أي حيرة يمكن أن تبادركم حين تلتقون الأصدقاء، في العمل، والشارع، وعلى شبكات التواصل، فلا تعرفون إذا كنتم تريدون أن تتبادلوا التهنئة بعام هجري جديد، أم تعزون في عشرات الأطفال الأبرياء الذين ماتوا بسبب الإهمال في جنوب مصر، بعد الترحم على شهداء فلسطينيين بين أطفال ونساء وكهول أبرياء راحوا ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية بلا ذنب اقترفوه؟

أما نحن فلا نعرف إن كنا نسعد بانطلاقة جسر جديد بين الثقافات الآسيوية والعربية، أم  نحزن لأننا في القرن الحادي والعشرين وفي بقاع شهدت ميلاد الحضارات الكبرى، والديانات السماوية، هناك بطالة متزايدة في سوق العمل، وانقطاع غير مبرر لتيار الكهرباء، وتدن في الخدمات الأساسية، وأهمها الحق في الحياة، وهي حقوق في دساتير وقعت عليها الدول المعترف بها بلا استثناء. والمسئول الوحيد عنها هم من يقومون بصياغة دستور لمستقبلنا؟

في اليوم الذي جلس فيه وزيرا المالية الألماني والإسرائيلي في برلين لتوقيع تسلم دفعات جديدة بقيمة 86 مليون يورو لبعض ممن أعلنوا ضحايا الهولوكوست الهتلري، وصدر لهم الحق ـ منذ 60 سنة ـ بأن ينالوا هم، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وجمعية اليهود، تعويضات لا تزال تُدفع حتى الآن، في هذا اليوم بالذات تمارس إسرائيل حرب هولوكوست جديدة، ترويعا وإبادة لسكان بقايا جغرافيا فلسطين التي احتلوها في 1948م.  هل يمكن أن يأتي يوم، تنتصر فيه الإرادة الدولية فتدفع إسرائيل ثمن ذلك كله، كما يدفع ورثة هتلر الثمن؟

في حالتنا لن يدفع الثمن غير الضحايا.

Tweet