بوذا يهديكم السلام من أرض النيبال!

04:30 مساءً الخميس 13 مارس 2014
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رسالة سلام من النيبال

النيبال.

قد لا يعرف الكثيرون، أنها منشأ بوذا، حيث ولد ذلك المعلم الذي تحولت تعاليمه إلى ديانة بعد وفاته.

النيبال، وبالأخص مدينة لومبيني، هي مسقط رأس بوذا، رغم بعض الجدل الذي يثار أنه ولد في الهند، ولكن تظل كل المراجع التاريخية تشير إلى النيبال. دعى بوذا في تعاليمه إلى نشر السلام، وكانت كلماته فلسفة أكثر منها ديانة سيتخذها أتباعه فيما بعد.

ربما لهذا تم اختيار مسقط رأسه، مدينة لومبيني، لتكون مقراً لعقد مؤتمر عن دور الإعلام في الحفاظ على السلام.

الإعلام والسلام، والمرأة

قامت مؤخرا جمعية الصحفيين الآسيويين، وفرعها في النيبال، بتنظيم مؤتمر في مدينة لومبيني وكان موضوعه السلام، وكيفية تعامل الإعلام معه وتأثير ذلك على الصحفيين والعاملين بمجال الإعلام. وقد شارك في المؤتمر صحفيون وإعلاميون من دول مختلفة متنوعة بدءاً بالنيبال، مرورا بماليزيا، وباكستان، وإيران، ومصر، وسنغافورة، وبوتان. وقد إستضاف المؤتمر بعض الصحفيين المحليين في لومبيني، ورعته وزارة الاتصالات.

وصل الوفد قبل يومين بداية المؤتمر لمدينة كاتمندو ليستكشفوا سحر واختلاف تلك العاصمة التي تعج بالأوروبيين والأمريكيين أكثر من النيباليين أنفسهم. نكتشف لاحقاً أن النيبال تعتبر جنة لمتسلقي الجبال ومحبي الطبيعة، وأغلب السياح يقصدونها لجبالها، فلا ننسى شهرتها لوجود جبال الهيمالايا بها، وأشهر قمم العالم، قمة إفرست. ولكن تبقى أشهر معالم النيبال هي المعابد البوذية.

أقنعة نيبالية

في اليوم الثالث سافرنا بالطائرة إلى مدينة لومبيني حيث المؤتمر، ورأينا قمم الجبال الهائلة، التي شاهدناها عن قرب في طريق عودتنا حيث اتخذنا الطريق الجبلي، الذي منحنا رؤية أفضل لبعض قرى النيبال والمناظر الخلابة لتلك الجبال.

في الظهيرة بدأنا أولى جلسات المؤتمر التي افتتحها نيشترو بينشو، رئيس مكتب جمعية الصحفيين الآسيويين في النيبال، مرحبا بكل الصحفيين والمشاركين الذين حضروا المؤتمر من دول مختلفة. تحدث كذلك عن النيبال وتاريخها الثري، وكيف أن لومبيني تشتهر بكونها مكان ميلاد بوذا، ودعا العديدين للعودة مجدداً مع أحبائهم.

أحد أهم النقاط التي أشار لها هي كيفية نشر رسالة بوذا، التي تتلخص في دعوته للسلام، وواجبنا في نشر رسالته في العالم، وكيف أنها ليست ديانة بقدر كونها فلسفة في الحياة.

وقد قام رئيس الوزراء كذلك بإرسال رسالة تمت قراءتها في بداية المؤتمر، وقام فيها بتشجيع قيام هذا المؤتمر الذي سيساعد العالم على الإلتفات بشكل أكبر ومعرفة المزيد عن دولة النيبال بصفة عامة ومدينة لومبيني بصفة خاصة.

الشاعرة والناشرة بونه ندائي

وقد أكد رئيس الهيئة الإعلامية في النيبال على نفس النقطة، وهي أن بوذا رمز للسلام وليس رمزاً لأية ديانة، وأن من ضمن أهداف المؤتمر توضيح ذلك. وتلا ذلك خطاب رئيس هيئة التنمية بمدينة لومبيني الذي قال فيه أن بوذا هو نور آسيا، وأنه رمز يدل على السلام والصداقة. تحدث كذلك عن دور الاعلام في إخبار الناس بالحقيقة ومن ضمن ما قاله كان، “فلتكتب ما تراه، وليس ما تسمعه” وقد أكد على أنه يمكننا أن نرى الإختلاف في لومبيني على مدار السنين القادمة.

آيفان ليم، رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، صرح بأن القيادة القادمة ستكون لأشرف أبو اليزيد

وقد تبعه شيفا جوالي، رئيس اتحاد الصحافيين النيبالي، بشكر جمعية الصحفيين الآسيويين لتنظيمهم هذا المؤتمر، والتأكيد على دور الإعلام في نشر السلام، مؤكداً أن هذا ما يرغب به الصحفيين النيباليين كذلك. فكل المشاكل في النيبال يتم حلها بالحوار أولاً.

وقد أعقبه، ايفان ليم، من سنغافورة ورئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، وقد بدأ خطابه بنقل كلمة لي سانج كي، الرئيس المؤسس لجمعية الصحفيين الآسيويين، كوريا الجنوبية، الذي لم يتمكن من الحضور:

“إن الهدف من كل مؤتمرات جمعية الصحفيين الأسيويين ومن ضمنها هذا المؤتمر هو التنمية، فالتنمية كذلك هي مهمة كل الصحفيين الآسيويين. إن تأثير أفكار وتعاليم بوذا في النيبال قوي كما يتضح في أرجاء آسيا كذلك”.

كما أوضح آيفان ليم  أنه إن تمكنا من رؤية بوذا بصورة أوضح، سنتمكن من رؤية الحياة في ضوء جديد ونتفهم البشرية بطريقة أفضل.

وقد صرح كذلك عن بعض التغييرات التي ستطرأ على جمعية الصحفيين الآسيويين حيث سيستلم القيادة، الكاتب أشرف أبو اليزيد رئيس جمعية الصحفيين الأسيويين في الشرق الأوسط.

الخطاب التالي ألقاه رئيس الوزراء السابق ديبكر أبادهاي، وعند حديثه عن السلام قال إن السلام بيد أبناء الشعب، هم من يستطيعون تحقيقه إن أرادوا ذلك. فالفلسفة البوذية تعتمد على عقل الشخص وقلبه. وتوقع كذلك أن ملايين الأشخاص سيتوافدون على لومبيني على مدار السنين القادمة. تلاه خطاب رئيس الوزراء الحالي وكانت أهم الجمل بخطابه:\

“عندما تعودون لمنازلكم ويسألونكم عن النيبال، اتمنى أن تستطيعوا إخبارهم بأن النيبال تسير على الطريق الصحيح”.

حضر المؤتمر العديد من الصحفيين المحليين من وسائل إعلامية مختلفة في كاتمندو ولومبيني، بجانب الوفد الذي تمكن من الحضور من دول مختلفة.

الجزء الثاني من المؤتمر كان عبارة عن تقديم المشاركين لأنفسهم، وتضمن كذلك عرض شريط مصور عن لومبيني وكونها أثر حضاري، وقد تم التركيز فيه على إعادة إكتشاف لومبيني  وتقديمها للعالم.

تلا ذلك حديث المشاركين المختلفين عن وضع الإعلام وعلاقته بنشر السلام في دولهم، ومدى فاعليته وتأثير ذلك على الإعلاميين والصحفيين هناك.

بدأ شيفا بالحديث عن الوضع الحالي في النيبال، موضحاً أن الصحفيين تتم مهاجمتهم وتعقبهم طوال الوقت من جانب الحكومة أو الأحزاب السياسية. فما زالت وسائل الإعلام في النيبال تخشى نقل الأخبار. وقد فقد العديد من الصحفيين حياتهم أثناء نقل الأخبار. وقد قتل وهوجم الكثير من الصحفيين أثناء تأديتهم واجبهم.

بعدها تحدث راؤول إعجاز عن وضع الإعلام في بلده الباكستان وكيف أنه كان بنفس سوء الوضع في النيبال، فالصحفيين والإعلاميين أصبحوا يخشون حياتهم فليس هنالك ما يضمن بقائهم على قيد الحياة، وقد تكرر نفس الحديث مع السيدة نورالله من ماليزيا، والشاعرة والناشرة بونه ندائي من إيران، ورضوى أشرف من مصر، وغيرهم من بوتان وسنغافورة، موضحين أجمعهم مدى سوء وضع الصحفيين في دولهم، وتعرضهم للمعاملة السيئة من أماكن عملهم والملاحقة من السلطات والحكومات المختلفة.

الكاتبة: صورة تذكارية قبل وداع النيبال

استمر المؤتمر من فترة 7 مارس وحتى 9 مارس وقد تلا ذلك زيارة الوفد لبعض أهم المعالم في مدينة لومبيني، مثل المكان الذي ولد فيه بوذا، وبقايا القصر الذي عاش فيه وهرب منه، وبعض أهم المعابد البوذية الحافلة بتفاصيل حياته والكهنة الذين يقرأون تعاليمه مصحوبة بروائح الورود والبخور العطرة.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات