لعنة قطر تصيب برشلونة!

08:50 صباحًا الإثنين 27 يناير 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ليونيل ميسي: نال نصيبًا أكبر من اللعنة

قبل سنوات، ومع اتهام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام برشوة مسؤولين في حملته الانتخابية لرئاسة الاتحاد الدولي ضد السويسري جوزيف بلاتر، لم يكن الأمر يعني بن همام وحده، ولكنه يخضص أيضا الدولة التي حظيت بشرف تنظيم كأس العالم في 2022، وسط شائعات بأن ما فعله بن همام، سلكه الاتحاد القطري تحت إدارته.

فعضو اللجنة التنفيذية للفيفا ورئيس مكتب الهدف التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس اللجنة الفنية للفيفا وعضو اللجنة المالية للفيفا (وكلها سابقا !)  كان مسئولا بشكل مباشر عن الملف الأكثر إثارة للجدل في الشارع الرياضي، وهو جدل لم يتوقف حتى اليوم بالرغم من تبرئته من  عرض 40 ألف دولار خلال اجتماعه مع أعضاء اتحاد الكاريبي لكرة القدم لشراء أصوات تعينه في الصراع الذي كان يستعد له في ذلك الحين على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وهو ما أدى إلى إيقافه من رئاسة الاتحاد الآسيوي للعبة بشكل مؤقت من جانب لجنة الأخلاق بالفيفا وأعقبه الانسحاب من الانتخابات على رئاسة الاتحاد الدولي ليترك الطريق مفتوحا أمام إعادة انتخاب السويسري جوزيف بلاتر للمنصب.

لكن اللعنة لم تتوقف خاصة وهي تصب في اتجاهين: تجريم قطر بسبب ما تمارسه ضد عمال الإنشاءات الخاصة بالبنية التحتية لاستادات كأس العالم، ومنها الإعلان عن وفاة العشرات من البنغاليين، والثاني هو عدم إقامة كأس العالم في قطر، أو ـ  على أحسن تقدير ـ نقل موعدها إلى الشتاء، لأول مرة في تاريخ كرة القدم، وهو ما يؤثر على مركز الكرة في العالم: المنتخبات الأوربية، لبطولة تستمر شهرًا كاملا.

تمتد اللعنة سياسيا ورياضيا من قطر إلى كل ما يرتبط بها، فالظاهر للعيان أن المنح القطرية لساسة الإخوان المسلمين أوصلتهم إلى مستنقع الإرهاب، تتزعمهم في ذلك قناة الجزيرة بكل الأكاذيب العدائية الموجهة، كما لم تفعل دولة في معسكر شري أيام الحرب الباردة. وها هي الآن؛ لعنة المال القطري، تمتد إلى الفريق الذي قررت رعايته: برشلونة!

فقد أُعلن في ديسمبر من العام 2010 أن نادي برشلونة الإسباني قد توصل لاتفاق رعاية مع شركة قطر للاستثمارات الرياضية والذي بموجبه يظهر اسم مؤسسة قطر على قميص الفريق الكتالوني على مدى خمس سنوات ونصف وذلك مقابل 166،000،000 €، ويعني ذلك إنهاء تقليد اتبعه برشلونة وهو عدم قبوله شعارات مدفوعة على قميصه. وقد جرى الكشف عن القميص الجديد للنادي الكتالوني الذي يحمل اسم مؤسسة قطر في السابع عشر من مايو 2011 في استاد “كامب نو” معقل نادي برشلونة، والذي سيظل لاعبو الفريق يرتدونه حتى العام 2016.

كان برشلونة يعيش عصره الذهبي الرابع، ففي الفترة من 2000 إلى 2009 تمكن من حصد 11 لقب من بينها لقبي دوري أبطال أوربا وثلاثة ألقاب  دوري، وكذلك تمكن  من تحقيق انجاز غير مسبوق بعد أن حقق 6 بطولات رسمية بعام واحد في العام 2009. هكذا يتجه القطريون إلى الصفقة الرابحة، والتي ظلت عجلتها تدور إثر ذلك الإنجاز التاريخي ولكنه ليس الدوران المعتاد لفريق يضم كل هذه الكوكبة من النجوم. فاز النادي بدوري الأبطال في عام 2011. وكأس العالم للأندية تحت قيادة جوزيب غوارديولا، في يوكوهاما في العام نفسه، وكأس السوبر 3 مرات (2010-2011، 2013-2014,2011-2012) وبطولة الدوري الإسباني مرة واحدة. وفجأة بدأت المشكلات تعصف بالنادي، ويصاب لاعبها الساحر ليونيل ميسي، ويخسر المنافسة على الكرة الذهبية أمام غريمه التقليدي؛ رونلدو، ويقترب الفارق بين النادي وبين منافسيه، ويخرج من بطولة دوري أبطال أوربا الماضي بخسارتين مذلتين ذهابا وإيابا بشبعة أهداف، ويتركه مدربه، ثم تأتي الضربة القاصمة، للعنة التي أصابت برشلونة، مع قضية لاعبه البرازيلي، نيمار، وسنقرأ مقال الناقد عز الدين الكلاوي في موقع (كووورة) معلقا :

إستقالة ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة ستكشف عن جبل الجليد

“بإستقالة ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة  التي تمت ظهر اليوم، على إثر قبول قاضي المحكمة لتداول الدعوى الخاصة بالفساد وعدم الشفافية والتي تتهم روسيل بقائمة طويلة من الإتهامات  في صفقة إنتقال النجم البرازيلي نيمار لصفوف النادي الاسباني قادماً من سانتوس  البرازيلي، يبدو أن نادي برشلونة الإسباني دخل ولن يخرج قريباً من دائرة المشاكل الإدارية التي قد تعصف بإستقراره ، بعد أن ثبت وجاهة الأسباب التي تقوم عليها  الدعوى والاتهامات التي تقدم بها أحد أعضاء النادي ضد روسيل.  نعم إستقال روسيل وتولى مكانه جوسيب ماريا بارتوميو نائب رئيس النادي، والذي سيكمل دورة المجلس الحالي التي تنتهي عام 2016، ولكن آثار المشكلة الخاصة بالقيمة الحقيقية للصفقة بدأت ولن تنتهي ، وستثورعشرات  الأسئلة ، هل وصلت الصفقة إلى 100 مليون يورو أو تجاوزت ذلك بالفعل ، وفي هذه الحالة أين ولمن ذهبت هذه الأموال وما هي حقيقة العمولات ؟ وهل في الأمر فساد وسرقة ورشاوى أم أنها محاولة للتهرب من الضرائب ومن مواجهة النجوم الكباروخاصة ميسي؟

هل تستمر الابتسامة بينهما طويلا؟

و الجميع يتساءل :كيف سيواجه برشلونة الموقف مع الأطراف المشاركة في الصفقة مثل نادي سانتوس ، والشركة التي كانت تملك عقد اللاعب ووالد نيمار وهو وكيل أعماله في نفس الوقت ، وهل سيثبت صحة إتهام الشركة ووالد نيمار بتواطئهما مع روسيل وهو بالمناسبة  يمتلك شركة إدارة ووساطة رياضة تعمل في الوكالات وتنظيم الأحداث وتمثيل الأشخاص والأندية.، وأيضا ما هو موقف الضرائب والحكومة في مواجهة البارسا ؟. ولن تتضرر فقط سمعة البارسا ومجلس إدارته والرئيس المستقيل ، بل ستندلع حرائق أخرى حول القيمة الحقيقية لراتب نيمار ومكافأته ، مقارنة بالنجم السوبر ستار ليونيل ميسي الذي لن يبلع ذلك بالتأكيد وسيكون له وللفريق المسؤول عن إدارة أعماله ، موقف صارم ومتشدد ،  ونفس الأمر بالنسبة لنجوم كبار آخرين وما أكثرهم في البارسا مثل انييستا وبيكيه والفيش وغيرهم  .الكرة الآن في ملعب مجلس إدارة برشلونة بعد رحيل روسيل : كيف ستطفئون هذه الحرائق ؟ ومن سيكون الضحية الثانية ؟.. ومن سيكون الإطفائي؟”

تنتهي تساؤلات الناقد الرياضي عز الدين الكلاوي ، ونضيف لها: هل هي لعنة المال القطري، الذي يوهم صاحبه أنه فوق القوانين، الأخلاقية والرياضية؟ دعونا ننتظر فتح الملفات التي تحمل عنوانا واحدًا: (وما خفي كان أعظم)!

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات