طالبان، والإخوان، والأمريكان … يد واحدة!

10:00 صباحًا الجمعة 21 يونيو 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يخطيء من يظن أن لدى الولايات المتحدة أصدقاء دائمين، ويخطيء أكثر من يعتقد أن لها أعداء أبديين! فهي ترى في حلفائها السياسيين أتباعًا لقراراتها وعرابين لسياساتها، وتنظر إلى معارضيهم بأنهم أوراق الضغط، والفزاعات التي تظهر عند الحاجة إليهم للضغط ليس فقط على الحلفاء الذين تنتهي صلاحيتهم، بل على الشعوب التي تسعى للتحرر والتقدم والسلام.

ستعترض الولايات المتحدة على انتهاك حقوق الإنسان لدى الدول الأخرى وهي تضع من تشك بنياتهم في جوانتامو، ستحارب التسلح النووي في الشرق الأوسط ثم تسمح لربيبتها بالمنطقة ـ دولة الاحتلال الإسرائيلي ـ أن ترهب جيرانها بالسلاح ذاته.

أثناء مشاركتها بمؤتمر مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، سأل د.سعد الدين إبراهيم مدير المركز، السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، عن علاقتها بالإخوان المسلمين، واعترفت أن الولايات المتحدة على علاقة بتلك الجماعة المحظورة لأكثر من عشرين عامًا، وهو ما أكد اللمز الشعبي والسياسي بأن الولايات المتحدة استخدمت هذه الجماعة بديلا للحكم في مصر باعتبارهم حلفاء (تابعين وعرابين) تربوا على طاعة مقر المقطم والبيت الأبيض في الوقت نفسه.

وأضافت باترسون، خلال مشاركتها ، أن علاقات أمريكا بالجيش المصري جيدة، وأنه لا يسعى للوصول إلى السلطة بسبب ما عاناه خلال المرحلة الانتقالية، من خلال رسوم “الجرافتي” التي رسمها الثوار، والتي تحمل إهانة للقيادات العسكرية. وأشارت السفيرة الأمريكية، إلى أن توقيعات حملة “تمرد” تكشف عن إرادة الشعب المصري في تقرير مصيره، موضحة أنه على الحكومة أن تعترف بها، مؤكدة على ضرورة أن تكون مظاهرات 30 يونيو سلمية، وأن أمريكا لا تدعم مظاهرات 30 يونيو ولا تلضغط على الرئيس محمد مرسي للرحيل عن السلطة، لأن “الأمور اختلفت، ومرسي ليس مبارك، فهو رئيس منتخب”!

وهكذا في الوقت الذي تدعي الولايات المتحدة أنها تقف إلى جانب الحريات المجتمعية لا ترى أن سياسة الإخوان في مصر أضرت بهذه الحريات حتى يخرج عليها الملايين ممن وقعوا استمارات (تمرد) لسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

لكن هذه هي الولايات المتحدة، التي ساندت المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال الروسي، فأنجبت القاعدة وطالبان، ثم حاربتهم، وأفنت الكثير من الأرواح والأموال، وها هي الآن تهرول إلى الدوحة للحوار معهم.

حركة طالبان الأفغانية تفتتح مكتبها في قطر (باسم إمارة أفغانستان الإسلامية)

فقد افتتحت حركة طالبان الأفغانية مكتبا في قطر (باسم إمارة أفغانستان الإسلامية) بهدف استئناف محادثات ترمي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 12 عاما. المسؤولون الأمريكيون قالوا أن ممثلي الولايات المتحدة يعقدون أول لقاء رسمي مع طالبان للتوصل إلى سلمي في أفغانستان. ومن غير المستبعد أن تجري طالبان مفاوضات مباشرة كذلك مع الحكومة الأفغانية.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان السلام في أفغانستان لن يتحقق إلا من خلال عملية سلام تقودها أفغانستان، وأشاد بالرئيس الأفغاني حامد كرزاي لاتخاذه خطوة شجاعة نحو السلام لكنه أضاف إن العملية لن تكون سهلة ولا سريعة.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان له إن المكتب “سيدعم التوصل لحل سلمي وسياسي من شأنه ضمان إنهاء غزو أفغانستان وتعزيز نظام مستقل وإسلامي بالإضافة لتحقيق أمن حقيقي هو الأمل للبلد بأكمله”. وأضاف أن هدف المكتب سيكون تحسين التفاهم والعلاقات مع باقي بلدان العالم، مشيرا إلى أنه من المقرر إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات غير حكومية. وذكر مجاهد أن المقر سينظم اجتماعا مع الأفغان وبصورة أساسية مع الحكومة في أفغانستان “في إطار زمني معين”.

رسامو الكاريكاتير في العالم يفضحون خيارات الولايات المتحدة الفاسدة

ولكن ايمال فيظي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قال إن الاخير قرر تعليق المحادثات الخاصة باتفاق أمني مع الولايات المتحدة متهما واشنطن بأنها تبعث برسائل متباينة فيما يتعلق بمحادثات السلام مع حركة طالبان. فالولايات المتحدة تريد أن تعلن أنها مع النظام ونقيضه، مع الاستقرار والفوضى، ومرة أخرى: مع الحليف والمعارضة.

 بيان كرازي قال بوضوح:”نظرا للتناقض بين أفعال الولايات المتحدة والبيانات التي تطلقها بشأن عملية السلام، علقت الحكومة الأفغانية المفاوضات الجارية في كابول”. وقال محللون إن كرزاي ليس سعيدا بدور الولايات المتحدة في المحادثات مع طالبان. كما يبدو أن الحركة تتجاهل الحكومة الأفغانية في العملية. ولم يجر إعلام أي من مسؤول بالسفارة الأفغانية أو دعوته لحضور مراسم افتتاح المكتب يوم الثلاثاء الماضي.

ورغم أن طالبان لم ترفض بشكل قاطع أي محادثات مع كرزاي كما فعلت قبل ذلك، إلا أنها قالت إنها ستعقد محادثات مع “الأفغان في الوقت المناسب”. وقال مسؤولون إنه من المقرر أن يعقد اجتماع بين مسؤولين من الولايات المتحدة وحركة طالبان غدا الخميس، ولم تجر الإشارة إلى حضور مسؤولين أفغان لهذا الاجتماع.

وكان كرزاي قد قال في الماضي إنه لا يمكن تهميش أفغانستان خلال أي محادثات سلام مع طالبان. ففي العام الماضي استشاط غضبا وقام باستدعاء سفير بلاده في قطر. لكن على كرازي، وكل حلفاء أمريكا، إدراك أنهم ليسوا سوى عرابين وأتباع. وها هي الأحداث الأخيرة تثبت أن طالبان، والإخوان، والأمريكان … يد واحدة!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات