“الملك وعظة الدرويش – كان درويش مُجرَّد جالسا بناحية صحراوية , فمر عليه ملك , فلم يرفع الدرويش رأسه ولم يلتفت إليه , لما له من فراغ ملك القناعة , فتألم السلطان وغضب بحكم سطوة السلطنة وقال : إن هذه الطائفة اللابسة الخرقة أمثال الحيوان وليس لها أهلية وادمية , فاقترب الوزير من الدرويش وقال : أيها الدرويش ! إن السلطان وجه الارض قد مر بك فلم لم تخدم؟ وتؤد شرط الادب؟ فأجاب قائلا : قل للسلطان توقع الخدمة ممن يرجو منك النعمة ! وشيء اخر , إن الملوك من أجل حماية وحراسة الرعية وليست الرعية من أجل طاعة الملوك.”

جنة الورد

السعدي الشيرازي

في القلب جراح , وفي قلب كل منا جراحه , ولكي لا يطول الحديث ولا يتشعب تعالوا نتحدث نتجاور ونتشاور عن جراحنا في هذا الوطن العربي العظيم.

جمال عبد الناصر

ولكي لا نتوه في مراوح الافكار , فلنتحدث عن الامل الربيعي الذي عشناه وما نزال عبر إطلالة هؤلاء الشبان والشابات في وطننا العربي , الذين أرادوا النهوض من عوالم الظلام , إنه الاستعمار المقنع عبر ما كان يطلق عليهم “الحكام”.

وكان ان كان ولأننا نحتفظ بجراح قديمة ومخاوف توارثناها عبر مراحل تاريخنا , كان أن تباينت الآراء بل تصارعت حول الربيع العربي , وأنا الان أقول لكم تعالوا نتفهم ذاك الربيع العربي , ولعلها محاولة بسيطة , ولعلها تتسم بالبراءة .

كيف نحافظ على ربيع الامل ؟ لا أنكر الجراح ولا أتغاضى عن شيء , ولكنني أراه جزء من مشوار , فالطوبة التي تَبنى لديها الماء والطين واليد التي تعجن , طوبة واحدة فوق طوبة فوق طوبة يكون البنيان , اما أن نعزل أيا من مكوناتها فلن نحصل على أي شيء.

هذا مشوار ,ان اتفقنا على رؤية محددة له عندئذ ستُكمل الطوبة مشوارها.

وهنالك الكثيرون في عالمنا العربي المخلصين لأوطانهم وانما بحكم عوامل متعددة ومتشعبة يركضون بتفكيرهم نحو هاجس المؤامرة , إن كان الربيع العربي مؤامرة ؟ أين نحن من هذه المؤامرة , وهل كان على الشعوب العربية أن تظل كما هي .

إن الماء هو اكسير الحياة ولكنه نفس الماء , إن رُكن في زاوية ما فإنه يتحول الى مستنقع , وهنالك تعبير شاف ” إن الذين يعتقدون ويروجون لنظرية المؤامرة يسلبون قدرتنا على التفكير” فلندع نظرية المؤامرة جانبا , أيا كان في الطبيعة , أي نبات أي أشجار لديه الحكمة والصبر للوصول الى غايته .

تعالوا معنا أنتم جميعا لكي نقف على ربوة الامل , وانا بحكم تكويني في بيتنا وبحكم والدي رحمه الله الذي كان ينير لنا مشاعل كثيرة منها : جمال عبد الناصر وأم كلثوم , ومكتبة فيها العقد الفريد , الجاحظ , الغزالي , طه حسين ومجلة العربي الكويتية.

كان طبيبا ثائرا يُمسك سماعته بيد ويكتب باليد الاخرى , أحب والدي جمال عبد الناصر , فالفقر الفقر يسلب الانسان الكثير وكان عبد الناصر حريصا على حقوق الفقراء فماذا أردنا من عبد الناصر ؟ يسرفون في القول وفي التحليلات عن أخطاء هم الذين يعتقدون بها, لأنهم ببساطة يسقطون الحاضر على الماضي .

لماذا لا نتحدث عن المنجزات في محاربة الفقر والتخلف .

“عجبت لمن لم يجد قوت يومه , كيف لا يخرج شاهرا سيفه”

أبو ذر الغفاري

عبد الناصر رمانة تناثرت حباتها , ولكن طعم الرمان , بريق الرمان ما يزال في المكان والزمان.

أم كلثوم كانت ومازالت هي فرح حقيقي عبر أغانيها , وذاك ما نحتاجه الان , نحتاج للفرح الحقيقي حتى تمتد أيادينا لجراحنا تواسيها , تعطيها القدرة على الشفاء وحتى لا تغور أكثر وأكثر .

هؤلاء الشابات والشباب هم ضمير الفرح المتجدد.

والان اسمعوا معي هذه الحكاية مرة ثانية.

“الملك وعظة الدرويش – كان درويش مُجرَّد جالسا بناحية صحراوية , فمر عليهملك , فلم يرفع الدرويش رأسه ولم يلتفت إليه , لما له من فراغ ملك القناعة , فتألمالسلطان وغضب بحكم سطوة السلطنة وقال : إن هذه الطائفة اللابسة الخرقةأمثال الحيوان وليس لها أهلية وادمية , فاقترب الوزير من الدرويش وقال : أيهاالدرويش ! إن السلطان وجه الارض قد مر بك فلم لم تخدم ؟ وتؤد شرط الادب؟فأجاب قائلا : قل للسلطان توقع الخدمة ممن يرجو منك النعمة ! وشيء اخر , إنالملوك من أجل حماية وحراسة الرعية وليست الرعية من أجل طاعة الملوك.”

جنة الورد

السعدي الشيرازي

Tweet