مافيا أليطاليا في روما … مدينة اللصوص

10:54 صباحًا الأربعاء 12 مارس 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لم أحترم ذات يوم ما يطلقون عليه زورا و بهتانا الحضارة الرومانية لا في إمبراطوريتها الأولى الغربية و لا الثانية الشرقية بل على العكس تعاطفت مع كل من حاولوا تقويضها مثل ” حنبعل ” و ” أتيلا ” و قبائل ” الهون ” على سبيل المثال لا الحصر ؛ و صولا إلى بطل ” اليرموك ” ” خالد ابن الوليد ”  أول من بدأ في إستئصال شأفتهم من بلادنا ثم أكمل طريقه آخرين لله درهم جميعا ؛ و كيف أحب إمبراطورية إستعمرت بلادي ذات يوم و مارست إضطهاد المسيحيين مرتين الأولى عندما كانت الإمبراطورية الرومانية وثنية تطارد المؤمنين ؛ و عندما تحولت إلى المسيحية إضطهدتهم لأن مسيحيي مصر يخالفونها في المذهب ؛ و كيف أحب من قتلوا ” أرشميدس ” و إحتقروا الحضارة العقلية الفذة ” للإغريق ” و مارسوا همجيتهم على تراثها ؛ و هل يمكنني أن أكن مشاعر المحبة أو الإحترام للجنرالات القتلة أول الفارين في الحروب حلفاء ” النازي ” ” موسوليني ” و ” جراتسياني ” قاتل أسد الصحراء الشهيد ” عمر المختار ” ..

و رغم التقدير الفني الرائع الذي نحمله لأسماء مثل المخرج الكبير ” كوبولا ” و ممثلون كبار مثل ” مارلون براندو ” و ” آل باتشينو ” و “روبرت دينيرو” في ملحمة ” الأب الروحي ” و غيرها من الأفلام المثيرة التي تناولت عالم ” المافيا ” و تراث الجرائم الرهيب إلا أنني لم أتعاطف مع المافيا مطلقا ..

– كل هذا التراث التعيس المكلل بالعار إستعادته ذاكرتي ذات يوم مشئوم ” الخميس 6 مارس ” خلال عودتي من مدينة ” الكويت ” الحبيبة إلى ” تونس ” العزيزة عبر ” روما ” حيث فقدت حقيبة سفر ” ضخمة جدا ” خلال إنتقالي من طائرة ” الخطوط الكويتية ” إلى طائرة ” أليطاليا ” ؛ حقيبة تحمل ذكريات غالية و كتب رائعة و وثائق هامة و خلاصة عملنا في ملتقى ” مجلة العربي ” الكويتية ” الثقافة العربية على طريق الحرير ” فضلا عن ملابس وحاجيات شخصية ثمينة ؛ إختفت حقيبتي أو تبخرت في مطار ” ليوناردو دافنشي ” لتنسيني عصر ” الرينيسانس – النهضة ” الأول و الثاني و أستحضر عصور القتلة و اللصوص ؛ و بفضل ” مافيا أليطاليا ” نسيت ” دافنشي و مايكل أنجلو” و ” سيستين شابل ” و ” مادونا سيستين ” و أمجاد ” فلورنسا ” و رومنسيتها .. لم يبق من ” فلورنسا ” إلا نصائح ” ميكافيللي ” لأمير ” آل ميديتشي ” بكل إنتهازيتها التي تليق برجال العصابات ؛ ستة أيام من العذاب و الإنتظار لحقيبتي التي تبخرت و بدأ بخارها في الإبتعاد نهائيا .. ؛ لن تعوضني أية أموال عن ما كان فيها من هدايا الأحبة و ذكريات الماضي و التراث العقلي .. أمور لم تحترمها ذات يوم حضارة روما المتغطرسة الغاشمة الحافلة باللصوصية و الخيانة منذ ما قبل ” بروتس ” الذي خان أقرب الناس إليه ؛ أنها ” روما ” التي إحتلت ” مصر ” و أرادت أن تسوق ” كليوباترا ” سبية في طرقاتها ..

– كل ذلك إستحضرته حقيبة قد لا تعني إلا مبلغ من المال كبر أم صغر بالنسبة لقراصنة و مافيا ” أليطاليا ” الذين لا يعرفون معنى التراث الإنساني الغارقون في المادية و الغطرسة الغشومة كأجدادهم ممن سلبوا بلاد الآخرين ..

– فقط أتمنى على الخطوط ” الكويتية ” أن تتجنب ” الترانزيت ” في روما و التعامل مع ” أليطاليا” ؛ كما أنصح كل من يقرأ هذا المقال أن يتجنب تلك الشركة ” أليطاليا ” و إن إستطاع فليتجنب أن تمر حقائبه من مطارات إيطاليا التي إشتهرت بتبخر الحقائب فيها و أظن أن ذلك عقاب مادي على المدى الطويل يليق بكل من يمارس ” ميكافيليته ” علينا ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات