أوبرا نابوكو: صراعٌ على الوطن والعرش والحب

07:30 مساءً الأربعاء 22 يناير 2014
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أوبرا نابوكو مستوحاة من قصص العهد القديم (التوراة) كتاب النبي دانيال والتي تسرد جزءا من تاريخ العبرانيين خلال فترة حكم الملك (نبوخذ نصّر) أو الملك (نابوكو الثاني) ملك بابل (أرض العراق) الآن, في الفترة (605-562 ق-م) .

صاغ أوبرا (نابوكو) شعرا الشاعران : إينيسيه بورجواه , فرانسيس كورنو, وكتب الموسيقى جوزيبي فيردي في أربعة فصول, وكانت أول نجاح حقيقي له في مقتبل مشواره الإبداعي وكان في عمر الثامنة والعشرين , وكان عرضها الأول في شهرآذار/مارس 1842 في مدينة ميلانو الإيطالية.

خلفية تاريخية عن الملك نبوخذ نصّر والسبي البابلي:

(نابوكو دوروأسور)الإسم الأكيدي لنبوخذ نصّر, ومعناه : نابو يحمي ذريتي , ونابو هو إله التجارة عند البابليين ,

قبل أن يُصبح نبوخذنصّر ملكا على عرش بابل قاد الكلدان إلى هزيمة الآشوريين  605 ق- م , وهو العام نفسه الذي توفي فيه والده الملك نبوكو لاسر ومن ثم أصبح هو الملك الشرعي للبلاد.

نابوكو دوروأسور: الإسم الأكيدي لنبوخذ نصّر, ومعناه : نابو يحمي ذريتي , ونابو هو إله التجارة عند البابليين

وقد مد نبوخذنصّر جيوشه إلى بلاد الشام ومملكة يهوذا ووصل إلى الحدود الشرقية لمصر , وحينما فرض الحصار على العبرانيين في أورشليم عاصمة مملكة يهوذا لم يُسقطها بل أقام الملك (حزقيا) ابن الملك (ياهوياقيم) مكانه إلا أن العبرانيين قرروا العصيان فقام البابليون بمحاصرة المملكة لمدة عام كامل وبعدها تمكن الملك نبوخذ نصّر من اقتحام مدينة أورشليم وقام البابليون بأسر وسبي معظم سكانها ومعهم ملكهم حزقيا وبالتالي كان سقوط مملكة يهوذا على يد البابليين عام 587 ق – م.

اقتحام مدينة أورشليم

الفصل الأول : أورشليم / القدس

تدور الأحداث داخل معبد الملك سليمان حيث يتوافد العبرانيون خوفا من بطش البابليين الذين يُحاصرون المدينة , يظهر(إسماعيل) إبن أخ ملك العبرانيين حاملا أنباء عن تقدم جيوش الملك (نبوخذ نصر) بينما يحث كبير الكهنة (زكريا) العبرانيين على القتال دفاعا عن المدينة وكان يحتفظ بإبنة الملك نبوخذ نصر كرهينة لتكون وسيلة للتوصل إلى اتفاق مع البابليين , ولما يقترب البابليون من المعبد يترك (زكريا) إبنة الملك البابلي (فينينا) مع (اسماعيل) ليتحفظ عليها دون أن يعرف بقصة الحب التي بينهما ,حيث يتذكر(اسماعيل) كيف حررته من السجن عندما كان أسيرا في بابل ويدرك أن دوره قد جاء ليُطلق سراحها, وفي هذه الأثناء تظهر قوات من جنود البابليين تتقدمهم (أباجيل) التي تُوهم الجميع أنها ابنة الملك (نبوخذ نصّر) الكبرى وهي تُحب اسماعيل حبا كبيرا , ولما تلتقي (اسماعيل) تخبره بمشاعرها تجاهه وتعرض عليه إنقاذ العبرانيين إذا ما بادلها هذه المشاعر لكنه يرفض عرضها متمسكا بحبه (لفينينا) .

لما يصل الملك (نبوخذ نصّر) إلى المعبد يجد (زكريا) كبير الكهنة واقفا عند المدخل ويُهدده بقتل ابنته إذا دخل المعبد المقدّس بقدميه فينزل الملك من على جواده ويوجه كلمات تحمل معاني الإستهزاء التحقير للديانة اليهودية فيغضب (زكريا) غضبا شديدا ويُخرج خنجره ليغمده في صدر (فينينا) إلا أن (اسماعيل) يتدخل ويُنقذها ويقذف الخنجر بعيدا, ولما ترى (أباجيل) هذا المشهد يتحول حبها (لإسماعيل) إلى غيرة قاتلة وتدعو إلى تدمير الشعب العبراني واقتلاعه من على وجه الأرض , يُصدر الملك (نابوكو) أوامره بحرق المعبد بعد نهبه… أما (اسماعيل) فيكون جزاؤه اللعنة لأنه خان شعبه من أجل إبنة من هدم معبدهم وسبى شعبهم.

أحد عروض نابوكو العصرية التصميم

الفصل الثاني: (الشرير والكافر)

المشهد الأول :

تعثر (أباجيل) على مخطوطة توضح أنها ليست ابنة ملك بابل وأنها مجرد أسيرة في القصر الملكي ويزداد حقدها وكراهيتها لابنة الملك الشرعية (فينينا), يدخل (زكريا)كبير الكهنة ويُخبرها أن ابنة الملك ستجلس على العرش من بعده, فتقرر أن تتعاون مع (زكريا) وتقوم بتحرير العبرانيين من الأسر وتشترك معهم في نشر أخبار كاذبة وشائعة عن هزيمة الملك (نبوخذ نصر) في المعركة وأنها لابد وأن تجلس على العرش تجنبا للمزيد من الخسائر في الحرب.

أسيرة في القصر الملكي

المشهد الثاني:

يحاول العبرانيون أن يُدخلوا ابنة الملك (نبوخذ نصّر) في دينهم , وتُخبرهم (آنّا) شقيقة كبير الكهنة أن (فينينا) قد اعتنقت الديانة اليهودية, هنا يُخبرهم خادم (نبوخذ نصّر) أن الملك قد مات في المعركة بناء على ما أُشيع وأن (أباجيل ) قد اعتلت العرش وتحاول اقتلاع التاج من على رأس (فينينا) , يعم الذعر المكان ويظهر الملك (نبوخذ نصّر) ومعه الجنود ويضع يده على التاج ويسترده , ويُعبّر عن ازدرائه للإله بعل الذي جعل البابليين يخونونه ويزدري إله العبرانيين وأخيرا يأمر الجميع بعبادته كإله واحد للشعبين العبراني والبابلي ويُهدد زكريا وشعب يهوذا بالموت إذا لم يخضعوا لإرادته وما أن يلفظ بكلمات: “أنا الإله , أنا الملك ,لا أحد غيري ” , حتى تنزل عليه صاعقة من السماء ويُصيبه الجنون ويندفع للبحث عن الصولجان فاقدا عقله حتى يجده بين يدي (أباجيل).

الفصل الثالث : (النبؤة)  

المشهد الأول : حدائق بابل المعلقة

حدائق بابل المعلقة التي بناها الملك (نبوخذ نصر) وهي إحدى عجائب الدنيا السبع 600 ق – م , حيث يجتمع البابليون والنبلاء ليُعلنوا ولاءهم لأباجيل بعد إصابة الملك بالجنون ويطلب منها كبير الكهنة إصدار مرسوم ملكي بإعدام (فينينا ) والعبرانيين , وتحدث مواجهة بينها وبين الملك (نبوخذ نصّر ) تُقنعه فيها بالتوقيع على الوثيقة دون أن يعرف محتواها ولما يوقعها يعرف أنه أصدر بنفسه مرسوما بإعدام ابنته.

في الفصل الثالث، أمام حدائق بابل المعلقة

ويحاول دون جدوى أن يجد الوثيقة التي تُثبت أصلها الوضيع وأنها مجرد عبدة أسيرة بلا أصل ولا حسب , وتُخرجها أباجيل وتُمزّقها أمامه , يتوسل لها الملك أن ترحم ابنته مقابل أن يعترف لها بالمُلك والعرش لكن دون جدوى, توثّق أباجيل انتصارها باستدعاء الحرس لأسر الملك .

المشهد الثاني : على ضفاف نهر الفرات

تحول العبرانيون إلى عبيد وأسرى على يد البابليين , يأخذهم الحنين إلى وطنهم , يحاول كبير الكهنة سابقا (زكريا) أن يشحذ الهمم ويبث روح الأمل والصبر على الشدائد بينهم , ويُعلن لهم النبؤة بقرب انتهاء عبوديتهم وتدمير بابل.

 الفصل الرابع : (تحطّم الأوثان)

المشهد الأول : في القصر الملكي

في أحد أجنحة القصر الملكي يستيقظ (نبوخذ نصّر) فزعا من كابوس , فكره مشوش ولا يدري أين هو .. يتادي الجنود ويأمرهم بإحضار حصانه. لكنه يرى ابنته مقيّدة بالسلاسل تمهيدا لإعدامها وأنه أسير في القصر , يصلي لرب العبرانيين ويتعهد بإعادة بناء المعبد مجددا , يجد العزاء في إيمانه ويدخل عليه خادمه المخلص وبعض رجاله المُنقذين لكي يحاولوا انقاذ الأميرة (فينينا) ومعاقبة الخونة من رجال القصر وتسبقهم (أباجيل).

المشهد الثاني : أمام حدائق بابل المُعلّقة

يتم إحضار ابنة الملك (فينينا) ومعها العبرانيين في موكب جنائزي لتنفيذ حكم الإعدام فيهم , يصل الملك (نبوخذ نصّر) إلى الساحة لينقذهم ومعه جنوده ويُصدر أوامره بتحطيم تمثال الإله (بعل)، ولكن ما أن يقتربوا منه لتحطيمه حتى يسقط من نفسه ويتحطم إلى أجزاء , يُحرر الملك العبرانيين ليعودوا إلى وطنهم ..

يدعو الملك نبوخذ الجميع وهو معهم إلى السجود لإله العبرانيين .. تدخل أباجيل الساحة ومعها إثنان من الجنود بعد أن تناولت سما لتتخلص من حياتها وتطلب الصفح والغفران من فينينا أمام اسماعيل .. وتطلب من الملك (نبوخذ نصّر) أن يُبارك حبهما … تفارق (أباجيل ) الحياة وهي طامعة في مغفرة الله لذنوبها الكبيرة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات