كوريا: إذاعة لقراءة الكتب

01:15 مساءً الجمعة 13 ديسمبر 2013
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 مجلة كوريانا، بقلم: ليم جونغ-أوب صحفي، جريدة هانغيوري، ومجلة Hanyorch  

البث باللغات الأجنبية، مثل الإنجليزية، مبرمج للمساعدة على الاستيعاب، والقراءة والمحادثة، وقد احتل منذ زمن بعيد 21 ساعة يوميا على قنوات محطة البث الثقافي. ما زالت التقييمات متدنية جدا، إذ تصل فقط من 1.5 إلى 2.0 بالمائة، ولكن بالرغم من ذلك فهذه البرامج لها مستمعون ذوو ولاء يحاولون تعلم اللغة الإنجليزية من خلالها.

في شهر مارس 2012 قررت هذه المحطة الإذاعية أن تحول ما يقارب من 11 ساعة من برمجة اللغة الأجنبية إلى برامج قراءة الكتب. وكان هذا بمثابة تغيير ثوري على اعتبار أن معظم البرامج التي ترتبط بقراءة الكتب في التلفاز أو الإذاعة تمثل 15 دقيقة يوميا أو 50 دقيقة أسبوعيا على أحسن تقدير.

كانت ردود الفعل من المستمعين مقسمة بشكل كبير إلى وجهتي نظر متناقضتين ترى الأولى أنها إبداعية بينما الأخرى ترى أنها لا خير فيها. لا يقرأون، إذن يمكنهم أن يستمعوا!

طبقا لدراسة مسحية أجرتها جمعية الناشرين الكوريين ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة، فإن عدد الكتب التي بيعت في 2010 انخفض بمعدل 8.5 بالمائة عن سنة 2011 السابقة. في سنة 2011، انخفض الرقم 7.8 بالمائة وبانخفاضه سنة بعد سنة من المتوقع أن يصبح ما يقارب 10 بالمائة سنة 2012. في السنوات الثماني الماضية، انخفض عدد مكتبات بيع الكتب في أحياء الجوار إلى 29.3 بالمائة. وهذا انحدار عن مواقع بيع الكتب على الشبكة الإلكترونية، خارقة بذلك قاعدة دامت طويلا في سوق الكتب، واضعة نهاية للأسعار المحددة على الكتب.

تحت قوى السوق، فإن أساس نشر الكتب في العديد من الميادين المختلفة تقلص حيث أصبح الكثير من القراء يميلون إلى اختيار كتب حول تحسين الذات وفن العيش، التي عادة ما تأتي بخصومات كبيرة. إضافة إلى ذلك، فقد انحرف الطلاب بعيدا عن الكتب تحت توترات نظم الامتحانات الوطنية للدخول للجامعات، والذي يكافئ التعلم والاستذكار الأصم. كذلك يبدو أن الإنترنت والهواتف الذكية قد لعبت دورا هاما في تدني معدل القراءة.

وعلى ذلك، فإن مشروع “محطة إذاعة قراءة الكتب” كان فعلا استجابة للطلب غير الكافي على الكتب والأعداد المتدنية من قراء الكتب. “مع الهبوط الحاد للتقييمات وتأثير الإذاعة، فقد كنا نبحث عن منفذ ووصلنا إلى إجماع حول الأثر الهام للسرد القصصي. ولكن معظم برامج الإذاعة كانت تستخدم قصصا عادية من المستمعين كمواد إذاعية لها. ولهذا السبب قررنا أن نختار إلى الكتب. وقد أسمينا البرنامج “إذاعة قراءة الكتب” تمييزا لها عن الإذاعات الأخرى. وقد اعتقدنا بأن الإذاعة كوسيلة عاطفية، يمكن أن يكون لها كيمياء جيدة مع الكتب”، هكذا أوضح لنا “كيم جون-بوم”، مدير الإنتاج في محطة الإذاعة التعليمية. اقرأ الأصل كما هو تبدأ محطة إذاعة الكتب بثها بـ”حكايات الجِنّيات للكبار” في العاشرة صباحا وتنتهي بـ”الأدب الأمريكي” في الساعة الحادية عشرة ليلا، وذلك من الاثنين حتى الجمعة. أما الساعات بين هذين الوقتين فتعبأ ببرامج مثل “حفلة شعرية” أو”حفلة مقالات”، قاعة قصص قصيرة” أو “كتاب قرأه أحد الشخصيات الضيوف” (أو أحد المستمعين)، “قراءة من الأدب الكلاسيكي”، أو”مقهى الكتب”. أما نهايات الأسبوع من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء فهي مخصصة للاستماع من المستمعين، ومقتطفات من قراءات الأسبوع. يتم اختيار الكتب التي سوف تقرأ حيّة على الهواء من قوائم يجمعها المستمعون للكتب التي قرأوها أو العناوين التي سمعها الناس على الأقل لأن المستمعين ميالون إلى الانغماس في القصة في هذه الحالات. تشتمل الكتب التي تم بثها حتى الآن على روايات طويلة وقصص قصيرة كتبها مؤلفون تظهر أسماؤهم في تاريخ الأدب الكوري الحديث والمعاصر، وكتب من قبل كتاب معروفين تم عرض أعمالهم في واجهات مكتبات بيع الكتب، والأعمال الرائعة الإبداعية من الكتاب الكوريين والأجانب مثل إبسن وأو هنري. كما يقرأ في الإذاعة مسلسلات روايات تم نشرها مؤخرا على شكل كتب، مثل “لو أن الأمواج تنتمي للمحيط” للكاتب كيم يون-سو، و”صوت منحدرات الأنهار” للمؤلف هوانغ سوك-يونغ. أحد المبادئ هو أن الكتب تقرأ كما هي في أصل كتابتها. بقراءة الكتب على شكل حوارات، يشكل القراء صوتا تمثيليا دراميا أيضا. من بين المدعوين للمشاركة كمضيفين للبرنامج أو قراء كتب هم مذيعو محطة إذاعة التعليم الممثلون المسرحيون فنانو الدوبلاج والمغنون والكتاب. ونظرا لأن حساسية ومهارة القراء تؤثر على تركيز المستمعين، فإن فريق الإنتاج يكون حذرا حريصا تماما حول اختيار القراء.. وقت البث على الهواء لحلقة واحدة لكل برنامج قد تستغرق من 20 دقيقة إلى ساعتين. يقول الخبراء إن الجماهير يمكن أن تركز على الاستماع لقراءة الكتب لمدة 15 إلى 20 دقيقة في أحسن الأحوال. على أي حال، اعتقد موظفو محطة الإذاعة التعليمية أن المستمعين يمكن أن يركزوا لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين ويعتبرون أن قرار برمجتهم للبث ناجحا إلى حد ما. يقول سون هي-جون، مدير الإنتاج للبرنامج الذي يستمرّ لساعتين وهو “مقهى الكتاب “Book Café: “في البداية كنت قلقا حول أن يبدي جمهور المستمعين استجابات ضعيفة، ولكنني أصبحت مقتنعا بأن مستمعينا قد تعايشوا وانسجموا مع الشخصيات الرئيسية في الكتب وحافظوا على تركيز متماسك ومتجانس.” بناء على سجل الأداء واستجابات المستمعين في السنة الماضية، فإن أعضاء فريق الإنتاج يعتقدون أن التقييمات والنسب الثابتة بشكل خاص لبرامجهم، تم الحفاظ عليها بشكل رئيسي بسبب كون المستمعين محفزين بفضول ثقافي قوي وبعزلة قوية. يقولون إن بعض المستمعين الذين ينضمون إلى البرنامج الصباحي من خلال زاوية المستمعين أو لوحة الخط الفوري يأتون أحيانا في البرنامج المسائي. من منظور فني، يعتقدون أنه من المفيد أن نقرأ ملخصا لقراءات اليوم السابق مباشرة قبل قراءة اليوم، ويقرأوا بعضا من مراجعات المستمعين التي ترحل إلى لوحة الخط الفوري، أو يطرحوا اختبارا قصيرا ويمنحوا جائزة صغيرة للذين يرسلون الإجابات الصحيحة. يقول أحد المستمعين إن “إذاعة قراءة الكتاب” تشجع “القراءة بالاستماع”. ويفسر ذلك بقوله “عندما تقرأ كتابا، فإنك دائما تعود للوراء إذا لم تفهم بعض الأجزاء. ولكن في الإذاعة، لا يمكنك العودة للوراء إذا ما فاتك أي جزء. لذا فإنني أصبح مركزا. أود أن أسمي ذلك “القراءة النشطة الفعالة”. قراءة الكتب في تاكسيات شوارع سيول يمكنك أن تستمع لـ”إذاعة قراءة الكتب” على الخط الفوري بتحميله على هاتفك الخلوي من برنامج “”EBS bandi وموقعه http://home.ebs.co.kr/bandi. الصفحة الرئيسية لإعادة الاستماع في حالة عدم مقدرتك على اللحاق بالبث الحي يعمل على شكل كتاب استماع مجاني، وموقعها هو http://www.ebs.co.kr/index.jsp من خلال إعادة برمجة في ربيع هذه السنة، تخطط هذه المحطة التعليمية لتجربة شيء جديد. سوف يستخدمون 10 ساعات أيام السبت لقراءة أعمال إبداعية مختارة، بدلا من الرسائل، التي كتبها المستمعون في البث الحي. سوف يتم نشر الأعمال على شكل كتب، مع بقاء قنوات الإذاعة تعمل كبوابة لجمهور العامة كي يصبح كاتبا. هناك أيضا خطط لتحويل الكلاسيكيات الكورية إلى أعمال درامية مثل “قصة هونغ كيل-دونغ” و”قصة تشونهيانغ” و”قصة سيم تشونغ” بقالب حديث باللغات الأجنبية. وسوف يزود هذا نظرة في الأدب الكلاسيكي الكوري للجماهير غير الكورية. من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كانت هذه التجربة ناجحة أو فاشلة، حيث لا توجد حتى الآن مؤشرات مرئية مثل الارتفاع الحاد في التقييمات أو أن واحدا من الكتب أصبح مقروءا بشكل كبير بحيث اعتبر أكثر الكتب مبيعا. ولكن من المشجع أن نرى بعض التكسيات التي تملك هذه القناة الإذاعية طيلة اليوم، تحمل ملصقات “تاكسي قراءة الكتب على نوافذها. سائقو التاكسي في سيول، الذين يقرأون الآن كتبا أثناء القيادة بفضل هذه القناة الإذاعية، قد ألغوا التزامهم بملصقات “تاكسي قراءة الكتب” في 20 سبتمبر 2012. في هذه الأيام يقودون التكسيات من خلال محطة سيول لكتب “القراءة” مع الركاب الذين يحملونهم في سياراتهم

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات