الموسوعة الإفريقية … حلم الأفارقة

11:57 صباحًا الإثنين 12 مايو 2014
د.خالد عزب

د.خالد عزب

مدير المشروعات الخاصة، مكتبة الإسكندرية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

لسنوات طويلة ظل الأفارقة مستهلكين لما ينتجه الآخر عنهم، بما يحمله من معارف مضادة للحقائق الموضوعية عنهم، إلى أن عقد مؤخراً فى طرابلس الغرب اجتماعاً أولياً لمناقشة مشروع الموسوعة الإفريقية، شارك فيه باحثون من مصر وليبيا وتونس والمغرب والنيجر ومالى والسودان، هدف إلى طرح التصور الأولى للموسوعة، ثم وضع الخطط التنفيذية، والواقع أن أول من اهتم بدراسة إفريقيا من الأفارقة هو الخديو اسماعيل الذى أقام الجمعية الجغرافية المصرية لتدرس إفريقيا، وتمتلك مجموعة نادرة من التحف شكلت أول متحف للفن الإفريقى فى العالم، ثم أنشأت مصر معهدا للبحوث الإفريقية وكذلك المملكة المغربية والسودان وأخيراً ليبيا.

موسوعة إفريقيا الجديدة رؤى أن تكون شاملة الموضوعات من الجغرافيا إلى الاقتصاد إلى التاريخ إلى الآثار وغيرها، وأن تحتوى معلومات وافية عن 52 دولة إفريقية بثلاث لغات هى العربية والإنكليزية والفرنسية، واتفق على أن يكتب عن كل بلد أبناء البلد من الخبراء، حتى يكتب الأفارقة موسوعتهم بأقلامهم، من المتوقع أن يبلغ عدد صفحات الموسوعة سبعة آلاف صفحة، يتقدمها مجلد شامل عن جغرافيا القارة ومناخها واقتصادها وسكانها وأعراقهم والمشترك الإنسانى بينهم.

إن من المفيد الآن انتاج هذه الموسوعة فلسنوات ظن الأوربيون أن تاريخ هذه القارة السمراء يبدأ بالكشوف الجغرافية للقارة، لكن الصدمة الكبرى كانت فى العثور على أقدم إنسان على وجه الأرض فى إثيوبيا، وعلى حضارات لما قبل التاريخ فى نيجيريا وعلى ارتباط وثيق بين القارة السمراء وحضارة الفراعنة، كان آخر اكتشاف باحثة نيجيرية علاقة وطيدة بين اللغة المصرية القديمة واللهجات المحلية فى النيجر.
إن تذوق العالم للموسيقى الإفريقية يكشف عن ابداع غير منظور للأفارقة فى هذا الفن بتيمات خاصة تعكس الروح الإفريقية أزياء انتشرت فى العديد من الدول.

لم تعد إفريقيا هى القارة السمراء التقليدية، بل صارت دولاً تنعم بالديمقراطية وبالنمو الاقتصادى المطرد لدول كانت تعد لسنوات مناطق حروب أهلية كروندا التى تشهد انطلاقة غير مسبوقة، وتقود جنوب إفريقيا القارة نحو حلم التفوق الإفريقي، هذه التحولات وغيرها أدت إلى إعادة اكتشاف الآفارقة لذواتهم مرة أخرى، فالآن الجامعات الإفريقية تعيد اكتشاف تراث إفريقيا ومخطوطاتها التى كتبت بالحرف العربى والتى تحتوى تاريخاً ظل مجهولا للقارة لقرون.

الحقيقة أن إفريقيا تجاوزت الحقبة الاستعمارية والديكتاتورية السياسية وسنوات نهب ثرواتها، وصار مفهوم الدولة الراشدة حاكما الآن فى العديد من الدول الإفريقية.

لذا فأن مشروع انتاج موسوعة إفريقية بأقلام إفريقية هو حلم يتجاوز الآن الحلم إلى أرض الواقع، لكى يقرأ الأفارقة عن إفريقيا بحقائق إفريقية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات