أراش يزور قبر والدته

“التواطؤ والإضرار بالأمن القومي” هي أقرب إلى تهمة مطاطة غير واضحة و مستخدمة في إيران لإلقاء القبض على أي شخص, منهم كان الطالب الناشط, أراش صادقي. أراش طالب درس الفلسفة في جامعة طهران و يبلغ من العمر 26 عاماً.

بدأت القصة بعد إطلاق صراح أراش بعد سنة من سجنه في سجن طهران في نوفمبر 2010, وكانت لديه توقعات بأن حياته ستسودها فترة راحة بعد ما لاقاه في السجن. و لكن لم تمر أيام و قامت الشرطة بمداهمة بيته بحثاً عنه, و لكن كل من كان موجودا في المنزل آنذاك هم أمه و أخته, و تعرضت أمه لأزمة قلبية بسبب الصدمة و توفيت على أثرها بعد بضعة أيام.

أراش الذي لم يكن بالمنزل وقتها, عانى عواقب تلك الحادثة بعدها. كما صرح في أحد حواراته أن الجميع لامه بسبب موت أمه و أخبره أبوه بأنه يفضل “أن يذهب إلى السجن و لا يعود إلى البيت”. و بالفعل عاد أراش إلى السجن ليقضي فيه 11 شهراً, فترة أسوأ مما سبقها.

أراش ليس الأول أو الوحيد الذي يتم إلقاء القبض عليه بسبب تهم ليست ذات معنى فعلاً. على سبيل المثال جد أراش البالغ من العمر 80 عاماً تم إلقاء القبض عليه بسبب علاقته مع أراش. والمدون ستار بيهشتي الذي توفي في السجن جراء التعذيب. و مدون أخر, حسين روناغي مالكي الذي يقضي حالياً عقوبة 15 سنة في السجن, وتضامناً معه أعلن أراش إضرابه عن الطعام, و غيرهم كثيرون.

والد أراش, حسين صادقي, يعمل في الجيش الإيراني و منزلهم في الأصل ملك للدولة. في تصريحات لاحقة له, ندم على ما قاله لإبنه و بدأ بانتقاد سياسات الدولة الإيرانية في التعامل مع المعارضة خاصة بعد ما سمعه عن حالة إبنه الصحية المتردية بسبب التعذيب الذي يتعرض له.

فبجانب عدم تمكن أراش حتى من التواصل مع محام, فإن التعذيب الذي يتعرض له سبب له أعراضا خطيرة, فأصبح يري بصعوبة وتضررت إحدى أذنيه بشدة.

الحرية لآراش .. من منظمة العفو الدولية

و طبقاً لدرويري دايك, من منظمة العفو الدولية, جعلت وفاة المدون ستار بيهشتي العديد من العائلات تبدأ في التحدث عن حقوقها, مثلهم مثل والد أراش. و قال أيضاً “المزيد من الإيرانيين بدأوا التوصل إلى حقيقة أن الدولة لن تساعدهم بل بالعكس ستقمعهم, و رغم كل محاولاتهم بدأت العائلات البسيطة في المطالبة بحقوقها و هي العدالة و الإعتراف بكرامتهم” .

الأسبوع الماضي, طلب النائب العام عباس جعفري من أراش أن يعتذر. و لكن أراش كتب رسالة بدلاً من ذلك نصها: “أنا لم أفعل شئ خاطئا لكي أعتذر و أطلب من السماح. أنت وأصدقائك هم من يجب عليهم الإعتذار لشعب إيران بسبب تصفيتكم للمعارضة على مر 33 سنة”.

Tweet