المحرر: تلقيت من الأستاذ الدكتور محمد المصالحة رئيس جمعية البيئة الأردنية، وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، تعقيبا على رسالتنا عبر البريد الالكتروني يوم 19/5/2013 وما ورد فيها من إشارة إلى كارثة فوكوشيما النووية في آذار 2011ـ أكد فيها على أهمية الطاقة المتجددة في هذا العصر بعيداً عن البرامج النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في ضوء الآثار الخطيرة التي يتركها انفجار هذه المفاعلات النووية وصعوبة معالجتها، وهو ما تواجهه اليابان في هذه المرحلة من دعوتها إلى أن تتلقى مساعدة خبراء نووين من مختلف دول العالم لاحتواء آثار هذه الكارثة، وقد خصنا بالمقالة التالية وهي عبارة عن تلخيص لمقالة كتبها صحافي خبير ياباني ونشرتها صحيفة هيرالد تريبون الدولية (IHT) في 10/4/2013.

نشرت صحيفة هيرالد تريبون الدولية (IHT) في عددها الصادر في 10/4/2013 وعددها الصادر في 12/4/2013 تقريرين عن كارثة فوكوشيما والنتائج التي أصابت المفاعل النووي في (Dailchi) اثر الزلزال الذي خرب المنطقة في آذار سنة 2011 وفيما يلي أهم النقاط التي نقلها المراسل الياباني للصحيفة ويدعي Hiroko Tabuchi في التقريرين المشار إليهما:-

• فشل الجهود المبذولة حتى الآن في معالجة الدمار الذي لحق بالمفاعل وتعطله عن العمل رغم مضي اكثر من عامين على الكارثة.
• دعا خبير السلامة النووية Muneo Morokuzi الحكومة اليابانية إلى دعوة خبراء نووين من جميع أنحاء العالم للمساعدة في معالجة الكارثة وقال أن شركة Tepco وهيئة كهرباء طوكيو غير قادرين على تنظيف المفاعل المعطوب واصلاحه.
• بل من الواضح انه لا تتوفر الخبرة لدى الشركة وان المفاعل لن يمكنه توليد الكهرباء من جديد.
• أن هيئة كهرباء طوكيو التي تم تأميمها بعد الكارثة في ورطة وقد قامت بإجراءات مالية مؤلمة أدت إلى قيام المقاولين الفرعيين بخفض الوظائف والرواتب والمزايا للعاملين في المفاعل.
• أن عمال المفاعل في قرية J-village والتي تبعد 16 كيلو متراً عن موقع المفاعل والذين رغم ارتدائهم للكمامات وبدلات واقية لا يأخذون قسطاً وافياً من النوم والراحة، وفي غرف نوم مؤقتة وغير مريحة.
• يقول الخبير البيئي في كلية الدفاع الوطني الطبية في طوكيو انه يقوم بالمساعدة في إجراء جلسات نفسية علاجية للعمال الذين يعيشون في حالات تعب أو إغماء وإحباط وقد يرتكبون جراء ذلك أخطاء في العمل قد تدفعهم لإساءة استخدام ما لديهم من مواد وأجهزة وربما يقومون بالانتحار.
• بعض الخبراء يقولون أن مياه المفاعل المشعة تتسرب إلى مياه المحيط الهادي بالقرب من الموقع.
• الخبير جوتا كاندا من جامعة العلوم البحرية في طوكيو اعد ورقة علمية نشرها على موقع مجلة العلوم البيولوجية يقول فيها أن قراءة هيئة الطاقة الكهربائية تشير إلى ارتفاع مستويات الإشعاع في مياه المحيط قرب المفاعل مما يعني استمرار تسرب المياه المشعة إلى المحيط المحاذي للموقع.
• رئيس هيئة الطاقة الكهربائية Naomi Hirose زار فوكوشيما يوم الاربعاء الموافق10/4/2013 ليعتذر لسكان المنطقة عن هذا التسرب، وقد هجر 160 الف نسمة منازلهم بعد الكارثة، وكثيرا ً من المناطق المحاذية للمفاعل مهجورة آيضاً.
• لقد تعرض المفاعل المنكوب في شهر آذار لسنة 2013 لمصاعب أخرى بعد أن واجهت برك تخزين المياه المشعة التي تعمل على الوقود نقصاًَ في عملية التبريد لمدة يومين بسبب مشكلة التزود بالكهرباء.
• أن عملية تفريغ برك المفاعل إلى خزانات خاصة قد تمتد إلى نهاية آيار سنة 2013 بعد مضي اكثر من عامين على الكارثة، وتخزن هيئة كهرباء طوكيو نحو ربع مليون طن من المياه المشعة في الموقع وان الرقم قد يتضاعف في السنة الثالثة القادمة.
• أن اكبر “لعنة” حلت بهذا المفاعل في هذا الوقت هي اكتشاف ثلاث من أصل سبع برك تحت الارض للتخزين انما تتهرب منها الاف الغالونات من المياه والمشعة في التربة.
• يعترف رئيس هيئة كهرباء طوكيو أن النقص في الأماكن اللازمة للتخزين للمياه المشعة قد أصبح يشكل “ازمة” وانه يجب الإسراع في تفريغ هذه البرك.
• يقول الخبراء أن هيئة كهرباء طوكيو المشغلة للمفاعل لا يعول عليها لتقوم بمعالجة المفاعل المعطوب وان تقود عملية تنظيف للموقع قد تمتد عقود من الزمن، وتعرض للخطر حياة الناس والبيئة بوجه عام
• لقد دمر الزلزال نظام التبريد في المجمع النووي مما ادى إلى احتراق ثلاثة من مفاعلاته ويجري العمل على غمر المجمع بالمياه من اجل وقف هذا الحريق.
• رئيس الوزراء الياباني Shinzo Abe اكد انه لن يسمح للهيئة المشرفة على المجمع بأن تلقي بالمياه المشعة إلى المحيط.
• السيد  Masayaki onoالمدير العام في هيئة طاقة كهرباء طوكيو انه تم اكتشاف بركة ثالثة يتسرب منها الماء المشع، وحين سئل عما إذا كانت برك التبريد الاخرى معرضة للتسريب لم يعط جواباً قاطعاً.

الخلاصة:

• اليابان دولة صناعية كبرى بحاجة إلى طاقة كهربائية هائلة لآلاف المصانع و130 مليون مواطن لذا اعتمدت حتى الان على مصادر متعددة للطاقة واليوم تتجه إلى زيادة مشروعات الطاقة المتجددة بعد كارثة فوكوشيما.
• يعكف اليابانيون حالياً على انتاج سيارة تسير بالطاقة الشمسية ويعّد ذلك ثورة هائلة في الاستراتيجية العالمية للطاقة.
• الزلزال الذي ضرب منطقة بوشهر في ايران في ابريل سنة 2013 ولد المخاوف خاصة في دول الخليج العربي من تاثيراته على المفاعل النووي الايراني الذي يقع في منطقة شق زلزالي. ودعت دول الخليج منظمة الطاقة الذرية الدولية لارسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل ومدى تأثيره على البيئة الطبيعية في الخليج.
• اليابان دولة تتوفر لديها الخبرات المتخصصة بالطاقة النووية وادارة مفاعلاتها ولكنها اليوم عاجزة عن معالجة كارثة نووية ويطلب خبراءها مساعدة دولية في هذا الخصوص.
• أن الكارثة النووية في اليابان نجمت عن كارثة طبيعية متمثلة في الزلازل ومن المعروف أن الاردن ليس محصناً عن وقوع مثل هذه الزلازل فما الحيلة لديه في مواجهة اثار مدمره على مواطنيه والبيئة في الموقع المقترح اينما كان.
• اليابان دولة غنية وفائض ميزانيتها التجاري نحو 200 مليون دولار وتتحمل أية تكاليف تتعلق بمصادر الطاقة النووية والتقليدية لكنها بعد فوكوشيما وضعت استراتيجية طويلة لتنويع مصادر الطاقة والتركيز على المصادر المتجددة وهذا هو التيار السائد في معظم دول العالم باتجاه الطاقة النظيفة والرخيصة.
• الكارثة النووية في اليابان لم يسيطر عليها بعد ومن قبلها كارثة تشرنوبل عام 1986 في الاتحاد السوفيتي السابق التي ما تزال أثارها على سكان المنطقة (أوكرانيا حاليا) موجودة حتى اليوم.
• إذا كانت دول كبرى كاليابان وروسيا قد واجهت مصاعب كبيرة في معالجة انفجار المفاعلات النووية فهل بمقدور الاردن كدولة نامية وهو في منطقة متفجرة التعامل مع مثل الحالات؟.
• ما حصل في اليابان كمنطقة نائية وليس لديها دول جوار تتأثر بنتائج فوكوشيما مباشرة فيما أن الوضع في بلد كالأردن مختلف ومحاط بدول جوار ملاصقة وقريبة في حدودها وسكانها من الاردن، وقد تتأثر بأي حادثة لا قدر الله.
• إننا اذ ندرك مبدأ أن هذا الوطن أسسه الهاشميون وبنوه وجعلوا منه قدوه رفيعة لدول العالم العربي في حكمه إدارة الدولة ورشد القرار وحماية أمنه وسلامة أبنائه لنضع اليوم بين أيدي جميع المسؤولين على رأسهم جلالة الملك ودولة رئيس الوزراء ومجلس الأمة قضية شغلت الرأي العام والبرلمان ووسائل الإعلام والمجتمع المدني والحركة البيئة الوطنية، ليقرروا بشأنها ما يرون صائباً في ضوء تجارب الأمم الأخرى وما تعرضت له من كوارث .

Tweet