفيلم ”الخارجون عن القانون” للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، واعتبر بعض المتظاهرين بعد مشاهدتهم الفيلم أنه كان “أسوء” مما كانوا يتوقعون، واتهمت بعض الأوساط السياسية الفرنسية الفيلم بـ”تزوير التاريخ” و”المساس بذاكرة الضحايا الفرنسيين” أثناء فترة استعمار فرنسا للجزائر.

لارس فون ترير

2011  يبدو أن هذه النسخة لم تسلم من النوازع السياسية عندما قال المخرج لارس فون ترير للصحفيين إنه “شخص نازي”، إلا أن هذه المزحة لم تنجح في إثارة ضحكات الحضور، بل تسببت في رد فعل عنيف تجاه المخرج نفسه، إذ تم طرده من المهرجان، وأصدرت إدارة المهرجان بياناً، اعتبرت فيه المخرج الدنمركي شخصاً “غير مرغوب فيه”، إلا أنها أبقت على فيلمه “ميلانخوليا”، ضمن أفلام المسابقة الرسمية، والذي فازت بطلته بجائزة أفضل ممثلة.

سلوك غير لائق

1954 ضم الممثل الأميركي روبرت ميتشوم عشيقته في سلوك غير لائق، أمام عدسات وكاميرات المصورين، ما أثير حوله جدال واسع، لتطرد سيمون سيلفا من المهرجان مما يدفعها إلى الانتحار بعدها بثلاث سنوات.

تهكم على مخرج

1987 يتلقى المخرج الفرنسي موريس بيالا السعفة الذهبية لفيلمه “تحت شمس الشيطان” تحت وابل من التصفير والتهكم مما أثار حفيظته وقال لجمهور الضيوف: “إذا كنتم لا تحبونني فأستطيع أن أقول لكم أنا كذلك لا أحبكم أبدا”.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات