نيكروفيليا: رؤية جديدة لعالم روايات الرعب

03:31 صباحًا الجمعة 30 نوفمبر 2012
رضوى أشرف

رضوى أشرف

كاتبة ومترجمة من مصر، مدير تحرير (آسيا إن) العربية.

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
غلاف الرواية

غلاف الرواية

عالم الرعب و ما وراء الطبيعة مهدور حقه في الأدب العربي, و خاصة إذا كان الكاتب أنثى. و لكن “نيكروفيليا” لـ شيرين هنائي إقتحمت هذا العالم المهيب. نيكروفيليا هي رواية شيرين الأولى التي أصدرتها عام 2011, وحققت الرواية نجاحاً ساحقاً و تعدت الثلاث طبعات.

النيكروفيليا هي مرض نفسي و اضطراب جنسي, يتسم بالميل إلى مضاجعة الموتى. المقطع (Nicro) يعني الموتي, بينما (Philia) يعني إشتهاء و شغف. المصاب بهذا المرض لا يخضع لأي شئ سوى تحقيق دافع غريزي و إن كان بطريقة منحرفة, و قد يدفع هذا المرض المريض أحيناً إلى حد القتل. لإيجاد المادة الخام لرغباته متى يشاء.

و لكنه ليس مشهوراً في مجتمعنا العربي و لم تتناوله المصادر الكافية, سواء أكانت أفلام, كتب, أو حتى أغاني كما تناولته الثقافة الغربية. لذلك قد يتخيل البعض بأنه مرض خيالي و لكنه موجود في مراجع الطب النفسي بالفعل.

النيكروفيليا في الكتب بدأت منذ الحضارة الإغريقية و أسطورة البطل الإغريقي أخيل الذي يقتل الملكة بنثيسيليا و يقع في حبها بعد أن يري وجهها, بعد أن قتلها! ليظهر هذا المرض النفسي بعد ذلك في العديد من قصص المانجا اليابانية و الأعمال الروائية و القصصية و حتى ألعاب الفيديو, إن كان بتلميح بسيط عن المرض أو كتقديمه كشخصية رئيسية.

نعود لرواية “نيكروفيليا”, فرغم صغر حجمها إلا أنها تناولت قصة منسية, و هي البطلة, و كيف تأثرت بموت والدتها و زواج والدها من إمرأة كات السبب في ما ستقاسيه من أمراض نفسية فيما بعد. و تتناول كذلك قصة صديقتها فتنة, التي تعد شخصية محورية بمفردها, فها هي شخصية أخرى تعاني من مرض نفسي أخر و هو ممارسة علاقات مع أطفال, و هي لم تتعد الثالثة عشر بعد. و البطل أو الضحية الثالثة, هو الدكتور جاسر الذي يحاول إستخدام مرض منسية في رسالته و لكن ينتهي به الأمر إلى دفع ثمن باهظ.

الرواية تتميز بانها من نوع الرعب النفسي الذي تتخصص فيه شيرين, فهي لا تصدمك بمشاهد مقززة أو مرعبة بقدر ما قد تصدمك بمشهد أو حقيقة تجعلك متوتراً إلى أقصى الحدود. تتناول شيرين في هذه الرواية مدى التأثير النفسي على الطفل الذي يهمله معظم الأباء و الأمهات, مثال على ذلك, كيف كانت خليلة, زوجة أبيها لمنسية, تطعمها طعاماً فاسداً و كانت منسية تتقيأه. أدى هذا فيما بعد إلى أنها أُصيبت بفقدان للشهية و الذي قادها إلى مرض النحول المرضي, فقد صارت تتقيأ أي طعام! و هكذا, من تأثيرات تؤثر على الطفل مدى حياته.

و كانت لي محادثة صغيرة مع الكاتبة شيرين هنائي على موقع الجودريدز أوضحت فيه بعض النقاط التي كانت خفية علي أثناء قرائتي للرواية و أقتطف منها هذا المقطع.

“الرواية كانت قصيرة لانها مناقشة فلسفية عن فكرة الحياة و الموت ليست رواية للحكي..
ثانيا..الابطال في سن تسمح نفسيا بحدوث كل اللي حصل و ده متعمد من ناحية و من ناحية تانية واخدة موافقة طبيب نفسي على امكانية حدوث الاحداث دي. الشعر مكانش هو بنفس الصيغة اللي كتبته بيها منسية و لكن بتصرف. هو موجود لاضفاء روح انسانية انثوية على فعل شائه منحرف زي ده. اما مرض النيكروفيليا فبدا مع منسية من زمان جدا, بدا معها من لحظة ما حست انها ميته من اهمال ابوها ليها و جسمها الضعيف الشبيه بالجثث”.

بالطبع هذا يكشف مدى القدرة الروائية لدى الكاتبة لكي تضع كل هذه التفاصيل الإنسانية النفسية في 130 صفحة فقط, لذلك أنا أرى أن هذه رواية تستحق القراءة بالفعل. فمن النادر أن نرى روائية شابة تتعامل مع الأدب النفسي و الرعب بهذه الحرفية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات