على خُطى تاريخ البوذية في بلاد السِّند

11:51 صباحًا الخميس 1 أغسطس 2013
نصير إعجاز

نصير إعجاز

محرر الصحافة الدولية، باكستان، كاتب في آسيا إن

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الموقع الأثري البوذي الثالث هو “كاهو جو دارو” (تلة كاهو) والتي تقع في ميربور خاص، المنطقة الجنوبية من السند

لطالما وجدت نفسي قريباً جداً من البوذية. ربما لأننا نحن أبناء السند (أخص سكان السند الأصليين، موطن الحضارة الهندوسية العظيمة، وهي الآن مقاطعة في باكستان) بالطبيعة متصوفون (غامضون) نؤمن بالوئام بين الأديان، الأخوة، عدم اللجوء إلى العنف ونتمنى الأفضل والرخاء للجميع وتقدم الكون، كما دعا القديس الصوفي الشاعر الكبير شاه عبد اللطيف بهيتاي (1689 – 1752) في شعره: يا رب! فلتبارك السند والكون بأكمله بالسلام والتقدم والإزدهار.

تقارب حضارة السند والبوذية قد يرجع سببه أيضاً إلى الوقت الذي فتح فيه الفاتح العربي المسلم محمد بن قاسم تلك المنطقة عام 711 بعد الميلاد، كانت شعائر الهندوسية والبوذية تتم ممارستها في السند والدول المجاورة، مما كان له أثربالغ على ثقافة وعقول ساكني تلك المناطق.

قمت بدراسة بعض الكتب عن البوذية، وكنت أقوم بمشاهدة البقايا البوذية على قمم التلال أثناء تجوالي في بختون (مقاطعة خيبر باختونخاو، المعروفة سابقاً بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي لباكستان وحدودها مع أفغانستان). تماثيل بوذا كانت هدفي الرئيسي أثناء زيارتي للمتاحف في بيشاور، عاصمة خيبر باختونخاو، وتاكسيلا، الموقع الأثري لمدينة بوذية تبعد 32 كيلومتر عن إسلام أباد، عاصمة باكستان، أو أي مكان أخر في الدولة مثل كراتشي، عاصمة السند.

بوذا في باميان، أفغنستان، قبل هدمه، على طوابع البريد!

خلال زيارتي لكابول بأفغانستان في ديسمبر 2011، ذهبت خصيصاً لأرى تماثيل بوذا التي أتلفها مسلحو طالبان.

بوذا، باميان، 1963

قامت الحكومة الحالية بإصلاح تلك التماثيل وعرضها في المتحف القومي. رأيت كذلك تمثالاُ مبتسماُ لبوذا في متحف مدينة باهوالبور، في مقاطعة بنجاب الجنوبية في باكستان في أبريل 2013. باهوالبور كانت جزءاً من السند في الأيام القديمة. ذلك التمثال وجدوه في منطقة سوي فيهار في باهوالبور. هنالك كذلك العديد من التماثيل في ذلك المتحف. لقد تأثرت جداً بمذهب بوذا، حتى أنني أسميت ابني راؤول، تيمناً باسم ابن بوذا بعدما قرأت ذلك في كتاب ألفته الكاتبة الهندية قرة العين حيدر. ابني راؤول إعجاز هو الآن مصور صحفي ومخرج، وأحد المشاركين في موقع آسيا إن.

التمثال بعد تدميره

وجه بوذا، المتحف الوطني، كراتشي، باكستان، تصوير: راؤول إعجاز ، آسيا إن

خلال زياراتي للنيبال، موطن بوذا الأصلي، بدأت اهتمامي الخاص بالمعابد البوذية، ولكن بعد زياراتي إلى كوريا الجنوبية، في 2007 ومرة أخرى في 2008 بدعوة من جمعية الصحافيين الأسيويين (أجا)، أضافت إلى خبراتي الكثير. فقد سنحت لي الفرصة لرؤية المعابد البوذية، مقابلة الرهبان، تذوق الطعام البوذي وحتى قضاء ليلة في أحد المعابد.

في 2007، قام المضيفون بأخذ وفد جمعية الصحافيين الأسيويين إلى معبد بايكدام حيث قابلنا الشيف الراهب سامجو، وتناولنا غداءاً بوذياُ. قمنا كذلك بزيارة مجمع معابد قديم “أوبانجسان ناكسان سا” على الساحل الشرقي. الراهب الشيف الذي قابلناه هناك كان جونغنيم الذي كان قد قضى بعض الوقت في راجستان الهندية، المجاورة للسند، موطني. قام إهداء كل أعضاء الوفد نسخة من جرس بوذي، لازلت أحتفظ به بمنزلي. في ذلك المعبد كذلك شاهدت الصلوات البوذية. وقد شهدت حدثا مميزا السنة التالية عندما تمكن مضيفونا من ترتيب إقامة لنا لمدة ليلة واحدة في معبد بايكدام. الوفد بأكمله برجاله و نسائه أقاموا هناك وتشاركوا غرف خشبية صغيرة وتمتعوا بالعشاء البوذي. الصفاء النفسي، الذي شعرت به هناك، لا يمكن نسيانه.

جمال الجبال التي تقع بجوار قرية مانهي كان مذهلاً ولكن ما جذبني حقاً كان تاريخها، فقد أخبروني أن الرهبان البوذيين شنوا حرباً من أجل الحرية ضد الإحتلال الياباني في تلك الجبال. وحصلت على بعض المعلومات من المتحف الموجود بقرية مانهي عن صراع الحرية الذي قام به الراهب البوذي هان يونج أن والمعروف بمانهي. بعد هذا عرفت جانباَ أخر للبوذية وأتباعها وأن القتال في سبيل الحرية والتحرر من الإحتلال يختلف عن كونك لا تفضل اللجوء للعنف.

بعد عودتي من كوريا عام 2008، بدأت بكتابة قصة رحلتي بلغتي الأصلية، لغة السند، وقد خصصت المعابد البوذية بالذكر، تاريخها، لقاء الرهبان، وتناول الطعام البوذي و غيرها. وفي أحد الأيام التي كنت أشاهد فيها التليفزيون، إستمعت إلى الكاتب والمثقف عمار جليل، وهو يُعد أسطورة حية في السند، وهو يقول أنه كان بوذياً (بالفطرة). هذا ألهمني لكتابة تاريخ البوذية في السند.

التاريخ

كما ذكرت من قبل، ما يعرف الآن بباكستان كان من قبل موطناً لنسبة كبيرة من البوذيين والكثير من المباني الدينية الأثرية. أغلب سكان جاندهارا، المعروفة حالياً بمقاطعة خيبر باختونخوا، كانوا بوذيين. جاندهارا كانت تتبع البوذية الماهيانا، وكذلك الفاجريانا. وادي سوات، المعروف قديماً بأوديانا، كان أحد روافد مملكة جاندهارا. هنالك العديد من المواقع الأثرية من الحقبة البوذية في سوات. جاندهارا بقيت أرض هندوسية بوذية حتى القرن العاشر، عندما قام السلطان محمود بفتح المنطقة ودخول الدين الإسلامي.

يقال أن الحكيم البوذي بادماسامبهافا ولد في قرية بجوار ما يطلق عليها الأن مدينة شاكداريان، وهي كانت في الماضي جزءاً من أوديانا. بادماسامبهافا يعرف بالمعلم رينبوتشي في التبت، حيث أنه من قدم البوذية الفاجريانا للتبت.

كانت تتم ممارسة البوذية في مقاطعة بنجاب، بوجود العديد من المعابد البوذية في تاكسيلا، والتي تعد الأن أثراً تاريخياً. معظم البوذيين كانوا هندوس وتحولوا للبوذية.

البوذية كانت الديانة الرئيسية لمعظم سكان السند حتى الفتح العربي والخلافة الأموية عام 711. خلال فترة حكم الخليفة الوليد (705 – 715) عندما كان الحجاج بن يوسف حاكماً للجزء الشرقي من الإمبراطورية الأموية، تم إرسال جيش لفتح السند. كان الفتح سهلاً لأن مكران كانت تحت حكم العرب مما جعل الطريق أمناً، علاوة على ذلك، لم يعد ذلك المكان جنة أمنة للمتمردين.

كلا من مكران (جزء من مقاطعة بالوشستان في باكستان) والسند كانا جزءاً من إمبراطورية ماوريان خلال العصور القديمة وبفضل جهود الملك أشوكا، سادت البوذية تلك المناطق. ولكن عادت الهندوسية إلى الحياة خلال فترة جوبتا وإنتشرت في مجتمع السند. ولكن ثقافة السند ومجتمعها تختلف عن هنود الشمال.

السبب الرئيسي وراء الفتح العربي للسند كان محاولة إيجاد مرفأ في المحيط الهندي. عام 636، حاول العرب فتح تاناند بهاروش ولكنهم فشلوا في محاولتهم تلك. إستقر التجار العرب في جنوب الهند وجوجارات كما كان لهم موضع قدم في جزيرة سيلون. وعندما بدأ القراصنة في نهب سفنهم، أراد التجار العرب أن يقوموا بتأمين طريق أمن وفي ظل تلك الظروف، غزا محمد بن قاسم السند عام 711 وفتح ديبال، ساهوان، براهمن أباد، أرور (المعروفة الأن باسم سوكور) وأصبحت السند جزءاً من الخلافة العباسية والأموية، وتم تعيين حكام لها.

بوذا، المتحف الوطني، كراتشي، باكستان، تصوير: راؤول إعجاز ، آسيا إن

السند، في ذلك الوقت، كان سكانها من الهندوس، والبوذيين، والجاينيين. وقد قام الرحالة الصيني شوان زانج بذكر وجود أكثر من 400 دير بوذي بها أكثر من 26 ألف راهب. شكل البوذيون أغلبية التجار وطبقة الحرفيين ، بينما كان معظم الهندوس من المزارعين في المناطق الريفية. تلك المنطقة كان يحكمها شاش، كاهن هندوسي من أصول ريفية. قام بدعم الزراعة ولم يهتم بتأمين التجارة.

الهندوس كان لديهم الكثير من المحاربين الذين قاموا بجانب الزعماء السياسيين والدينيين بمحاربة القوة الأموية الكبيرة. البوذيون، على الجانب الأخر، ليست لديهم أي قوى محاربة أو تقاليد عسكرية، وكانوا غير راضين عن سياسيات شاش، لذلك كانوا مستعدين لتجنب الدمار والإستسلام سلمياً. جنود القائد بن قاسم فازوا بالمعركة، وقاموا بقتل أعداد كبيرة جداً من السكان، مما كان له أثر عميق على المدينة جراء مقاومتهم.

زحفت الجيوش الأموية إلى ما يطلق عليها الآن حيدر آباد بالسند ليواجهوا نيرون. استسلم الحاكم البوذي طواعية. ولكن، كمثال أخر على إنتصارهم، قام المسلمون المنتصرون بإنشاء مسجد على موقع الدير البوذي الرئيسي، وبقوا بمنأى عن بقية المدينة.

تمثال من المرمر لبوذا، متحف بهاولبور، باكستان، تصوير: راؤول إعجاز ، آسيا إن

تعاون كل من البوذيين والهندوس مع العرب، على الرغم من أن تعاون البوذيين كان أكثر من الهندوس. لذلك قامت أكثر من ثلثي مدن السند بالإستسلام طواعية وقامت بعقد إتفاقيات. ومن قاوموا تمت مهاجمتهم وقتلهم، ومن إستسلموا أو تعاونوا ضمنوا الأمان وحرية الديانة.

وبموافقة الحاكم الحجاج، إتبع القائد بن قاسم سياسة قائمة على التسامح. وقد تم ضمان الحماية للبوذيين والهندوس. فطالما بقوا على وفائهم للدولة الأموية وقاموا بدفع الجزية، سُمح لهم بممارسة شعائرهم والإحتفاظ بأراضيهم وملكياتهم. وقد قام العديد من التجار البوذيين والحرفيين بإعلان إسلامهم طواعية. فقد رأى هؤلاء المنافسة التي واجهوها من التجار المسلمين، ولاحظوا كذلك الفوائد الإقتصادية التي سينالونها نتيجة تغيير ديانتهم ودفع ضرائب أقل. بالإضافة إلى مال الجزية، هؤلاء التجار غير المسلمين كان عليهم دفع الضعف مقابل كافة السلع والبضائع.

على الجانب الأخر، وعلى الرغم من إهتمام القائد بنشر الإسلام، لم يكن هذا هدفه الرئيسي. بالطبع رحب بتحويل الديانة  وإسلام التجار، ولكن هدفه الرئيسي كان الحفاظ على قوته السياسية. كان يريد أن يجمع المزيد من الثروة ليقود برد دينه للحجاج ومصاريفه الكثيرة وفشله العسكري المتكرر.

حقق القائد العربي هدفه، فلم يعتمد على الجزية، وضرائب التجارة والأراضي فحسب، ولكن كذلك من خلال ضرائب الحج التي فرضها على البوذيين والهندوس جراء زيارتهم لأضرحتهم المقدسة الخاصة. ربما يشير هذا إلى أن الرهبان البوذيين في السند، مثل نظرائهم في جاندهارا في الشمال، كانت لديهم تلك التقاليد الخاصة بذلك الوقت بفرض رسوم على الحجاج نظير قبولهم في المعابد وأن الأمويين قاموا بأخذ ذلك المقابل فحسب. لذلك لم يقم المسلمون بتدمير أي معابد هندوسية أو بوذية في السند، أو بتدمير الصور والمقتنيات التي بداخلها، لأنهم كانوا يجذبون بها الحجاج وكانوا يحققون الربح.

بعد قضاء ثلاث سنين فقط في السند، عاد القائد بن قاسم إلى أرض الحجاج، وترك لأتباعه مهمة تطبيق سياساته الواقعية في إستغلال الشعائر الدينية البوذية والهندوسية من أجل تحقيق الربح. ولكن خلال وقت قصير من مغادرته، إستعاد الحكام الهندوس المحليين السيطرة على معظم مناطقهم، وتركوا العرب في مدن قليلة من المدن الهامة في السند. ولكن بعد أن فقد الأمويون سيطرتهم السياسية المحكمة على السند، تجاهل الأمر ولم يصر على تلك المسألة. تعايش كل من تحولوا إلى الإسلام في وئام مع البوذيين والهندوس في السند، وقد إستمر ذلك حتى بعد تراجع الحكم الأموي.  تستمر كتابات عائلة بالا (750 – أواخر القرن العشرين) من شمال الهند خلال القرون التالية في الإشارة إلى الرهبان البوذيين من السند.

يعتبر بعض المؤرخين راجا داهر حاكماً لدولة تشكلها أغلبية بوذية. ولكن البوذية في السند تعد بوذية هندوسية (كما كانت في البنجال تحت حكم إمبراطورية بالا وأندهورا تحت حكم ستافاهاناس). كذلك يشير معظم المؤرخين إلى أن جنوب السند فقط كانت أغلبيته بوذية.

السفير الصيني البوذي للسند عام 641 هيوين تشانج، قال أنه رأي العديد من المعابد للإله الهندوسي شيفا، وخصوصاً على طول ضفاف نهر السند.

انتشرت الأديرة البوذية على طريق الحرير من الصين و حتى موانئ السند. وقد قاموا بتوفير سبل الراحة وإقتراض الأموال للتجار. كما أنها كانت تمثل مسكناً للحرفيين البوذيين الذين كانوا يقومون بقطع الأحجار شبه الكريمة التي تم جلبها من الصين. التجار والحرفيين البوذيين كانوا بمثابة الدعم المالي الرئيسي لتلك الأديرة البوذية. لذلك التجارة كانت ضرورية من أجل رفاهية المجتمع البوذي.

قبل الإحتلال العربي لإيران، كان الساسانيون الذين حكموا إيران يفرضون ضرائب جمركية عالية على أية بضائع يتم نقلها براً عبر أراضيهم. لذلك فضل البيزنطيون التجارة عبر الطريق الأقل تكلفة وهو البحر من خلال السند وحتى أثيوبيا ثم إلى البر مرة أخرى. عام 551، عرفت بيزنطة دودة القز والإهتمام بها، ولذلك قل الطلب على الحرير الصيني. قامت الحملات العربية العسكرية في القرن السابع بمنع التجارة حتى تم تأمين الطريق التجاري البري المار بإيران. ومع بداية القرن الثامن، أبلغ الرحالة الصيني يجينغ بأن التجارة من الصين إلى السند تقلصت بشدة في آسيا الوسطى بشدة نتيجة الحروب المتواصلة بين الأمويين، وعائلة تانغ الصينية، والتبتيين، والأتراك بمختلف أصولهم.  نتيجة لذلك، اعتمدت البضائع والرحلات الصينية على الطريق البحري المار بمالاكا وسريلانكا. لذلك كانت المجتمعات البوذية في السند تمر بظروف صعبة وقت الهجوم الأموي.

وفد جمعية الصحافيين الآسيويين في زيارة لأحد المعابد البوذية يرتدون سترة الرهبان

المواقع الأثرية البوذية في السند

أكبر موقع أثري في السند هو “موون جو دارو” (تلة الموتى)، وهو من مواقع التراث العالمي بإعتباره مسكنا قديما للحضارة الهندوسية. بعض المؤرخين يطلقون عليها “موهان جو دارو” (تلة موهان، وهو الاسم الهندوسي للشخص).

الباحث والمؤرخ السندي الأستاذ الدكتور غلام علي علانا وباحثون آخرون كتبوا عن العديد من بقايا الفترة البوذية. أحد المواقع الأثرية البوذية “سودهيران جو تول” الذي يقع بالقرب من مدينة حيدر أباد بالسند. يذكر أستاذ علانا إحتفال سنوي يقام هناك حيث يقوم الحجاج البوذيون بحلق رؤوسهم وتأدية طقوس حيث تحفظ بقايا بوذا. هذا يشير إلى وجود مكان لحرق الموتى والإحتفاظ برمادهم في سودهيران.

قطع رأسية لبوذا، متحف بهاولبور، باكستان، تصوير: راؤول إعجاز ، آسيا إن

موقع أثري بوذي أخر هو “سراج جي تاكري” الموجود على طول شرفات الحجر الجيري في الجهة الغربية من تلال روري في منطقة خيربور في أعالي السند. بقاياها مازالت تبدو واضحة على أعالي ثلاث هضاب مختلفة، بشكل حجارة وقطع صغيرة من الطوب اللبن، بينما كانت البقايا الأثرية الأخرى يتم فحصها على طول سفوح التلال في 1980. هذه المدينة لم تذكر في أي وثائق تاريخية عن الفترة البوذية في السند. كانت بلدة صغيرة تم تخطيطها بإمتياز مع ظهور واضح لأماكن المعيشة وغيرها من المرافق.

وصف الباحثون كذلك بعض المباني وأثار العمارة على الأحجار، بقربها للقواعد الأمنية والمباني المكونة من غرف صغيرة بحوائط سميكة من الطوب المحروق على طول الطرف الغربي من الشرفة، بينما تتسع المنطقة الوسطى من التل لبناء شقة بمكبرات للصوت أو منصة كبيرة للتحية. المحيط الشرقي من روري، على طول الضفاف الشمالية للتلال، تم تدميره في يناير/فبراير 2001 دون أي إجراءات للإخلاء أو الإنقاذ. تم جمع بعض المقتنيات من قبل الأستاذ فيسار من جامعة شاه عبد اللطيف، والأن يتم عرضها في متحف الأثار بالجامعة.

الموقع الأثري البوذي الثالث هو “كاهو جو دارو” (تلة كاهو) والتي تقع في ميربور خاص، المنطقة الجنوبية من السند بينما يوجد معبد بوذي في قرية مير روكان في ناوابشاه، المنطقة المركزية في السند. قد يكون هنالك كذلك العديد من المواقع الأثرية التي لها خلفية تاريخية بوذية في هذا الجزء من باكستان ولكن يجب البحث عنها.

بوذا، مبتسما، متحف بهاولبور، باكستان، تصوير: راؤول إعجاز ، آسيا إن

One Response to على خُطى تاريخ البوذية في بلاد السِّند

  1. غازي خيران الملحم رد

    12 نوفمبر, 2015 at 5:09 م

    ما اكثر العقائد والاديان التي ظهرت في فترات متلاحقة من عمر الزمن,لكن مع احترامي لاكثرها,الا انها جائت لفئة محدودة من الناس,او لجماعة بيعينهافي بقعة محدودة, لم يتعدي نشاطها نطاق المنقطة التي انبثقت منها,بينما جاء الاسلام للناس كافة,دون تميز او عنصرية,فضلا انه يراعي في الانسان الفطرة والميول البشرة المنضبطة ,بعكس ما هو متعارف عليه لدى العقائد الاخرى…

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات