الموقع الالكتروني للمورد الثقافي mawred.org

من يدفع تكلفة الثقافة في بلداننا العربية غير الحكومات التي لا تخصص للثقافة مبالغ مرضية؟ القطاع الخاص مشغول بدعم ما يروج لسلعه ويزيد من رقعة عملائه ومن النادر أن يدعم مشروعا ثقافيا، المبادرات الفردية لا تؤسس لمشاريع ثقافية فاعلة ودائمة، خاصة في ظل عدم الاهتمام بالثقافة في مجتمعاتنا.

تأتي المؤسسات الدولية المانحة كنجوم بعيدة مضيئة، من أهمها عربيا مؤسسة آفاق والمورد الثقافي*، جهتان تعملان بشكل مستقل تماما، لا يعرف الكثير من المبدعين العرب عنهما، ولا يصل لهما سوى الضالعين في البحث عن مصادر التمويل غربا وشرقا.

في كتاب (دليل تمويل الثقافة والفنون في المنطقة العربية) الصادر عن المورد الثقافي عام 2012، طرح مميز لقضايا تمويل الثقافة ومقارنات لا تنتهي في صالحنا، فمعلومة بسيطة مثل معدل انفاق الأسرة الدنماركية والفنلندية بنسبة 5 في المئة على الثقافة تشير لمأزقنا في ما يتعلق بالاهتمام أو الاستثمار الثقافي.

مؤسسة غير ربحية مثل المورد الثقافي من أهدافها «تحفيز رأس المال العربي للمساهمة في دعم القطاع الثقافي المستقل، والمساعدة في تقديم جيل جديد من المبدعين والمبدعات في العالم العربي» تحمل على عاتقها دورا مهما في دعم عدة برامج من أبرزها (برنامج المنح الانتاجية لدعم المشروعات الابداعية، برنامج مواعيد لدعم السفر ونقل الأعمال الفنية). برنامج المنح مثلا المصمم لدعم الفنانين العرب تحت 35 سنة قدم 104 منحة منذ بدايته في 2004.

الموقع الالكتروني لآفاق arabculturefund.org

ويأتي الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق ليقدم التمويل عبر شعاره (استثمر في الثقافة) بعدة برامج من أهمها (برنامج الفيلم الوثائقي العربي، برنامج آفاق اكسبرس لدعم الفنانين العرب،برنامج تقاطعات لتمويل المشاريع السينمائية، برنامج آفاق لكتابة الرواية بالتعاون مع محترف نجوى بركات).

بنظرة سريعة لأسماء المستفيدين من منح آفاق للفترة من 2007 الى 2013 يتبين التنوع ما بين أسماء معروفة وأخرى مغمورة، هناك أسماء مهمة مثل (أنعام كجه جي، منصورة عز الدين، طارق امام، شاكر لعيبي، جمال ناجي، عبد العزيز الراشدي، سليمان البسام وغيرهم) وأخرى في بداية الطريق، جميعهم استفادوا من دعم الصندوق المالي وتمويله لمشاريعهم الابداعية.

***
ومثلما لدينا من يمول الثقافة ويدعمها من جهات هناك من يستغل الكاتب ماديا. في المقال السابق وجهت سؤالي للدار العربية للعلوم ناشرون حول بند مشاركتهم نصف مبلغ أي جائزة يحصل عليها الكاتب ولو كانت تكاليف الطباعة والنشر على نفقته، طبعا لم أتلق اجابة على سؤالي الواضح!

ما رأي القائمين على جوائز البوكر والشيخ زايد وغيرها من هكذا بند يدفع بالثقافة للوراء ويشجع على الاستغلال بطريقة معلنة؟! وما موقف الكاتب من هكذا دار نشر تعامله كسلعة حائرة يخضع لها كي يحقق انتشارا؟!

Tweet