أوبرا الحرب والسلام هي ملحمة عذبة مستوحاة من من الرواية الشهيرة التي تحمل ذات الاسم للأديب العظيم (ليو تولستوي) 1828-1910 وهي تُصنّف كواحدة من أهم الروايات في العالم , وقد وضع موسيقاها الملحن الروسي (سيرجي بروكوفييف) وكانت قد عُرضت للمرة الأولى على خشبة مسرح ستانيسلافسكي ونيميروفيتش دانتشينكو الموسيقي في موسكو عام 1957.

الأديب العظيم (ليو تولستوي) 1828-1910

ليو تولستوي ورواية الحرب والسلام

تدور أحداث رواية الحرب والسلام في بداية القرن التاسع عشر عندما اجتاحت القوات الفرنسية بقيادة (نابليون بونابرت) الآراضي الروسية وكيف فشل الفرنسيون في الصمود أمام القيصر الروسي (ألكسندر الأول)و استبسال القوات الروسية بقيادة القائد العسكري (كوتوزوف), كما دمر شعب موسكو مدينته قبل الخروج منها وتركها خاوية على عروشها, وكيف انتهى الحال بقوات بونابرت حيث قضى منهم نحو 25 ألف جندي محارب بسبب البرد الشديد وبعد مرور عدة أشهر على اقامته في موسكو اضطر نابليون إلى مغادرتها وقبل عودته إلى فرنسا وقعت عدة معارك بينه وبين القوات الروسية انتهت بهزيمته وترك قواته وهرب وكانت بداية النهاية لأسطورة نابليون.

 وكان تولستوي قد نشر هذه الرواية للمرة الأولى في الفترة بين عامي 1865-1869 في حلقات مسلسلة من مجلة (المُراسل) الروسية , وهي تشتمل على عدد كبير جدا من الشخصيات والموضوعات التي تتنوع بين الشباب والحب والزواج والموت والتقدّم في السن والفراق واللقاء … وتحكي بالتفصيل حياة خمس أُسر روسية أرستقراطية بالتفصيل في الفترة 1805-1813 خصوصا في فترة الغزو الفرنسي لموسكو 1812 وهم :(آل بولونسكي,آل كوراجين ,آل روستوف, آل بزوخوف, آل دروبيتسكوي ) وكيف انعكست آثار الحرب على حياتهم ويُمكن تصنيفها كعمل فلسفي يناقش فكرة الحرية والجبرية في حياة الشعوب وقت الحروب أيضا.

أوبرا الحرب والسلام عرضٌ صعبٌ للغاية

تضم أوبرا الحرب والسلام ثلاثة عشرة جزءا ويستغرق وقت عرضها حوالي أربع ساعات متواصلة لذلك تُعد من أصعب الأوبرات أداءا وإخراجا فهي تتطلب درجات عالية من التركيز واللياقة والبراعة فعدد أبطالها يتجاوز الأربعمائة شخصا لذلك نادرا ما نشاهد هذا العرض البديع على قوائم المسارح الموسيقية في العالم .

كان الملحن الأصلي لأوبرا الحرب والسلام عندما كانت البروفات الأخيرة تتم لتقديمها على خشبة المسرح الروسي كان قد اقترح فكرة تقسيمها على يومين حتى لاتكون طويلة وصعبة على العارضين والجمهور على حدٍ سواء لكن هذا الإقتراح لم يلقَ قبولا ولا استحسانا وتم تقديمها على مدار أربع ساعات متواصلة ولاقت نجاحا منقطع النظير .

كانت خشبة المسرح الروسي التي قدمته للمرة الأولى عام 1957 قد أعادت تقديمه على نفس المسرح عام 2012 في الذكرى المئوية الثانية للغزو الفرنسي للآراضي الروسية لتُجدد الذكرى فتكون العبرة ويكون الدرس … فقد سُمّيت هذه الحرب بين قوات نابليون الغازية والقوات الروسية(بالحرب الوطنية)وذلك لمُشاركة الشعب الروسي جنبا إلى جنب مع جيشه بقيادة القائد العسكري الكبير (كوتوزوف)وقواته النظامية ليسطروا درسا عظيما في تاريخ الصمود والاستبسال للحفاظ على تراب الوطن وهويته مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.

Tweet