أبطال حقيقيون . هم هؤلاء الرجال والنساء الذين استطاعوا أن يفلتوا من قيد الواقع واستطاعوا أن يبتهجوا ويبهجوا في دوائرهم . هو عامل تنظيفات في مدينة عمان التي تعاني من ازدياد مشكلة النفايات ، شأنها شأن باقي المدن العربية التي غاب عنها منطق الجمال .

أكوام من النفايات على الشوارع ، وهذا عامل التنظيفات أراه من شباكي ، ينظف الأرض ، يضع الأكياس في عربته ، يحاول أن يجمع أكوام النفايات التي تكاسل أصحابها على وضعها في الأكياس المخصصة .

وأتساءل أين يكمن هذا السر الذي يمتلكه ؟

فهو يزين عربته بالأغصان الخضراء وأحيانا ببعض الورود  . ينظف الشوارع،  يكنس الأرصفة ولا ينسى أن يعود قليلا لعربته ليرتب الأغصان الخضراء والورود. يمشي مبتسما واثقا ، هذا فرح ينشر أريجه . هنيئا لك هذه الأخلاق الجميلة .

انه يعطي للحياة معناها ، بأن الحياة حلوه أيا كان موقعنا .

يوم حار حار جدا .أزمة سير لا تعرف أين بدايته اوأين نهايتها . الاشارات الضوئية تتابع ، واصوات السيارات تتعالى . البعض يعطي زامورا طويلا ، وهنالك من يفتح الشبابيك صارخا . ولكن في منتصف الطريق هنالك حجر كبير لا يعرف مصدره . وعندها نزل أحد الركاب من سيارته ، غير مباليا بشيء الا أن يزيح هذا الحجر عن الطريق. حمل الحجر بكلتا يديه ووضعه في مكان آمن . عاد الى سيارته . هنيئا لك هذه الأخلاق الجميلة .

انه يعطي لمفهوم المسؤولية معناها الحقيقي لأنها لا تنبع الا من القلب .

17/7/2013

Tweet