المغرب: مشروع “ديزيرتيك” أمل طاقة المستقبل

04:35 مساءً الثلاثاء 6 نوفمبر 2012
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الصحراء المغربية

الصحراء المغربية

تتلقى صحارى العالم في ست ساعات طاقة أكثر مما تستهلكه البشرية جمعاء في سنة واحدة. هذا ما جاء على لسان الدكتور غيرهارد كنايس رئيس مجلس إدراة مؤسسة “ديزيرتيك”، الذي ألقى عرضا مفصلا حول مشروع للطاقة الشمسية المستخلصة في صحراء المغرب.
أضاف كنايس أن الإنجازات الصناعية المحققة خلال القرون الأخيرة ساهمت في تحسين ظروف حياة البشر، غير أن تحقيقها أتى على حساب البيئة، بناءا على وجود آثار لا يمكن تجاهلها.
وقال العالم الألماني أن الانفجار الديموغرافي العالمي (10 مليار نسمة بحلول 2050) والإبقاء على الأساليب الاقتصادية الحالية، لن يمر دون الدفع في اتجاه طريق محفوف بالمخاطر، مضيفا أن البحث عن المصادر الطاقية النظيفة والمضمونة ستمكن من تجنب مثل هذا السيناريو بكيفية آمنة.
وأضاف أن مشروع “ديزيرتيك” يأتي من أجل إيجاد الحل المناسب، عبر تيسير الاستفادة من وفرة مصادر الطاقة الشمسية لاستغلال موارد الطاقة الشمسية الوفيرة.
وقد شهدت العاصمة البريطانية لندن منذ أيام ندوة بمشاركة المغرب لعرض مشروع ديزيرتيك، الذي يراه الخبراء والشخصيات البيئية، مبادرة طموحة من شأنها الإجابة عن الإشكالية العالمية المتعلقة بالتنمية.
وقال د. بكر بهاج، مدرسة لندن للهندسة المدنية، أنه إذا كانت الوسائل التقنية متوفرة لاستغلال هذا الرصيد الهائل، فإن تحقيق هذا المشروع يتعثر عند مجموعة من العراقيل، ترتبط على الأخص بنقص إرادة سياسية من لدن دول العالم، وخصوصا الدول الصناعية.
واعترف اللورد فيليب هانت وزير الدولة البريطاني للطاقة، الذي شارك في الندوة، بأن هذا المشروع الذي يحظى بدعم لندن يواجه عقبات أخرى، من بينها انخراط الاستثمارات الخاصة، وغياب إطار مؤسساتي دولي يتيح تسوية المشاكل المرتبطة على الخصوص بالتمويل ونقل التكنولوجيا.
لكن اللورد هانت أكد أن العقبات المذكورة ليست غير قابلة للتجاوز، معبرا عن إرادة حكومته في الدفاع عن المشروع لدى الشركاء الأوروبيين والدوليين.
ويعبر هذا الموقف عن وعي السلطات البريطانية بمشكل أصبح يطرح بقدر كبير من الحكمة.
وكان بحث نشر مؤخرا قد حذر من كون بريطانيا ستواجه قريبا أزمة طاقية أكثر حدة من تلك التي شهدتها في السبعينيات.
ويدعو التقرير المعنون ب”ديسكوفري”، الحكومة البريطانية إلى الاستثمار، على الخصوص في الطاقات المتجددة، بغية مواجهة نقص موارد الطاقة التقليدية، بما فيها ذات المصادر الأحفورية.
واعتبر مصممو مشروع “ديزيرتيك”، الصحراء الشاسعة لشمال إفريقيا، أهم منطقة توفر أكبر رصيد من الطاقة الشمسية والريحية في العالم. وينظر إلى المغرب، على وجه الخصوص، كفاعل أساسي في هذا الورش الكفيل بتغيير الخريطة الطاقية العالمية خلال السنوات القليلة القادمة.
وجددت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة، التي ترأست الوفد المغربي المشارك في ندوة لندن، التأكيد على الاهتمام الخاص الذي يوليه المغرب لمشروع “ديزيرتيك”.
وقد أبرزت في هذا الصدد، أن المغرب يوجد في موقع جيد ليشكل أرضية حقيقية للمبادلات الكهربائية المتزايدة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، نظرا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي على أبواب أوروبا وفي قلب ملتقى الطرق الطاقي الدولي، وكذا الربط البيني الكهربائي الذي تم تطويره مع كل من إسبانيا والجزائر.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات