وجدة : أول فيلم سعودي يُعرض تُجاريا في دولة الاحتلال الإسرائيلي

09:32 مساءً الأحد 8 ديسمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

المخرجة، هيفاء المنصور (يمينا) مع بطلة فيلمها

الفيلم السعودي الأوّل في التاريخ سيُعرَض في دولة الاحتلال الإسرائيلي قريبًا، وهو يحظى حاليًّا بالمدح، لكنّ الاهتمام الحقيقيّ يتركز على قصّة إنتاجه، والمخرجة، المرأة، التي تقف خلفه

يروي “وجدة” قصة طفلة ذات تصميم عمرها 10 سنوات (تلعب دورَها الممثلة وعد محمّد) وصراعها من أجل الحصول على درّاجة خضراء. تحدث القصة في ضواحي الرياض، مكان لا يمكن فيه للنساء التنقّل بحرية، ويُعتبَر ركوب الدراجة تهديدًا لبراءة الطفلة. تأمل وجدة الفوز في مسابقة لحفظ القرآن في المدرسة لتتمكن من شراء درّاجة بالجائزة المالية التي ستُقدَّم لها.
 
تروي المنصور أنّ قصة البطلة مستقاة من ابنة أخيها. “فهي مفعَمة بالطاقة، لديها روح دعابة رائعة، لكنّ أخي محافِظ، وهو أرادها أن تكون كسواها”، توضح. “في نظري، كانت هذه خسارة كبرى. تذكرتُ الكثير من الطفلات اللواتي نشأنَ معي. كانت لديهنّ إمكانات كبيرة. فقد استطعنَ تغيير العالم لو أتيحت لهنّ الفرصة”.
من منظار الفتاة المتمرّدة، التي ترتدي حذاءً رياضيَّا بنفسجيَّا ذا أربطة، وتطلي أظفارها باللون الفيروزيّ، ينكشف للجمهور جانبٌ من جوانب الحياة في المملكة العربية السعودية، يندر أن يراه الغرباء من الخارج. تثير الحياة في السعودية، وكذلك الفيلم، اهتمامًا شديدًا في إسرائيل، التي لا يُسمَح لمواطنيها بدخول المملكة، وهي تبدو لهم عالَمًا غريبًا وبعيدًا.
لكن رغم مدح النقاد للفيلم، فإنّ معظم الاهتمام متّجه نحو المؤلفة والمخرجة، هيفاء المنصور، مع التركيز على مكانة النساء في السعودية.
تقطن المنصور اليوم في البحرين مع زوجها الأمريكي. وكانت قد نشأت في أسرة من الطبقة الوسطى على الساحل الشرقي للسعودية. كان والدها مستشارًا قانونيًّا، اعتاد إحضار أفلام معه من سفراته حول العالم إلى البيت، وهكذا كشف السينما أمام ابنته، إذ لا سينما في المملكة. وعشقت الفتاةُ السينما.
لكن بسبب القوانين المتصلّبة ضدّ النساء في السعودية، خُشي من قدرة امرأة على إنتاج فيلم سينمائي، واستصعبت الحصول على تمويل أو على ثقة المنتِجين. في نهاية المطاف، استغلّت المنصور واقع عدم وجود قانون يحظُر تصوير الأفلام في المملكة، ببساطة “لأنّ ذلك لم يحدث أبدًا”. وأتى التمويل جزئيًّا من روتانا، شركة الإنتاج التي يملكها الأمير السعودي الوليد بنُ طلال، وكذلك من شركة إنتاج ألمانيّة.
في الفيلم، تحاول المنصور تجسيد الحياة في المملكة العربية السعودية بأمانة، وكذلك الحفاظ على الاحترام للحضارة. وهي تروي أنّ الرجال والنساء لا يظهرون معًا على الشاشة إلّا في المشاهد التي تصوّر بيتًا أو مستشفى. كما تروي أنها حاولت أن تلتقط عبر عدسة الكاميرا الديناميكية المثيرة للاهتمام بين الرجال والنساء في الحيّزَين العامّ والخاصّ: “تتغيّر الحركات كليًّا حين ينتقل الأشخاص من الخارج إلى الداخل، لا سيّما فيما يتعلّق بالنساء”، تروي المنصور. “لأنهنّ في الخارج غير منظورات، لكنهنّ في البيت يملأن المكان بحضورهنّ، فيغنين ويرقصن. هذا الانتقال فاتِن”.

ملصق النسخة العربية من الفيلم

صعّبت التقاليد الاجتماعيّة المتصلبة عملية التصوير، التي استمرّت ستّة أسابيع. حين أرادت المنصور التصوير في الخارج، كان عليها الجلوس في الشاحنة والتحدّث إلى ممثليها عبر جهاز نداء، وهكذا كان على أيّ تغيير أو ملاحظة أن يكونا بالواسطة لا فوريَّين، ما أثار لديها إحباطًا شديدًا. لكن رغم الإحباط، فهي راضية جدًّا عن النتيجة النهائية، وهي ليست وحدها.
فقد فاز الفيلم “وجدة” بثلاث جوائز في مهرجان البندقية الأخير ومهرجان تريبيكا، ليكون أوّل ممثل للسعودية على الإطلاق في الأوسكار. وليس على الشاشات فقط، فقد نجح الفيلم في تغيير الواقع، حين غيّر الملك عبد الله، في أعقاب نجاح الفيلم، القانون في المملكة، بحيث أصبح يُسمَح للفتيات بركوب الدراجة، ولكن فقط في أماكن منعزلة، وهنّ يرتدين الحِجاب. في الأسابيع القادمة، سيُعرَض الفيلم في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويُتوقَّع أن يحظى بنجاح كبير في دور السينما، التي لم يُعرَض فيها في الماضي أيُّ فيلم سعوديّ. (من : المصدر)

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات