كل رمضان وأنتم…

10:05 صباحًا الأربعاء 10 يوليو 2013
محمد سيف الرحبي

محمد سيف الرحبي

كاتب وصحفي من سلطنة عُمان، يكتب القصة والرواية، له مقال يومي في جريدة الشبيبة العمانية بعنوان (تشاؤل*، مسئول شئون دول مجلس التعاون في (آسيا إن) العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يأتي رمضان مختلفا هذا العام.. على غير العادة.
يأتي بمعطيات جديدة، ملامح ليست في ذاته، ولكن في اعتياد علاقتنا مع أيامه..
فلا اليوم التاسع والعشرين من سابقه شعبان عشناه كما كنا قبل، ولا أيام الإجازات الأسبوعية بقيت كما كانت سابقا، ولا الأسعار مستقرة عند ماضي أرقامها.. ولا الصيف انسحب قليلا ليفسح بعض الوقت أمام الليل نتدثر بجمالياته دون أن نسبح في الرطوبة والعرق.
جاء رمضان بدون انتظار لهلاله، عرفنا قبل أسبوعين أنه سيبدأ أول أيامه الأربعاء، فاتتنا متعة الانتظار والترقب، حتى وإن بدت الرؤية محسومة مسبقا، لكن يبقى هناك خيط أمل في أن تتغير معادلات الفلك لصالح مفاجأة نحتاجها أحيانا في خضم المألوف والاعتيادي والروتيني، إلقاء فعل دهشة، وإن لم يكن واقعيا فلا بأس من أن يكون متخيلا.
أضاع علينا علم الفلك متعة الانتظار لفرحة بدء الشهر الأعظم بين أشهر السنة، وقد يضيع علينا ترقب ليلة العيد.
ليست هناك لجنة رؤية الهلال نترقب ماذا تقول في بيانها، قد نعرف أن الرؤية متعذرة ومستحيلة، لكن تلك من تقاليد رمضان، الشعور بأن ثمة مهم قادم، يستوجب التوقف قليلا أمام الشاشة لنتابع خبر وصوله، أو تأخره يوما.
قد يقول قائل (متفلسف) أن رمضان لا يحتاج لبيان لجنة لندرك أنه قادم مهم، ربما، لكن النفس تواقة لما اعتادت عليه في لحظات بهجة كهذه.
“هلّوه؟”.. يا لجمال السؤال ووقعه على الروح، حينها يحتفظ الهلال بجمال استثنائي، ليس كما يحدث في بقية الشهور، حيث يأتي ويذهب، دون كبير أهمية كما يحدث مع ليلة تسبق رمضان، وأخرى قبل أن يودع، نستقبل العيد بفرحة الصائم الذي أكمل أداء واجبه، أو اجتهد من أجل بلوغ ما استطاع من فيض خيره.
يأتي رمضان.. في أفواه كثيرين ذات الكلام المكرر.
وفي أذهان الأغلبية نفس الأفكار المستعادة عاما بعد آخر.
وفي القلوب نزر يسير من الإحساس بقيمة ثلاثين يوما من التجليات العظيمة.
يجتهد قلة ليكون الشهر الفضيل متجليا بروحانيته لتستعيد أرواحهم القلقة طمأنينتها، وتهجع ألسنتهم قليلا عن لحوم الآخرين، وأجسادهم المتضخمة عن شهيتها لعلها تعتاد على القليل النافع بدلا من الكثير المتراكم.
رمضان شهر الصيام.. كثيرون جدا يدركون ذلك.. ويفعلون، الصوم عن الطعام والماء والملذات الجسدية.
رمضان شهر العبادة.. ألا تكفي صلاة التراويح يقبل عليها الكبير والصغير، خاصة في تفجر الروحانيات الأيام الأولى من الشهر، قبل أن تذوي حماستهم، وتعود النفس إلى ما اعتادت عليه؟!
رمضان شهر القيام.. من يتذكر هذا؟ من يقدر عليه؟!
وللحديث بقية، نكتبها، حينما نضغط على لوحة المفاتيح، ولا أكواب ماء أو شاي تتوالى بجوار الحاسوب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات