في الحالة القطرية

11:48 صباحًا الأحد 30 يونيو 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

قطر، قبل الشيخ حمد، وفي عصر والده، كانت بقعة صغيرة في شبه الجزيرة العربية يحكمها شيخ بمنطق القبيلة، والأب الجالس في قصره (خيمته المعاصرة) لا تثيره كثيرا مفردات قواميس الزمن الجديد الذي دخلته المنطقة على إثر انفجارات آبار النفط والغاز بمخازينها الهائلة..
وقطر، في عهد الشيخ حمد، دولة كبرى وضعت اسمها في خارطة العالم (السياسية والاقتصادية والرياضية) رغم صغر حجمها على سواحل الخليج العربي.
وقطر، تدخل عهد الشيخ تميم، لتقدم، وكأنها اعتادت، المختلف لتضعه في وجه ارتباكات المنطقة والعالم من حولها.
سمي التغيير السابق بالانقلاب الأبيض، ولكن قطر لا تستسلم للمفردات الجاهزة، وأرادت أن تقدم للعالم وصفة أخرى لانتقال الحكم، لا تستدعي الحالة القطرية انتظار ولي العهد عشرات السنين ليتولى الحكم أو يستولي عليه، ولا تنظر، مثلما لا تنتظر، ما يمكن أن يقال عن تلك التحولات، بما يعتبره البعض إملاءات أمريكية أو إشاعات صغيرة من تلك التي تحوم حول القصور.
عرف العالم قطر من خلال قناة الجزيرة، قناة عملاقة في دولة صغيرة، وعرفت قطر بمشاغبات (الشيخ حمد بن جاسم) ومصادمات (قناة الجزيرة) ودعمها لثورات ما سمي بالربيع العربي.
اختلف حول قطر، واختلف معها، وكانت سبّاقة في دعم ثورات الشعوب على حكّامها، بالمال والإعلام، والاتهام الجاهز هو أنها أداة في يد الإمبريالية الإمريكية والصهيونية البغيضة.
وفي عالم السياسة (المعاصر على وجه الخصوص) لا يمكن تصديق كل شيء، ولا تكذيب كل شيء..
وهناك من يضع حسن النوايا لتغطي بلحافها الثقيل على كل سوء، وهناك من يرتهن إلى سوء النوايا فيلقي باللحاف البغيض على كل أمر حسن.
والحقيقة (الكاملة) ليس بوسع أحد القول بها، وإدعاء معرفتها، وما يبقى ظنون (بعضها إثم) وهواجس (أكثرها مريب).
قد (لا نتفق) مع كل ما تفعله قطر، وبيننا من يريدها التفرغ لبناء البيت الداخلي والبعد عن اللعب بالنار التي (قد) تحرق أصابع مشعلها كما تقول الحكمة العربية، ورهانات كثيرة ترددت على ألسنة سياسيين ومحللين بأن مرحلة (دفع الثمن) آتية لا محالة، وهناك متربصون لا تعوزهم الحيلة والوسيلة في (فعل القتل والتدمير).

الشيخ تميم، أمير قطر

مع الشيخ تميم، نتمنى للشقيقة قطر الاستقرار والأمن، وعلو صوت الحكمة، ففي (دوحة الخير) للعمانيين ذكريات طيبة يوم أن استقبل العمانيين دفء المشاعر القطرية (قبل سبعينيات القرن الماضي وبعدها) كما لم يستقبلهم أحد، وبعمق هذه المحبة، وبامتداد تلك المشاعر، نبارك لقطر تنمية شاملة، وخطوة جريئة لا يحتملها العقل العربي، لذلك يتفنن (البعض) في رؤية ذلك عبر منظار المؤامرات والتشكيك، بينما تمضي قطر الإبداع وسط محيط هادر بالتحديات وبين ألسنة لهب ليس من اليسير الفرجة عليها من بعيد، ولكن من العسير الاقتراب منها دون ذلك القلق المرعب.

One Response to في الحالة القطرية

  1. Fatimaalzahraa

    Fatema Al-Zahraa Hassan رد

    30 يونيو, 2013 at 12:41 م

    لا يمكنك دائما تجميل الصورة لاسيما بعد أن تصل إلى مرحلة من الشيخوخة والقبح في أعين السواد الأعظم .. ولكن الحديث عن نظرية المؤامرة وسؤ الظن عندما لا نضعه في الإعتبار مطلقا على افتراض أن حسن الظن هو القاعدة نصل إلى الهاوية لامحالة , فالدولا الذي لعبته حكومة قطر ومازالت غير خفي على أحد , بل إنهم يفتخرون به وبصداقتهم العتيدة مع الولايات المتحدة على أساس انهم ينفذون أوامرها لاأكثر : وإلا ماذا عن افتتاح مكتب لطالبان على أراضيها ؟ ماذا عن المشاركة في قوات الناتو لتحرير ليبيا من القذافي ؟؟ وماذا عن الدور الممجوج الذي تقوم به قناتهم التي صنعت منهم دولة بشأن تزكية الصراع الطائفي قي بلاد الشام ؟؟ لايمكن أن تقنع نفسك ولا الآخرين أن الشيخ حمد تنازل لإبنه طواعية من أجل بث روح جديدة شابة على رأس السلطة إنها إملاءات وحسابات وأن يتنازل طواعية أفضل من أن يعزله الشيخ حمد رئيس وزراءه الذي تجاوز نفوذه الأمير نفسه , إنه الخوف والطمع , وتلك الأيام نداولها بين الناس.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات