بستان التاريخ: الياسمينة الثالثة

03:41 مساءً السبت 7 ديسمبر 2013
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

“رسالة ثانية لهنا ابنة مهند (ابني) من زوجته جمي الكورية وهما مقيمان في فانكوفر / كندا”

في 11-11-2013 كانت زيارتك الاولى لكوريا ايتها الحبيبة هنا برفقة امك وابيك من فانكوفر الى سيئول , وكان الاختيار للخطوط الجوية الكورية لما فيها من عناية واهتمام.

هي رحلة طويلة من فانكوفر الى سيئول ولكن الحمد لله كانت رحلة مريحة لكم.

انت الان يا هنا في ارض الاجداد والجدات, وكان اللقاء جميلا ما بينك وبين اهلك في كوريا.

بستان التاريخ: الياسمينة الثالثة، هنا وجمي في كوريا

 

ولنعد قليلا الى ابيك (ابني مهند) الذي دخل في حالة مستمرة من الانبهار في ادق التفاصيل في كوريا الى المناخ العام لكوريا , هذا الانبهار والاعجاب كان يدفع كلماته عبر كل محادثة .

لماذا يا امي نحن هكذا ؟ وكانت كلماته تتردد في عوالمي, ومن اي باب استطيع الاجابة.

ولكن قبل هذا السؤال والجواب لنعد اليك يا هنا , ففي كوريا هنالك الترتيبات والاستعدادات لكل شيء , شركات متخصصة لتحضير طعام طازج للأطفال في عمرك وانت الان في الشهر العاشر من عمرك , وايضا هنالك شركات متخصصة لكي تستعير الاسرة الكورية بسعر مناسب مستلزمات الطفل من كرسي-عربة- العاب وذلك لهدف واضح وهو خلق مناخ مريح للعائلة الكورية مع المحافظة على الموارد, ذاك اتجاه داعم لخلق جو من المساواة والتوازن في كوريا.

ثم كانت الترتيبات لكي تحصلي ايضا على الجنسية الكورية ,التي سوف تحتفظين لحد بلوغك بإذن الله الثامنة عشر من عمرك, وكانت الضحكات فيما بيننا – الجنسية الكورية  ,الجنسية الكندية, الجنسية الاردنية – أي منهم سوف تختار هنا “الله أعلم”.

وفي محادثات لاحقة تتردد كلمات ابني مهند يا أمي ان التدخين ممنوع حتى في الشوارع الرئيسية.

وتنقل الصورة امامي ,التدخين , التدخين في بلادنا هذا القاتل لصحة أولادنا وبناتنا وهذه المقاهي المنتشرة لتدخين الارجيلة هي في ازدياد مستمر , ثم يعود ليشرح (مهند) التنظيم والهدوء في الشوارع الكورية المكتظة بالسيارات , الكل يا امي يسوق سيارته بهدوء وبصبر , ما من تزمير , وما من تشحيط, لماذا نحن هكذا؟

النظافة , النظافة في كل ركن من اركان شوارع سيئول , لم استطع ان انقل لمهند صورة شوارعنا , صورة هذا الكم المتزايد من النفايات في كل زاوية من زوايا مدينة عمان-الاردن , لماذا نحن هكذا؟

لماذا لم تنضج احاسيسنا حتى اتجاه انفسنا , ها هي كوريا التي نهضت واستمرت في النهوض.

الانسان العربي الذي هو بين فكي كماشة , الفك الاول للكماشة نعرفه جميعا من عوامل خارجية وتاريخية لا استطيع الخوض فيها, ولكن ماذا عن الفك الاخر للكماشة , ونحن جميعا مسؤولون عنه “أحب لأخيك ما تحب لنفسك”.

أمهات يمسكن السيجارة بيد والطفل باليد الاخرى, فلل وقصور يخترق اصحابها الرصيف بوضع الاشجار التي تمنع المواطن من السير على الرصيف.

نظرات الاستغراب والاستهجان ان ابدينا الرغبة بعدم التدخين في بيوتنا.

أي مسؤولية اهم من مسؤوليتنا تجاه الصحة والنظافة, ولكن لماذا نحن هكذا ؟  ربما لو ابتدأنا بالنهوض بعوالم اطفالنا الروحية وازحنا كل هذه البرامج التعليمية من تلقين وحفظ واقتربنا اكثر واكثر من مفهوم “أحب لأخيك ما تحب لنفسك” واقتربنا اكثر واكثر من ارواحنا , من عقولنا , من مرجعيتنا الاخلاقية , عندئذ سترتفع درجة الوعي لدينا فنشكل معا درجة من التعاطف والتراحم.

وسيكون الحب الحقيقي لأوطاننا عبر المحافظة عليها من غول التخلف الذي يزداد يوما بعد يوم.

وانني لأناشد كل من يقرأ رسالتي هذه أن يبدأ كل من دائرته ولربما بمساعدة Asia N في محاربة التدخين رأفة بصحة أطفالنا ذاك القاتل الذي يمتص دخل الفقراء قبل الاغنياء , ذاك القاتل الذي مُنع في الدول التي تهتم بصحة مواطنيها فالأجدى بنا نحن أن نهتم بصحة أولادنا احبابنا اخوتنا أخواتنا .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات