جاردينيا

10:24 صباحًا الأربعاء 28 نوفمبر 2012
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

” لكي تمتلك صديقا يجب أن تكون صديقا “

  Swami Vivekananda

 ” الصديق هو أنت الا أنه بالشخص غيرك “

                                            أرسطو

 كنا ثلاثة …. سلام ، ميرا ونجوى … الفرح بيننا مضروب بثلاثة . الحزن مقسوم على ثلاثة . كنا ثلاثة وما زلنا ثلاثة ….

عشنا في مشهد متكامل متواصل ، لنترك مسرحية الخارج للخارج . في حياة واحدة أو ربما حياة اتخذت ثلاثة أشكال  بداخل كل كائن حي ريحانة تنتظر فقط من يحركها … تمايل الريحان فكان الشذى عبقا . استقبلنا عمر الثلاثين معا . ذاك عمر حرج لمن عرفوه ولمن هم في الطريق اليه . أقول عشنا جنون الثلاثين معا. سنوات العشرين ما تزال تحافظ على طراوتها . في ذاك العمر يحتاج المرء لمن يخبره بأنه مازال في الدنيا متسع للأحلام في مجتمع مغلق تتحدد فيه الأدوار والمسؤوليات مسبقا .

كل حدث لأي منا يمر في ولادات متتالية

الحدث – الرواية – المناقشة

اذا ما سألت ميرا سؤالا ، لا تجيب الا بعد أن تسألني ماذا قالت لك سلام .

تفتحت الأبواب ، تمازجت الألوان ، نفضنا طبقات الماضي ، لنرويه مجددا ،لا مكان للسرية . عشنا الهموم الكبيرة وأيضا الصغيرة … فلسطين دائما معنا … فسلام المقسومة بين وطنين عمان ونابلس أو بالأحرى بين عشقين . ما ان يحين موعد زيارتها لنابلس حتى نبدأ سويا في الابحار في بحيرة مياهها الشوق والفرح للأهل . الخوف والقلق في الأعماق من  اجتياز الجسور الفاصلة بين عمان ونابلس مع ما يتعرض له العابرون من اجراءات الانتظار الطويل والتفتيش . ثم التساؤل المضني الى متى كل هذا ؟

قالت الدوقة في أليس في بلاد العجائب .

” اذا شئنا أن نحب الناس من حولنا ، فخير وسيلة لذلك أن نتيح لهم الفرصة ليكونوا محبوبين ” .

تلك الدوقة في أليس في  بلاد العجائب ، لو أتيحت لها الفرصة لتدخل بستان سلام لأضافت الى كلامها معنى ومغزى آخر .

( درس مدرسي ) .

علمونا ف ي الدارس . وذلك لكي تجف ينابيع السؤال ، أن للحقيقة وجها واحدا هو ما نقرأه في كتبنا المدرسية . فالحيوانات الثديية هي الوحيدة التي تتميز بأنها تداعب أطفالها . تدلل أطفالها ؟ تحك أنفها . وهذا سلوك غير معروف لدى الزواحف لأن ( Limbic Systems )   الجزء الحوفي في أدمغة الزواحف ما يزال نشطا . أما لدى الانسان فان الأمر مختلف . لأن الجزء الحوفي يعيش  داخل جماجمنا في هدنة قلقة . الحنان يدعم الشق الثديي من طبيعتنا وسلوكنا . أما غياب العاطفة فيؤدي الى تنامي سلوك الزواحف .

لو دخلت الدوقة كما قلت سابقا بستان سلام لشاهدت تلك السلاحف تحظى بفرصة أن تكون محبة ومحبوبة . لا تكترث للجزء الحوفي في دماغها .

عصفور على الشباك

انظري اليه يا سلام ما أجمل ألوانه

اهدئي … اهدئي الى الحين الذي يغمره الأمان

قمح منثور على النافذة . في الانتظار

أتراه سيأتي ؟ – تساءلت

انني بانتظاره …. قالت : –

 

( زمن )

الهاتف يرن .. لقد عاد لزيارة قصيرة

( زمن )

العصفور يتجول في فضاء المنزل ، يدور دورانا مدهشا …

( زمن )

العصفور يقف على تلك الأيدي الجاذبة المنجذبة لحب الطبيعة . يملأ فضاء المنزل بزغاريده. كان الاعتقاد أن الدنيا قد لانت مفاصلها … ولم نعرف أننا نحن الذين اختلفنا عندما بدأت رحلة الروح معها وبها …

يأتي المساء ليكون موعد فنجان القهوة …. ( نسكافيه )

سلام : قهوة + حليب + سكر

ميرا :   قهوة  Black

نجوى :        قهوة + حليب

بطاح : قهوه + حليب + سكر                         ( كلب )

هلا :    قهوة + حليب + سكر زيادة شوي            ( كلبة )

قيل من أراد أن يرى الشمس ، فليجعل عينيه في الموضع الصقيل الذي يضرب فيهالنور المنعكس على الجسم الصقيل .  فانه يكشف الشمس .

أنت الشمس وما حملك الا انعكاسات

لائقة عليك الحياة يا سلام

لائقة عليك معاني  الفرح

لائقة عليك تلك الضحكات التي لا تزول

حب الحياة هو القاموس الذي تنتفي منه أيامها

كانت وما زالت جسرا لمن حولها . يعبر عليه العابرون من ضفة لأخرى…. تبحث في عمق الليل ، عن مصدر صوت قطة حديثة الولادة، فاقدة الأم ، الى أن تجدها ثم تبدأ بعملية الارضاع بكل صبر وحنان …

” سلام أعطت نفسها بالكامل “

هو يوم صيفي امتاز بحرارة أعلى من المعتاد . أستحم بسيل من المياه الباردة . أترنم بأغنية لا أعرف بدايتها من نهايتها .

فقط ألبي دعوة انسجام ، ما بين الماء والغناء .

الهاتف يرن . في محاولة لا بعاده

ألتقط الهاتف

ماذا تفعلين ؟

ألا تسمعين صوت المياه يا أمورة … اني أستحم ….

نعم أسمعها… عندما تنتهين من حمامك هذا تعالي عندي أنت وميرا لأمر مهم !!

أمر مهم . أمر مهم … ما هو ؟؟ أي أمر مهم هذا الذي لا نعرف عنه ؟

لا تكثري من الأسئلة …

في محاولة لا بعاد ذلك الشعور الباطني المؤكد بخطورة الموقف …هل سوف تصففين شعري كعادتك؟؟

ان شاء الله . ان شاء الله

ميرا … يا ميرا             انها مريضة … مريضة

مريضة أنا بسرطان الثدي … منذ أشهر أعلم بوجوده . ولكن كان لا بد من الذهاب لنابلس للاطمئنان على الأهل. ثم هنالك بعض الأمور التي علي انجازها يحب أن يكون كل شيء بحالة من التوازن .

فوضى . حالة من الفوضى استقرت على شكل مشهد من الماضي. أيكون كل ما مر بنا محفورا في الذاكرة الى أن يأتي المحرك فيعاود الظهور مجددا ؟؟

يأتي الصباح حاملا معه كؤوس الشاي المتألقة بفعل زجاجها المتناهي في الرقة . لذة الاستمتاع برقة ملمس تلك الكؤوس تضاهي لذة الطعم . ذاك الشاي المتألق احتوى عناصر الجمال  .

الشكل + المحتوى

الى أن اتخذت الحياة التي يسمونها اعتباطا وظلما الحياة العصرية . في انتاج كؤوس قيل انها لشرب الشاي ، صفتها أنها لا تنكسر ، الا اذا وقعت على حافة معينة، زاوية معينة .

تحايلنا نحن الأطفال على تلك الكؤوس ، وابتعدنا عن مراقبة الأهل لكي نضرب بها الأرض مرة تلو المرة ، لكي تتناثر قطعا متناهية في الصغر، كان لهذا التناثر مع الدوي، طعم الفعل وللفعل طعم الانتصار .

وقع الحدث على حافة معينة . على زاوية معينة . تراكم المشهد . تراكم الكلام .

ما جدوى الكلام !! الاهتزازات ، الاهتزازات في المكان والزمان. الجميع متناثر في المكان في الزمان . ثم كان الدوي ليغدو كل شيء متناثرا ضائعا . أي وهن يصيب الانسان عندما يتأكد أنه لن يكون بعد اليوم الا ردة الفعل .

انسكب الشاي المتألق على بساط الأيام الجميلة الفرحة، مصابيح النور ضاقت بتلك الاضاءات المتألقة .

” أبواب السماء مفتوحة على اتساعها وأنا أركب خارجا منها ” .

أكتب بقلم الذاكرة على أوراق القلوب . قلب ميرا ،  فيروز ، فتنه ، فدوى ، مها، وفاء ، منى ، وائل ، صابر ، الأفكار والمشاعر سوف تتلون بكل سطر وستكون لكلماتي أجراسا تقرع ….. فالمعذرة اذا ما تعالت للحد المسموح به ، فصديقتي لا تحب المغالاة …..

نعلم جميعا يا صديقتي أن الحياة ليست مكانا يسهل العيش فيه . أعلم شوقك لنابلس، لوالدتك المريضة التي لا تقوى على قطع الجسور. أعلم خيبات أملنا المشتركة بواقع أردناه أجمل لوطن لا تنتهي جروحه . ولكن لم نكن نعلم يوما بأنك ستسمحين للمرضأن يتغلل خلاياك الجميلة . الغروب الذي تعشقين . الذي تعلمناه جميعا منك مراقبة بداياته نهاياته …. أكان انذارا لنا بأنك الغاربة أولا ؟؟

 ( فيزياء )

نستطيع أن نصنع ضوءا أحمر من ضوء  أزرق . فالضوء الأزرق الأسرع ذبذبة يضع برنامجا للضوء الأحمر وليس العكس .

هي النور الأزرق الذي استطاع أن يضع لصداقتنا برنامجا .

هي النور الأزرق الذي استقطب صديقات أخريات . لم نعد ثلاثة . لم نعد مثلثا متساوي الأضلاع ، بل أصبحنا دوائر تدور وتدور حول سلام هي في المركز. ثم بدأت المحاولات . محاولاتنا جميعا بأن نجعل مرضها ليس عدوا يهاجم خلايانا بل هو زائر عابر ضل الطريق .

ولكن المشهد لم يعد مشهد حضور بل مشهد زوال … ابتدأ الموت بالاقتراب . ذاك الموت لم تتحدث عنه يوما ، بل كانت الأكثر اشراقا واستمتاعا بحس اللحظة الراهنة .

في الربيع الأول تمازجت مع شقائق النعمان . بشعرها القصير الذي عاود ربيعه مجددا بوجه مشرق تمازجت مع شقائق النعمان التي تتراءى حبالا حمراء ممتدة من السماء والأرض .

كلما ازدادت الفحوصات والتحاليل التي تنبئ بتجوال المرض كلما ازدادت ايمانا وجمالا . تخرج من المستشفى للبحث عن  Black Iris (1) .

طيور الايمان في سماء ملبدة تظللها . الايمان شيء والثبات على الايمان شيء آخر . هذا الثبات على الايمان هو رسالتها الحقيقية في هذهالدنيا . كان الدعاء محبب اليها …

بسم الله الرحمن الرحيم

” اللهم اني أسألك ايمانا دائما ، وقلبا خاشعا ، وعلما نافعا ، ويقينا صادقا ودينا قيما”

سلام أعطت نفسها بالكامل للحياة …

بعد أيام قليلة من ضحكات تعالت في أروقة المستشفى …. بفعل ما تكلمت من تعليقات ونكات على ذاتها . ثم على كل واحدة منا .ضحكنا وبكينا في الوقت ذاته. فرحلة البدن قد قاربت على الانتهاء الى أن تحررت بسكينة وهدوء من منطق البدن .

اذهبي ياصديقتي لعالمك الجميل ، اذهبي ياصديقتي لائقة عليك  الحياة …لائق عليك الموت .لائقة عليك المهابة في رحلتك. اني أسمعك. اني أسمعك تماما وها أنا أكتب كما طلبت مني في المستشفى : أكتبي يا نجوى أكتبي عن ألمي …. أكتبي عن ذاك الشعب الفلسطيني الأسير في أرضه . فالحصار في الضفة الغربية منع أهل سلام من تحيتها ووداعها .    أكتبي عن شوقي لنابلس ، القدس ، حيفا ، عكا ، رام الله، يافا ، مرج ابن عامر ، الخليل ، نور شمس . أمسكي غربال عمري وأحسني تحريكه ليطفو الفرح عاليا ، وتسقط الأحزان بعيدا  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   black Iris   : زهور برية فيها البياض مع السواد تتميز بها سفوح  الأردن . وهي من الزهور البرية النادرة .

 

أكتبي بأن الحياة تستحق أن تعاش . ” لا يهمك مرضي فهو نصيبي “ . اكتبي عن الذين يسلكون أسهل الطرق ويستسلمون قبل أن يبدأ القتال . أنا قاتلت وحاولت تماما مثل الشجرة لا تبحث عن ثمارها بل تنتجها . قولي لمن عرفني ولمن لم يعرفني هذه ثمار سلام ، فهنيئا لكم الاستمتاع بها .

ما من خطيئة للإنسان الا الضعف ، فكونوا أقوياء . وأن الايمان عندما يتلاشى يأخذ معه السعادة وأنا لم أفقد ايماني يوما فهذه سعادتي معي في صحتي ومرضي .

قولي للصديقات : أمسكن الغروب كل يوم ثم أرسلن لي تحيته …….. كانت سلام عند كل غروب تشاهده من عمان …. البحر الميت المطل  عجلون   سد الملك طلال تهديه السلام للأهل والوطن .

أقام نهاره يلقي ويلقي          فما زال قرص الشمس زالا

                                                                    أحمد شوقي

خيط واحد بين الانبهار والانكسار ، هي ببساطة زهرة جاردينيا …. زهرة جاردينيا امتلكت ارادتها الذاتية للاحتفال بالحياة .

صديق موسمي أتى فرحا بزهرة الجاردينيا . أما أنا ففرحت مرتين، مرة لقدومه ، ومرة أخرى للزهرة التي تعرف تماما أين المستقر والمأوى .أمسك بالزهرة بيدي ثم ينتابني الخوف  عليها فأضعها جانبا . أشتاق لرائحتها ثم لا أفعل مثلما لا يفعل الطفل الذي يخشى على حلواه من الانتهاء . تأتي فناجين القهوة فأشعر بها كأنها تحتل المكان يتساءل يتساءل داخلي : أين أضع زهرتي ؟ الحديث يجري ويجري ،لكن داخلي مشغول بصور ذهنية متوالية متتابعة .

سأتصل ، لا بل من الأفضل أن أذهب فورا … ثم أركب صورا أخرى …سأدخل عليها ثم أخفيالزهرة وراء ظهري .

ما معي ؟ ما معي احزري ؟

أهي رائحة ……………ياسمين  قرنفل زنبق      جا

سأسهل عليك الأمر … بيضاء  ، بيضاء كأغنية صباح فخري (1)……….”.بيضاء بيضاء  من غير سوء “…..

(1)    صباح فخري : فنان سوري من أجمل أغانيه ” زهرة الحب اسقنيها ” .

ولكن الحقيقة التي أحاول تجاهلها ،اخفاءها عن نفسي ، هي أنني أدعو الله تعالى بأن تكون آلامها قد خفت ولو قليلا …

ما من جواب ؟

ما من جواب يا زهرتي ؟

يقابلني صابر الصديق ( بواب العمارة ) .

لعل أختك نائمة ..
نعم يا صابر انها اما نائمة أو متألمة …

امتلكت الزهرة دارا …. ( كأس ماء صغير وضعنا فيه الزهرة من عند صابر ) …..

زهرة الجاردينيا  تنام مع سلام في سلام .

نعود للمكان ، نعود للزمان ، عندما نغدو كالنهر الذي فقد الضفاف . نعود باحثين سائلين المكان والزمان بعضا من ضفاف . تلم شملنا في محاولة لترتيب هذه الفوضى التي تعم الروح . هكذا عدنا نحن الصديقات عدنا للمكان  بعدما خلا المكان تمتد الأيدي لملامسة الملابس ، لعل بعضنا من دفء ما يزال كامنا في الثنايا . فناجين قهوتنا  تقول كلاما : من يقوى على الاستماع اليه ؟ . تمر قصائد الأطلال في البال . عندئذ نعرف تماما أنها الأطلال التي لا تكف عن الحديث . وليس كاتب السطور . ندور حول هذا السرير بشراشفه البيضاء ، المطرزة بالألوان . الغروب المدهش في سد الملك طلال ، نمعن في النظر اليه كأننا نراه لأول مرة … ثم ندور وندور الى أن تتجلى شهقة حياة  . شهقة حياة تتجول . انها زهرة الجاردينيا ما تزال في المكان …. بعد ما خلا المكان … أمسكت بها ، مثلما احتضنت أمومتي أول مرة … فجر من الأحاسيس والعواطف له صفة البدء  .

من يستطيع أن ينسى الحب الأول ؟؟ الشوق الأول .

أحتضن . أتلاشى . أغوص مع ذاك الذي هو بالداخل ، ويتراءى لنا أيضا أنه بالخارج … همست لزهرة الجاردينيا  مثلما همست لابني البكر  لحظة ميلاده …

انني أحبك …أنني أحبك ، أحب ا لحياة ….

أشعر  بالخشوع بالمهابة لذلك النور الذي يتلألأ على تلك الزهرة ….. أشعر بالخشوع بالمهابة على ذاك النور المتلألئ على تقاسيم وجه سلام..

” شعرت بتغير مفاجئ ،  فشعرت بارتياح  .

يغمرني ويملأني …. وبدا هذا في بعضه .

كأن أوتار النفس المشدودة قد أرخيت .

فهبطت الأنغام من السلم درجة أو درجتين ” .

EdwinArlingtonRobinson

اليوم وكل يوم زهرة الجاردينيا … توسط طاولتي …. أو بالأحرى تتوسط أمامي …أسمع من خلالها صوت أغنية أحببناها معا ” حلوة الدنيا سوا “ …….

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات