أحمد الشهاوي : الديوان التونسي

07:33 صباحًا الإثنين 9 ديسمبر 2013
احمد الشهاوي

احمد الشهاوي

شاعر من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أيام الشاعر المصري الكبير أحمد الشهاوي في تونس كانت شعرًا، يقرأ الشعر مثلما تكتبه القصائد، وفي زحام الأمسيات واللقاءات كانت المفردات تغزل سحابا يمطر في هذه المجموعة ، التي أطلقنا عليها (الديوان التونسي) لأنها كتبت جميعًا في تونس

أوْسَعُ منْ كَوْنيْنِ 

منْ إبرَةٍ
تمُرُّ ضحكتُكِ
والأغنيةُ التِي تحْفَظِينَ
والعيْنَانِ اللتانِ تتحَدَّيَانِ الشَّمسَ
فِي سِباقِ الأشِعَّةِ .

لكِنَّ البَخِيلَ الذي رفَضَهُ جِلدُكِ
مَرَّ منْ بَابٍ وسِيعٍ
كَمَا يمرُّ جملٌ أجْرَبُ
في صَحْراءَ لا تعْرِفُ طعْمًا لسِباقِ الوهَجْ .

تونس
22 من نوفمبر 2013 ميلادية

لكنَّهُ لَيْسَ بُغْيتِي مِنَ الحَجِ 

لَا يَهُمُ أنْ أصِلَ إلَى السَّاحلِ
يَكْفِينِي مِنَ البَحْرِ
المَاءُ وَالأسْمَاكُ
وَسُفنُ العَيْنِ التِي تجُولُ بالأزْمَانِ
وَتَجُودُ بِالذَهَبِ
– – لَا كَدُمْيَةٍ كَمَا قُلْتِ
وَلَكِنْ بِغَيْمٍ حَامِلٍ اسْمِي

لَكِنْ إذَا نَادَتْنِي رُكْبَةُ السَّاحِلِ
لِأدَلِّكَ لَهَا السَّاقَ
وَ أدْخُلَ الدَّغْلَ
هَلْ أَهُزُّ الرَّأْسَ مُتَأتِئًا بِ ” لا ”

أرِيدُهُ إذَن
لَكنَّهُ ليْسَ بُغْيتِي مِنَ الحَجِّ .

تونس
22 من نوفمبر 2013 ميلادية

  عيْنَاكِ تَهْزمَانِ الشَّمْسَ

لا أحْسدُكِ
لأنَّكِ تغسلينَ أسْنانَكِ كُلَّ ثانيةٍ
ولَا لأنَّ شفتيكِ تتْركَانِ الإلهَ في حيْرةٍ
والنساءَ فِي حسَدٍ
ولا لأنَّ عينيكِ تهْزمَانِ الشَّمسَ
والقمرَ في يمينكِ
دُونَ ” لَوْ ” التي افترضَها رسُولٌ

ولكِنْ
لأنَّ قدمَيَّ لم تعْرِفَا الطَّريقَ إلى بيْتِ نُورِكِ
إلا مُتأخرًا ألفَ سنَةٍ
عن ميلادي في نوفمبر الحَزينْ .

تونس
22 من نوفمبر 2013 ميلادية

عَلَى جَبَليْنِ مِنْ حُزْنٍ تنَامْ 

كَمْ قطْرةً منْ نَهْرِ يديْكِ
سقَطَتْ في عيْنَيْ رُوحِي ؟
شَجَرُ قلْبِي لا يقْدرُ علَى الإحْصَاءْ .

&

بَخُورُ يديْكِ
يكتبُ حيَاةً أُخْرَى لنَارِي .

&

صَوْتُكِ
كَأسٌ
ملْأى بقمَرٍ وشمْسَيْنِ
وبَحْريْنِ منْ دمْعِ الشَّجرْ .

&
إنْ لم يفُزْ بكِ القلبُ
فاسْمَحِي لهُ بالظِلالْ .

&

بينَ مِقْعدٍ
وسَريرٍ
كَانَ خجَلٌ يطِيرُ بجنَاحَيْنِ
يطْلبُ أنْ نمْلأَ الكَأسَ
حتَّى آخِر ثَانيةٍ في الزمَانْ .

&

يشُدُّني اسْمُكِ
بلجَامٍ منْ نُورٍ
نَحْوَ عُشْبٍ
ترْعَاهُ رُوحِي بيْنَ سَاحِليْكْ .

&

قدمَاكِ تقُودَانِ ظِلِّي
نحْوَ ليْلٍ
لمْ يطْرُقْ لِيَ البَابَ مُنذُ سِنينْ .

&

صَدِّقِي المِرْآةَ
والبنفسجَ الذي صَبَّ في نَهْرِ نَهْديْكِ
ولا تثقِي فِي بَاءِ البَخِيلِ
حتَّى لَو اسْتبدلَ بِهَا بَاءَ
” بِسْم الله ” فِي الفاتِحةْ .

&

كيْفَ أكْنُسُ الشَّمْسَ
التي نَامَتْ فوْقَ عُشْبِ رُوحِي
وعينِي التِي مَسَّتْهَا يدَاكِ
لمْ تعْرِفِ النُّورَ
مُنذُ حقليْنِ مِنَ الفقدْ .

&

لمْ تمنَحْنِي السَّماءُ وَقتًا
لأُحْصِي نُجُومَكِ فيَّ
إذْ كَانَ كلبُكِ مَشْغُولاً
بالنُبَاحِ علَى الآخَرِينْ .

&

كُلُّ البيُوتِ تغْرُبُ
كُلُّ الشُّموسِ تنامُ
وكثيرًا ما تمُوتُ
غيْرَ أنَّنِي لا أرَى بيْتًا
سِوَى جنَاحيْكِ حِينَ يرُوحَانِ
للسينِ فيكْ .

&

فِي اليَدِ التِي طبَّبتْ عيْنَ شمْسِي
صَحَتْ غيْمَةٌ منْ نَوْمِها
ولمْ يخْطف ذِئْبٌ أرْنَبةً فِي الشتَاءْ
رغْمَ أنَّها تحْفظُ النشِيدَ
مُنذُ كانتِ المدْرَسَةُ ترْسُمُ حَظَّهَا
وَتَصْعَدُ نَحْوَ المَجرَّةِ فِي الغِنَاءْ .

&

أكْثرُ مِنْ ظِلٍّ لهَا
وأكْثرُ منْ اسْمٍ
لا رَمَادَ لحَطَبٍ فِي يَديْهَا
ولا دَمْعةً لنَايِها
رَغْمَ أنَّها علَى جَبَليْنِ مِنْ حُزْنٍ تنَامْ .
&
ليْسَ للعَتَمَةِ بَابٌ فِي بيْتِهَا
وَلَمْ ينَمْ حُلُمٌ تحْتَ مِخَدَّتِهَا
وَلمْ يَخُنْ هُدْهُدٌ فِي يَمِينِهَا
رَسُولاً كَانَ صَاحبَهُ
وَلمْ يتقَاعَدْ مَقَامٌ عَنِ العَمَلِ فِي أُذنيْهَا
ولمْ تَغِمْ سَمَاءٌ بيْنَ سَاقيْهَا .

تونس
21 من نوفمبر 2013 ميلادية

 غَسَلْتُ اسْمِي

لِأجْلكِ
أكَلْتُ قلْبَ ذِئبيْنِ
مَلأتُ رُوحِي بِشَرَابِ جُمَّارٍ
وَغَسَلتُ اسْمِيَ بمَاءٍ سَاخنٍ مِنَ الأرْضِ

وَلمْ أنمْ فِي السِّرِيرِ
بَلْ نِمْتُ فِي الطَّلِّ
لأُشْهِدَ السَّمَاءَ علَى اسْمِكِ
إذْ أنْتِ زَهْرتُها فِي النُّورِ والظَّلام
وقلتُ لها :
لا أُحِبُّ الآفلينَ
فَأعْطَتْنِي مِفتَاحَ الغُوايَةِ
وقالتْ :
لَا تَحْزَنْ إذا نقصَ الاسْمُ حَرْفًا أو زَادَ
أو تَأخَّرَ أو تَقدَّمَ
فغُواية الجُمَّارِ أبيَضُهُ
ومَا قلبهُ سِوى امْرَأةٍ فيكْ .

تونس
24 من نوفمبر 2013 ميلادية

 أَغْزِلُ المَاءَ

إِذَا طَرَقْتِ بَابِي
أوْ اشْتَرَيْتِ كِتَابًا لِي مِنْ مَكْتَبَةٍ عَابِرَةٍ
أوْ رَأيْتِ صُورَتِي فِي صَحِيفَةِ الصَّبَاحِ
أوْ تذكَّرْتِ عِنَبًا أحْمَرَ عَصَرَهُ نَهْدَاكِ
أوْ قَرَأتِ هَذِي القَصِيدَةَ

فَاعْلَمِي
أنَّنِي أسَلْتُ الكِثيرَ مِنَ الحِبْرِ
عَلَى قَدَمَيْ زَهْرِكِ
وَأنَّ لُغَاتِيَ تقشَّفتْ
وَصِرْتُ زَاهِدًا فِي النسَاء
وَإلَّاكِ لَايَدُقُّ الجَرَسُ

لَا أغِشُّ فِي الوَرَقِ
وَلَا أكْذِبُ لأحْتفِظَ بالقَطْرةِ في عَيْنِي اليَمِينِ
وَلَا بِالأرِيكَةِ التِي جَمَعَتْ مَلائِكَنَا
وَلَا بِسَرِيرِكِ الوَسِيعِ وَأنْتِ فِيهِ
تَكتبينِ سِيرَتَكِ فِي الحُزْنِ

وَأنْتِ الآنَ وَحِيدَةٌ فِي البَيْتِ
اعْلَمِي أنَّنِي أَغْزِلُ المَاءَ
وَأمْشِي عَلَى سِينِ السَّمَاءِ
وَلَمْ أتَدَرْبْ عَلَى السِيركِ يَوْمًا
وَأنَّ الشَّمْسَ امْتَلَكَتْ وُضُوحَهَا مِنَ الغَامِضِ فِيَّ
وَأنَّنِي سَائرٌ فِي كُلِّ آيَةٍ
وَليسَ لِي كِتَابٌ وَاحِدٌ
وَأنَّ سِيرَتَكِ التِي حَفَظْتُهَا
ليْسَتْ سِوَايَ
وَأنَّنَي أينَمَا وليْتُ حَرْفِي
أتْبَعُ البوْصَلة
وَلَا أذْهَبُ إِلَى امْرَأةٍ عَابِرَة .

تونس
24 من نوفمبر 2013 ميلادية

شَاعِرٌ غايتُهُ الغُوَايَة

كُلُّ مِقْعَدٍ فَارِغٍ هُوَ لِي

كُلُّ جَبَلِ مِلْحٍ أَعْزَلَ فِي الليْلِ
أَعْرِفُ بَحْرَهُ

كُلُّ مَطَرٍ يَهْطِلُ
أَسْمَاكُهُ لِي

كُلُّ خُيُولِ العَتمةِ تَعْرِفُ اسْمِي

كُلُّ حَجَرٍ أُصَادِفُهُ
أَعْرِفُ مَلَاكَهُ

كُلُّ عَنْكَبُوتٍ بَنَى بَيْتًا مِنْ ذَهَبٍ
يَبِيضُ عَلَى يَدِيَّ

كُلُّ امْرَأَةٍ تُعَاشِرُ البَنَفْسَجَ
لَا مَقَامَ لَهَا إلَّا تَحْتَ جُبَّتِي

وَكُلُّ امْرَأةٍ تَخْطُو قنْطَرَةً
لَا يُبَارِكُها سِوَاي

وَكُلُّ خُسَارَةٍ عَلَى هَذِهِ الأرْضِ
أنَا نَبْعُهَا

لَكِنْ مُنْذُ أَنْ وَثقْتُ فِي الأَسَاطِيرِ
كَسَبْتُ اسْمَهَا

وَهَذا يَكْفِي لشَاعِرٍ غَايتُهُ الغُوَايَة .

تونس
24 من نوفمبر 2013 ميلادية

شَالٌ لنَهْرِ نَهْديْكِ

البَنَفْسَجِيُّ
الذي يقْرأٌ نَهْديْكِ
عبْرَ نهْرهِمَا
أهُو ابنٌ لدودِ قزِّكِ فِي الطُفولةِ
إذْ كَانَ مَحْبُوسًا فِي عُلبةِ حذائكِ الصَّغيرِ الشَّارِدِ؟

أمْ ابنٌ ليديْكِ اللَّتينِ تُفْرِزَانِ منْ ضَوئِهِمَا
حَرِيرًا يُصَلِّي لمئذنتيكِ ويغْسِلُ عيْنيَّ
منْ ذنوبِهِما في الصمْتِ والخَجَلْ ؟

تونس
22 من نوفمبر 2013 ميلادية

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات