طائر النار: حكاية شعبية في قصر القيصر!

07:37 صباحًا الأحد 9 مارس 2014
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

باليه طائر النار.. رائعة سترافنسكي الخالدة

طائر النار حكاية شعبية فلكلورية :

لطالما قرأنا صغارا هذه القصة العجيبة التي تدور أحداثها في عالم السحر والخيال، فهي قصة متداولة من الفلكلور السلافي القديم وفي الأدب الروسي وقد استلهم منها مصمم الرقصات الروسي الكبير (فوكين)مصمم الرقصات لفرقة (سيرجي دياجيليف)1872-1929 قصة باليه طائر النار,كان (دياجلييف) صاحب حركة فنية طليعية قدم لها ودافع عن مبادئها من خلال مجلته الفنية (عالم الإبداع)وكانت الدوائر الأكاديمية في الكونسرفتوار تُعادي هذا التوجه التجديدي وتخشى منه على عقول الدارسين وتوجهاتهم.

سترافنسكي

كان (فوكين)قد أسند للموسيقار(ليادوف) مهمة وضع الموسيقى لباليه (طائر النار) لكنه لم يلتزم بالموعد المُقرر وكان (فوكين) مُصرا على تقديمه في موعده فكلف (إيجور سترافنسكي)  1882- 1971بهذه المُهمة التي كانت بوابة النجاح والشهرة له ووضعته في مصاف الموسيقيين العظام في العالم .. وبالفعل تم تقديم العرض للمرة الأولى في باريس 25يونيو 1910.

طائر النار بين القصة الشعبية والعرض الفني:

  • القصة الشعبية:

تدور أحداث الحكاية الشعبية حول القيصر الروسي العظيم الذي يطلب من أبنائه الثلاثة أن يعرفوا السر وراء اختفاء التفاح الذهبي من شجرة التفاح السحرية في بستان القصر ووعد من يعرف السر بأن يمنحه نصف ملكه , ولما فشل الإبنين الأكبر والأوسط في المهمة عرف الإبن الأصغر الأمير (إيفان) السر وهو أن طائر النار هو من يتناول ثمار التفاح ليلا ولما حاول الإمساك به لم يستطع وتمكن الطائر من الإفلات وبقيت مع إيفان ريشة الطائر السحرية.

أيهما أثمن؟ الطائر أم التفاحة الذهبية؟

ولما حكى إيفان للقيصر مادار قال مسرورًا إن هذا الطائر أثمن من تفاحاته الذهبية, وطلب من أبنائه الثلاثة أن يُحضروا له هذا الطائر مقابل نصف مُلكه وخرج كل منهم في طريق,ولما نجح الإبن الأصغر في الحصول على طائر الناربعد مغامرات شيقة وأساطير غريبة بمساعدة الذئب الأشهب والفوز بقلب الأميرة الفاتنة هيلانة, لكن أخويه يقرران التخلص منه والفوز بنصف العرش وهو في طريق عودته ولكنه  يتمكن من العودة للقصر بعد أن قدم له الذئب الأشهب ماء الحياة , وفي النهاية يتزوج الأميرة هيلانة ويمنحه القيصر نصف مُلكه جزاء شجاعته .

  • باليه طائر النار:

أما فوكين فقد أستلهم من هذه الحكاية أحداث الباليه والذي حمل ذات الاسموقد قام (باكست) بتصميم المناظر المسرحية والملابس, حيث كان الأمير الشاب (إيفان) ابن القيصر يتجول في الغابة ولما وجد قلعة الغول (كاتشاي) وجد بها عصفورا رائع الجمال زاهيا ولما يجيئ الظلام يطير بريشاته المتوهجة فأمسك به الأمير ولكنه استعطفه أن يُطلق سراحه فلما استجاب له (إيفان) أعطاه الطائر ريشة سحرية تمنحه الجمال والشباب الدائم.

من ملصقات طائر النار: البحث عن شعاع الشمس في قلب المطر

ولما بدت تباشير الصباح ظهرت الأميرات الحجريات وحذرن الأمير (إيفان) من الغول الشرير (كاتشاي) الذي يحول الآدميين إلى أحجار مثلما فعل بهن ,إلا أن إيفان لم يخش ودخل القلعة ولما هاجمه كاتشاي وجيوشه انتصر عليهم جميعا ولم يفلح معه سحر الغول وذلك بفضل الريشة الذهبية السحرية التي منحه إياها طائر النار , ولما عرف سر خلود (كاتشاي) وهو روحه المحفوظة في بيضٍة مُخبأة بجذع الشجرة حطم البيضة وقضى على الغول (كاتشاي)فزال تأثير سحره الشرير وعادت الأميرات الجميلات للحياة في صورتهن الجميلة الآدمية .

المتتابعة الأوركسترالية الأوسع انتشارا:

أعد إيجور سترافنسكي من مؤلفه العظيم (طائر النار) متتابعة أوركسترالية عام 1911 تتألف من ست حركات : المقدمة , رقصة العصفورة النارية , رقصة الأميرات الدائرية , رقصة كاتشاي الشيطانية, أغنية المهد , وأخيرا الختام .

وقد قام سترافنسكي بمراجعة هذه المتتابعة عدة مرات حتى استقر على نسختها الأخيرة المتداولة حاليا عام 1945 وهي واحدة من أعظم المؤلفات الموسيقية انتشارا.

الموسيقار الروسي الكبير سترافنسكي ترك لنا ترجمة أدبية لسيرته الذاتية ألقى فيها الضوء على حياته الخاصة والفنية معا وأسلوبه الفني في مجلدات ستة بعنوان (المحاورات والمحادثات) المنشورة عام 1936 والتي كتبها بنفسه بالتعاون مع صديقه وتلميذه الأمريكي (روبرت كرافت) لتكون مرجعا صادقا وأصيلا لمسيرة فنية طويلة ومتميزة في عالم الموسيقى والإبداع.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات