كانت المحكمة العليا قد أيدت في وقت سابق حكم الإعدام الصادر بحق ملا، ورفضت المحكمة طلب الاستئناف المقدم منه. وتم تحديد أول أمس الثلاثاء لتنفيذ حكم الإعدام بحق ملا، إلا أنه حصل على تأجيل من المحكمة قبيل 90 دقيقة فقط من الموعد المحدد لتنفيذ الحكم بعدما تقدم إليها فريق الدفاع عن ملا بشكوى مفادها أن الحكومة لم تستف كل الإجراءات القانونية. هل يمكن أن يكون ملا وحده المسئول عن موت هذه الملايين؟ المشنقة تنتظر المزيد من المجرمين، رغم بدء اضراب عام دعا اليه حزب الجماعة الإسلامية، احتجاجًا علي اعدام زعيم الحزب، وسط اعمال عنف واسعه النطاق، ادت لمقتل تسعه اشخاص واصابه اكثر من 100 شخص.

يوم الخميس الماضي، أيضا، أعلنت السلطات بكوريا الشمالية، عن تنفيذ حكم الإعدام، على “جانج سونج تيك” زوج عمة الزعيم الكوري “كيم يونج وان”، لاتهامات تتعلق بالفساد. وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أعلنت عبر شاشاتها أن “المتهم جانج قام بتجميع قوى غير مرغوب فيها، وارتكب جرائم شنيعة مثل محاولة الإطاحة بالدولة”

 جدير بالذكر، أن “جانج” اقيل من مناصبه، وفصل من حزب العمال الحاكم، بعد نشر تقارير عن ” سوء إدارته المالية ،وفساده، وتعاطيه للمخدرات” ، وهي تهم تكفي إحداها بهذا النظام الشرس للإدانة، رغم ما تردد   عن أن السبب هو عدم احتفاء العم بالشكل اللائق للزعيم الشاب،  رغم أنه كان المرشد السياسي لجونغ-اون. بالمرة، أعلن جهاز المخابرات الكورية الجنوبية عن اعدام اثنين من مستشاري الرعيم المقربين. وكان جانغ سونغ-ثايك وهو زوج شقيقة كيم جونغ-ايل، والد جونغ-اون، يتولى منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني التي تعتبر هيئة القرار في البلاد. المهم، من التالي؟

في العراق يعدم الإرهابيون، فحسب بيان لوزارة العدل العراقية، يتم تنفيذ الإعدام بحق المدانين بتنفيذ عمليات إرهابية بشعة بحق الشعب العراقي ، وازداد عدد الذين تم إعدامهم في العراق خلال السنوات الأخيرة. فقد بلغ 18 خلال 2010 و67 خلال 2011 و123 خلال 2012، و151 حتى الآن خلال 2013.

لكن الموت في سورية له رائحة الإثم، لأن كل جثة قاتلوها كثيرون، في السلطة وخارجها، الذين أطالوا الأمد لكي يعيش السفاحون، السفاكون للدماء، تارة باسم الشرعية، وأخرى باسم الدين، وتارات باسم مفاوضات، تلد المفاوضات، وسط الجثث المتفحمة تحت براميل البارود الساقطة من عل، والمتشظية من وطأة القصف، والمنفية من عنف التطرف. ولا يزال الشتاء يحصد ضحاياه، حتى تلون الجليد بثياب الموت الحمراء.

الأمر ذاته لدى قتلة يعيثون فسادا في أرض مصر، ذهب مجرموهم الداخليون وراء القضبان، وبقي ارهابيوهم الخارجيين، الخارجون على القانون، يحركونهم، كما يحرك الشيطان منجله ليحصد أرواح الأبرياء .

وإذا كان هناك سبب ، لا نؤكده، لدى القاتلين لمجرمي كوريا الشمالية وبنجلاديش والعراق، فما هو سبب التضحية بشعب وبلد ومستقبل لأجيال بريئة، سوى شهوة الدم، وتواطؤ من أجل هولوكوست جديد، ربما!