مشروع أفغنة مصر.. هل يؤثر على التجارة العالمية؟

03:44 مساءً الخميس 29 نوفمبر 2012
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ما يسمّى بالرّبيع العربي و هي بالمناسبة تسمية أصبحت تثير سخريّة قطاع ليس بالصّغير في دول الرّبيع نفسه حيث صعدت قوى الإسلام السّياسي خاصّة جماعة الإخوان المسلمين التّي اعتلت سدّة الحكم بمساعدة الولايات المتّحدة الأمريكيّة و ربّما الدّولة العبريّة وهو أمر لا ينكره اليوم سوى جماعة الإخوان المسلمين نفسها لأسباب استراتيجيّة بالنّسبة لها حيث أنّ ذلك يفقدها مصداقيّتها تماما أمّام قطاع كبير من مؤيّديها المضلّلين بشعارات دولة الخلافة و تحرير الأراضي المحتلّة و مناهضة قوى الإمبرياليّة خاصّة الولايات المتّحدة .., فيما لم تخطو تلك الجماعة في سبيل ما تدّعي أيّة خطوات عمليّة بل على العكس تمتّعت لردح كبير من الزّمان بحماية هذا الغرب الذّي تكفرّه علنا بينما ارتبطت معه سرّا بعلاقات اقتصاديّة واسعة و عاش عدد كبير من قياداتها في كنفه من أمثال ” سعيد رمضان ” و الملياردير ” يوسف ندا ” أحد ركائز الجماعة الأساسيّة في التّمويل لفترة طويلة ..
و كان من الحسنات التّي صاحبت الحراك الذّي سمّي بالرّبيع العربي .. معرفة الحجم الحقيقي لجماعات الإسلام السّياسي التّي ادّعت أنّ لها الشعبيّة الجارفة في الشّارع بيد أنّ مجريات الأمور لم تؤكّد ذلك حيث لم تستطع هذه الجماعات تحقيق أغلبيّة مريحة .. كما حدث في تونس فاحتاجت حركة النّهضة الإسلاميّة للإئتلاف مع أحزاب ذات مرجعيّات علمانيّة و يساريّة , فيما احتاج الرّئيس المصري الحالي و المهدّد بفقدان شرعيّته بسبب إعلانه الدّستوري الأخير الذّي أثار أزمة سياسيّة حرجة في الدّاخل و الخارج إلى ما يشبه استجداء أصوات أنصار خصومه لكي يستطيع التّفوّق على غريمه المحسوب على النّظام السّابق ليفوز في الإنتخابات بفارق 1,7% مطعون عليها بالتّزوير لدى السّلطات القضائيّة التّي تدخل في استقلاليّتها بوضوح بعد تولّيه مقاليد السّلطة بحجّة التّطهير رغم أنّها ذات السّلطة القضائيّة التّي أعلنت فوزه و أقسم اليمين الدستوريّة أمامها .., و هو ما يؤكّد مزاعم تدخل الإدارة الأمريكيّة لمساندته و هو ما ورد على ألسنة شخصيّات هامّة فيها .
هل تلعب الولايات المتّحدة بالنّار .
لا ريب أنّ الولايات المتّحدة تضع في أولويّة مصالحها في المنطقة البترول و التّواجد العسكري و أمن الدّولة العبريّة خاصّة من النّاحية الجنوبيّة أي من ناحية مصر أكبر و أطول خطوط المواجهة و أكثرها خطورة على أمنها لعقود و التّي انتهت و لأمد غير قصير منذ وقع ” السّادات ” اتّفاقيّة “كامب ديفيد ” مع “مناحم بيجين ” و التّي كفلت سلاما للدّولة العبريّة و استقرارا لمصالح الولايات المتّحدة لأكثر من ثلاثة عقود ..اضطرّت فيها دول مثل “الأردن” لتوقيع اتّفاقيّة مماثلة مع “الدّولة العبريّة ” “إتّفاقيّة وادي عربة ” و لم يعد أمام الشّعب الفلسطيني ممثّلا في “منظّمة التّحريرالفلسطينيّة ” الممثّل الشرعي والوحيد له إلا قبول “الحكم الذّاتي” في انتظار الحلّ النّهائي بعد أن فوجئ الجميع باتّفاق “أوسلو” الذّي وقّعه ” أبو مازن ” الرّئيس الحالي للسّلطة الفلسطينيّة و الذّي أعقبه توقيع الرّئيس الرّاحل ” ياسر عرفات ـ أبو عمّار ” على إتّفاقيّة ” كامب ديفيد الثّانية ” .., و بينهما سعت بقيّة الدّول العربيّة و في مقدّمتها بقيّة ما يعرف ” بدول الطّوق” “سوريّة و لبنان” للوصول إلى حلول في ” مؤتمر مدريد” فيما كانت قناة أخرى للتفاوض أو سمها ما شئت تعمل بالتوازى للوصول إلى إتفاق أوسلو الذى كان ركيزة لما إتفق عليه بعد ذلك ؛ لكنّ الفشل كان حليف المفاوضات من جرّاء تعنّت “الدّولة العبريّة ” التّي ازداد إحساسها بالأمان منذ خرجت ” مصر” من معادلة الحرب بتوقيع اتّفاقيّة السّلام معها .., و العرب يعلمون كما يعلم الكيان الصّهيوني أنّه لا حرب بدون ” مصر ” مثلما لا سلام بدون “سوريّة” ..و هذا حديث آخر ..
تلك المقدّمات كانت حتميّة لكي يتأكّد القارئ أنّ العالم الذّي أصبح أحادي القطبيّة منذ انفراد “الولايات المتّحدة الأمريكيّة ” بالتّاثير في شؤونه بعد انهيار الإتّحاد السّوفييتي و حلف وارسو ..لا يمكنه التحرّك بحريّة بعيدا عن نفوذ ” الولايات المتّحدة الأمريكيّة ” التّي تفرض رؤاها و إرادتها في كلّ كبيرة و صغيرة تحدث فيه ..
و إذا افترضنا جدلا أنّ انتفاضات ما سمّي ” بالرّبيع العربي” الذّي لا يصحّ أن نطلق عليها ثورات على الأقلّ من النّاحية العلميّة قد فاجئ “الولايات المتّحدة الأمريكيّة ” و هو ما نستبعده لشواهد كثيرة لا يتّسع المجال لذكرها , إلاّ أنّنا يجب أن نتذكّر جيّدا مصطلح ” الفوضى الخلاّقة ” الذّي ورد على لسان السّاسة الأمريكيّين و أوّلهم ” كونديليزا رايس”.. و تنظيرات ” صمويل هنتنجتون” حول “صدام الحضارات” ..و “فوكوياما” حول “نهاية العالم” , ومن ثمّ فلا بدّ على الأقلّ من التّسليم أنّ “الإدارة الأمريكيّة ” بما لها من إمكانات هائلة كانت تستطيع الرّكوب على هذه الإنتفاضات و توجيهها بما يتّفق مع مصالحها و لا يؤثّر عليها سلبا في المستقبلين القريب أو البعيد ..؛ و كيف لا و هي تمتلك أقوى جهاز لإدارة الأزمات بل و صنعها أيضا !! وهذا ما حدث بالفعل حيث أصبحت كلّ الأطراف تيمّم وجهها شطر ” البيت الأبيض” منتظرة ردود فعله كي تعرف أين تضع أقدامها و كان يكفي على سبيل المثال أن يصرّح أحد موظّفي الإدارة الأمريكيّة كبر أم صغر أنّ ” بن علي ” و “مبارك ” عليه أن يرحل لكي يتخلّى عنه أقرب خلصائه بما في ذلك المؤسّستين الأمنيّة و العسكريّة التّي تدين لهما بالولاء ..
خطأ في التّقدير أم لعب بالنّار :
أبدا لم يكن اعتلاء الإخوان المسلمون في تونس و مصر لسدّة الحكم بعيدا عن موافقة ” الإدارة الأمريكيّة ” و دعمها أيضا و لكن بشروط و ضمانات أهمّها الإلتزام بقواعد اللّعبة الإقليميّة و الدوليّة التّي تضع قواعدها تلك الإدارة .. , لكنّ يبدو ” حزب الحريّة و العدالة .. الذراع السياسي للإخوان المسلمين” فى مصر .. قد اعتمدت مبدأ ” التّقيّة ” الذّي كان أهمّ اقتباساتها من “المذهب الشّيعي ” رغم انتمائها للمذهب السنّي و من ثمّ فقد تغوّلت بسرعة بالغة على الشّارع السّياسي و بدأت في “أخونة” مفاصل الدّولة و السّيطرة عليها بشكل شرس و غير مسبوق إلى حدّ التّلويح باستخدام العنف من خلال أنصارها و ميليشياتها المسلّحة التّي لعبت دورا هامّا خلال انهيار نظام مبارك في تهريب قيادات “الإخوان المسلمين ” من السّجون المصريّة بمساعدة فرع الجماعة في ” فلسطين ” ممثّلا في حركة “حماس” , و لا شكّ أنّ لهذه التّنظيمات المسلّحة نفوذا لدى الرّئيس المصري المنتخب ” محمّد مرسي ” الذّي كان أحد السّجناء الذّي قامت بتهريبهم من السّجن وضعه فيه نظام مبارك بتهمة التّخابر مع الإستخبارات الأمريكيّة , مضافا إلى هؤلاء الجماعات السّلفيّة الجهاديّة التّي أخرجها مرسي من السّجون لتتمتّع بالعفو العام .. أو التّي سمح لها بالعودة من كهوف أفغانستان و المنافي لتتمتّع بذات العفو .., و هي جماعات لا تؤمن بالحوار الدّيمقراطي فضلا عن رفضهم أساسا للديموقراطية التّي وصلت بهم إلى سدّة الحكم !! .. ؛ وقد تصاعد ذلك النّفوذ يوما بعد يوم إلى حدّ الإعتداء على مؤسّسات الدّولة الأمنيّة كما حدث في سيناء الشّماليّة و بشكل مستمرّ وسط صمت مريب لهذه المؤسّسات ؟!!
و فجأة يضيق هذا التيّار بالنّقد الإعلامي و استقلال القضاء فيبدأ في تصعيد مستمرّ أسفر عن انسحاب كلّ الكيانات المدنيّة و غيرها و التّي تمثّل كافّة أطياف مكوّنات الدّولة المصريّة من “الجمعيّة التّأسيسيّة” المنوط بها وضع الدّستور حتّى لم يتبقّى بها الاّ خمسة و عشرون فردا معضمهم من ممثّلي التيّار الدّيني المتطرّف و الأقرب للعنف .. و مع ذلك يرفض الرّئيس حلّ الجمعيّة التّأسيسيّة و محاولة تمرير دستور معيب لا يرضي إلاّ تيّارا بعينه .., لكنّ المشهد العبثي يصل إلى ذروته عندما يصدر الرّئيس ” مرسي ” إعلانا دستوريّا كارثي ينفرد فيه بكلّ السّلطات و لا يجيز بأيّ حال من الأحوال الطّعن عليه أو معارضته ضاربا عرض الحائط باستقلال السّلطتين التّشريعيّة و القضائيّة ليصبح هو القاضي و الجلاّد في آن واحد ..
بل و يتجاوز العبث حدوده ليصل بالدّولة المصريّة العتيدة إلى “ما بعد العبث ” فينقلب الرّئيس على ” المحكمة الدّستوريّة العليا” التّي أقسم أمامها اليمين الرّئاسيّة ؛ و يصرّح نائبه المستشار ” أحمد مكّي ” و هو بالمناسبة كان قاضيا أنّ الرّئيس سيصوم ” كفّارة ” حنثه باليمين الدّستوريّة و هو أمر لا أظنّه مسبوقا في التّاريخ ؛ و لم لا و قد عزل النّائب العام من منصبه و عيّن آخر بدلا منه بالمخالفة للدّستور الذّي أقسم على احترامه ..بعد أن أعطى لنفسه هذا الحقّ بالإعلان الدّستوري الجديد الذّي أعلنه مؤخّرا و أثار غضبا عارما على كافّة الصّعد في مصر إلى حدّ الوصول بها إلى حافّة حرب أهليّة حقيقيّة بعد ممارسات أمنيّة بالغة العنف اشتركت فيه ” ميليشيات الإخوان المسلمين ” و عناصر سلفيّة إضافة إلى ما تردّد عن اشتراك عناصر من حركة “حماس الفلسطينيّة” ألقى الثّوار القبض على بعضهم كما قيل ؛ و هي مسألة بالغة الخطورة خاصّة و أنّ المصريين يعتبرون التّدخّل من أيّ طرف خارجي في شؤونهم الدّاخليّة خطّ أحمر يستحيل تجاوزه حتّى لو كان هؤلاء المتدخّلون من أشقّائهم في فلسطين التّي طالما ساندوها على كافّة الصّعد ..؛ ووصل الأمر بشيوخ القبائل في سيناء إلى حدّ التّهديد بقتل أيّ عنصر غير مصري يطأ أرضهم أيّا كان ..
الوضع في مصر غامض و يتفاقم يوما بعد الآخر و جماعات الإسلام السّياسي بقيادة الإخوان المسلمين تتعامل بمنتهى الصّلف و الغرور مع كلّ مكوّنات الدّولة المصريّة إلى حدّ التّهديد بالتّصفية الجسديّة و قد قاموا بتنفيذه بالفعل بما في ذلك استخدام الأسلحة النّاريّة ؛ مع عنف أمنى غير مسبوق استخدم فيه قنابل الغاز من نوع “سي آر” التى قيل أيضا أنها غاز الخردل المخفّف و هو ما يرقى إلى مستوى إرتكاب جريمة حرب ضد المدنيين؛ وما تردد عن تمرّد أمني .. و منشورات تفيد حدوث تململ في المؤسّسة العسكريّة ..؛ إلاّ أنّ الموقف الأمني غامض و ردود الأفعال الدّوليّة غير كافية و تفتقد إلى الحزم و الحسم بما في ذلك موقف “الإدارة الأمريكيّة” .
حقيقة الموقف :إلى أين ؟
هناك مزاعم مصريّة و دوليّة منذ عقود ترى أنّ الولايات المتّحدة تسعى إلى تقسيم مصر لصالح ما يسمّى بمشروع ” إسرائيل الكبرى” و هو احتمال بعيد في ظلّ تماسك لحمة المصريين و سداهم .. مسلمين و مسيحيين أثبتوا وطنيّتهم رغم كلّ دعاوى التّمييز و التّطرّف التّي تحملها جماعات الإسلام السّياسي لكنّه أيضا احتمال قائم ولو بنسب ضئيلة ..
إذن هل تلعب “الإدارة الأمريكيّة ” لعبتها المفضّلة أحيانا منذ عهد وزير خارجيّتها “جون فوستر دالاس” و التّي تسمّى “بسياسة حافة الهاوية” و التّي تجلّت واضحة في أزمة ” الصّواريخ الكوبيّة” في “خليج الخنازير” ؟؛ و هل ما يحدث هو لفت انتباه عن ضربة ساحقة و مفاجئة للمشروع النّووي “الإيراني” ؟.. خاصّة وأنّ التّصعيد في مصر و القلاقل فيما يعرف بدول “الرّبيع العربي” يصاحبه تحضير لضربة لتنظيم القاعدة في “مالي”..؟
ما يحدث خطير و مخيف و قد يخرج عن سيطرة الولايات المتّحدة نتيجة سوء التّقدير أو لأسباب أخرى ..؛ فهل تضرب الولايات المتّحدة الأمريكيّة تنظيم القاعدة في “مالي” بغية الحصول على قواعد في شمال إفريقيا التّي لا توجد لها فيها قواعد معلنة حتّى الآن..لتجد تنظيم القاعدة في سيناء معلنا إمارته ؟..؛بما يترتّب على ذلك من تهديد لكيان الدّولة العبريّة ؟ و للتّجارة العالميّة في “قناة السّويس” خاصّة القادمة من جنوب شرق آسيا ؟
قد يقول قائل أنّ القاعدة لم ترفع سلاحها يوما في وجه الدّولة العبريّة وأنّ ” الإخوان المسلمين” هم المسيطرون على الدّولة في مصر حتّى الآن ..؛ هذه المقولة تحمل قدرا كبيرا من الصحّة لكنّ تيّار الإسلام السّياسي الذّي ادّعى دائما أنّ هدفه هو تحرير المسجد الأقصى و الأندلس أيضا؟! سيجد نفسه في حرج بالغ يهدّده بفقدان أنصاره و أتباعه نهائيّا إذا لم يتحرّك نحو الهدف النّهائي الذّي طالما أعلنه مرارا و تكرارا ؛ و تنظيم “الإخوان المسلمين المتطرّف” سيجد نفسه مضطرّا لإفساح المجال طوعا أو كرها لمن هم أكثر تطرّفا..؛ و لنتذكّر معا من الذّي حلّ محلّ “عبد الرّسول سيّاف ” و “قلب الدّين حكمتيار” و “أحمد شاه مسعود” في أفغانستان .. ألم يكونوا هم الورثة الطّلبانيّون الذّين قلبوا الموازين في فترة وجيزة بدعم باكستاني ليس بعيدا عن النّفوذ الأمريكي الذّي حرّك جزءا من آلته الإعلاميّة لتحوّل “أسد بانجشيرـ المجاهد ـ أحمد شاه مسعود ” “على حد وصف تلك الآلة الإعلامية ذات يوم” .. إلى خائن شيعي كافر كما يرى الطّالبانيّون ..؟؛ ألم يقتل الشّيخ “عبد الله عزّام” ليحلّ محلّه زعماء جدد لتنظيم القاعدة” بزعاماته السّابقة و الحاليّة من أنصار أمير المؤمنين الملاّ “محمّد عمر” زعيم طالبان كما يلقّبه أنصاره القاعديّون .
أعتقد أنّ “الإدارة الأمريكيّة” تواصل سياسة بها قدر كبير من المجازفة الحمقاء قد يدفع العالم كلّه ثمنها في حرب كونيّة ثالثة لا تبقي و لا تذر ؛ دون مراعاة لمصالح حلفائها الغربيين و الأسيويّين خاصّة وأنّ الطّرف الأخير غير بعيد عن مخطّطات إقليميّة تنتظر فيها “كوريا الشّماليّة” فرصة سانحة قد توفّرها حالة الفوضى التّي تعمّ مناطق حسّاسة من العالم .. لتنقذها من العزلة و الفقر..؛ إلاّ أنّ الخطر الدّاهم و القريب هو شريان التّجارة العالمي ممثّلا في “قناة السّويس” المهدّد بإمارة إسلاميّة تتحكّم فيها .. و الأمر نفسه ينسحب على خليج العقبة ؛ و “اليمن” بالقرب من “مضيق باب المندب”..
ماذا ستفعل الولايات المتّحدة المريكيّة إذا اتّسع الخرق على الرّاتق ؟.. هل ستستدعي جيوش أوروبا المتعثّرة إقتصاديّا ؟ هل وضعت ضمن حساباتها مصالح حلفائها الأسيويين الإقتصاديّة التّي يمكن أن تواجه كارثة ” آسيان” جديدة ؟..
إنّها حافّة هاوية الجحيم التّي يمكن أن يكون العرب وقودها قبل أن يسقط فيها الجميع بما في ذلك “الولايات المتّحدة” التّي ستجني لقب أعظم إمبراطوريّة عرفتها الإنسانيّة .. أو أحمق امبراطوريّة قضت على الإنسانيّة ..؛فعلى حدّ ما نعرف من الأسطورة “قارّة أتلانتس” لم تقضي إلاّ على نفسها لتخلف ورائها محيطا شاسعا يعجّ بالحيتان المرعبة أكثرهم رعونة ” الولايات المتّحدة الأمريكيّة” التّي توظّف في خدمة مخطّطاتها أسماك قرش متوحّشة ليس أخطرها “جماعة الإخوان المسلمين” التّي ستلتهمها أسماك “البيرانا” الصّغيرة جزاء سباحتها في محيط غرورها و تكبّرها اللانهائي ..

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات