بركات عبدي في مشهد من فيلم القبطان فيليبس

البداية من مقديشو :

عندما غادر بركات عبدي وطنه الأم الصومال إلى اليمن هربًا من الصراعات الدائرة وأعمال العنف الواسعة هناك , كان لايزال طفلا صغيرًا, وبعد سنوات هاجرت الأسرة إلى الولايات المتحدةالأمريكية في ولاية (مينسوتا) حيث تعيش هناك جالية صومالية كبيرة يصل تعدادها إلى 14ألف مهاجرفي عام 1999وكان بركات وقتئذ في الرابعة عشرة من العمر.

“إنها طبيعة الإنسان , فالناس لايحبون ماهو مختلف , فحين قدم الصوماليون إلى الولايات المتحدة اعتبرهم أفراد الجالية الإفريقية الأمريكية مصدر تهديدٍ لهم , ولكني كباقي الأطفال الصوماليين لم أكن أشارك في هذه الإشتباكات”, عبدي يحكي عن بداية الهجرة الصومالية لأمريكا والمعاناة التي لاقتها الجالية هناك.

عبدي، أقصى اليسار، مع توم هانكس وفريق العمل

عبدي يلتقي توم هانكس وجها لوجه:

دخل بركات عبدي عالم السينما قبل ثلاث سنوات عندما شارك في عملية (كاستينج) لاختيار ممثلين سمع بها عبر إعلان تلفزيوني محلي , صدفة بدلت حياته من سائق ليموزين في مدينة (مينيا بوليس) إلى مرشح لنيل جائزة الأوسكار.

كانت الأكاديمية الأمريكية للفنون قد أعلنت في السادس عشر من شهر يناير/كانون ثاني الماضي عن ترشيح بركات عبدي لجائزة أفضل ممثل دور ثان عن أدائه في فيلم (كابتن فيليبس) للمخرج الكبير (بول جرينجراس) , ومن بطولة النجم (توم هانكس).

قال عبدي مُعلقًا على هذه المفاجأة:” إنه أمر مثير للغاية, إنه حقًا شرف لي, إنني سعيد بهذا الترشيح ويصعب علي تصديقه بعد”.

وعلى الرغم من عدم ترشيح هانكس لجائزة الأوسكار في نفس الفيلم إلا أن التمثيل أمام نجم كبير مثله كان أحد أحلام بركات والذي يُعقّب حول فرصته العظيمة تلك قائلا:”لطالما اُعجبت في طفولتي بدوره في فيلم (فورست جامب), وقد جمعنا المشهد الذي أقوم فيه باحتجاز الكابتن فيليبس الذي يجسّد شخصيته توم هانكس , هذا الفيلم مُستلهم من قصةٍ واقعيةٍ “.

الممثل الصومالي بركات عبدي ، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (البافتا)

عبدي والأوسكار :

جاء ترشيح عبدي والذي يقوم بدور (موسى) زعيم مجموعة من القراصنة  يختطفون باخرة أمريكية ,ذلك ضمن مجموعة من الترشيحات لجائزة أوسكار أفضل دور ثاني :(برادلي كوبر) عن فيلم (أمريكان هاستل), الممثل (مايكل فاسبندر) عن دوره في فيلم (يرز أسليف 12), (جون هيل) عن دوره في فيلم (ذي وورلد اوف وول ستريت), (جاريد ليتو) عن دوره في فيلم (بولز بايرز كلوب) وهو الممثل الذي حصد جائزة الأوسكار في حفل توزيع الجوائز في شهر مارس/آذار الماضي.

الممثل الصومالي بركات عبدي كان قد ترشح لجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (البافتا) كأفضل ممثل مساعد وحصل عليها ,ويأمل عبدي في مواصلة العمل في عالمالسينما ومجال صناعة الأفلام .

لقد خطت السينما الصومالية في القارة الإفريقية خطوات كبيرة لاسيما في نيروبي العاصمة الكينية حيث تعيش نسبة كبيرة من اللاجئين الصوماليين في منطقة (إيستلاي) ليقدموا سينما (إيستليوود) على غرار سينما (نوليوود) بنيجيريا , وهاهو النجم الصومالي بركات عبدي كمواطن صومالي الأصل في المهجر يخطو نحو العالمية في إشارة أكيدة إلى أن الشعوب الإفريقية التي طالما عانت من قهر المستعمرين تارة ومن حروب قبلية وأهلية تارة أخرى حينما تنعم بالأمان والسلام فإنها تمثل طاقة هائلة من الفكر والفن والإبداع.

Tweet