قبل التصويت: بان كي مون يستقبل محمود عباس

الخميس 29 نوفمبر, 2012 هو يوم انتظره الفلسطينيون بفارغ الصبر. فقد تمكنوا من الحصول على لقب دولة, حتى و إن كانت “دولة مراقبة غير عضوة في الأمم المتحدة” فهي لا تزال دولة عضوة. و أصبح من حق فلسطين الأن التصديق على المعاهدات الدولية التي تشمل “اتفاقية روما المعنية بالمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقيات جنيف الرابعة ومعاهدات حقوق الإنسان” و غيرهم.

كانت النتيجة ساحقة, فقد صوتت 138 دولة بنعم, بينما 9 فقط صوتوا بلا, و إمتنعت 41 دولة عن التصويت. و كانت هذه بمثابة هزيمة للولايات المتحدة وإسرائيل, كليهما. رفع بعد ذلك العلم الفلسطيني وراء الوفد الفلسطيني. و لكن للأسف هذا ليس نصراً كاملاً, فالسلام الكامل لن يتأتى إلا بمفاوضات بين فلسطين و إسرائيل. إسرائيل مازالت تتحكم في الضفة الغربية, القدس الشرقية و الدخول إلى غزة. كما إعترضت الولايات المتحدة على نتيجة التصويت التي, على حد تعبيرها, تعيق عملية السلام.

بالنسبة للدول التي صوتت بلا على قرار منح فلسطين عضوية دولة, كانت هذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية, إسرائيل, بالاو, كندا, جزر المارشال, ناورو, التشيك, و ميكرونيزيا. أما بالنسبة للـ41 دولة التي إمتنعت عن التصويت: هم ألبانيا, أستراليا, أندورا, الباهاماس, باربوداس, البوسنة و الهرسك, بلغاريا, الكاميرون, كولومبيا, كرواتيا, الكونغو, استونيا, فيجي, جواتيمالا, هاييتي, هنغاريا, ليتوانيا, لاتفيا, مالاوي, موناكو, منغوليا, جمهورية الجبل الأسود (مونتينغرو), هولندا, غينيا الجديدة, باراغواي, بولندا, كوريا, مولدوفا, رومانيا, رواندا, ساموا, سان مارينو, سنغافورة, سلوفاكيا, سلوفينيا, مقدونيا, توغو, المملكة المتحدة, فانواتو, و من دول الإتحاد الأوروبي إمتنعت ألمانيا عن التصويت.

احتفالات فلسطينية في بيروت

الدول الاوروبية التي اعلنت موافقتها على المشروع الفلسطيني هي روسيا وفرنسا واسبانيا والنرويج والنمسا والدنمارك وسويسرا. و بعد موجة حادة من التصفيق صرح الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, بأن من حق الفلسطينين أن تكون لهم دولتهم الخاصة. كما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن مهمة إقامة دولة فلسطينية قابلة للتحقيق.

بالنسبة للرد الفعل الفلسطيني, فقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن هذه لحظة إصدار شهادة ميلاد لفلسطين “و أن على العالم أن يقول كفى للاحتلال و الاستيطان” و قد إنتشرت مسيرات في فلسطين تأييداً للقرار و إستمرت و إزادات الأعداد بعد إعلان فوز فلسطين بلقب الدولة. احتشد آلاف الفلسطينيين في رام الله والخليل وبيت لحم وطوباس ونابلس وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويرددون هتافات مؤيدة لطلب الحصول على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة، فيما لوحظ مشاركة حماس في مسيرات الضفة، بينما نجحت حركة فتح في تنظيم مظاهرة كبيرة في قطاع غزة من دون معارضة الحكومة المقالة.

و بالطبع كان رد فعل إسرائيل على الطرف الأخر, ففي إحدى التصريحات الإسرائيلية “لن تستطيع الأمم المتحدة أن تكسر وثاق الأربعة آلاف عام بين أهل إسرائيل و أرضها”. كما أعلن السفير الإسرائيلي رون بروزور أن هذا القرار منحاز و من شأنه أن يعود بخطوات السلام إلى الوراء, و لن يغير شيئاً على أرض الواقع. فقبيل التصويت بذلت إسرائيل كافة جهودها من أجل التأثير على الدول الأخرى للتصويت لصالحها لا لصالح القرار. من ضمن المساعي الإسرائيلية هي تعليمات وزير الخارجية ليبرمان “بعث بها الى جميع السفارات الإسرائيلية في العالم، طالب فيها بعدم استلام رسائل أو برقيات أو أية مستندات رسمية موسومة بـ”دولة فلسطين”، ومصدقة بختم الدولة الفلسطينية.واعادة هذه الرسائل من دون فتحها”.

من نتائج هذا القرار, إعادة المفاوضات بين فلسطين و إسرائيل لإعادة دولة فلسطين بحدود عام 1967 و عاصمتها القدس الشرقية. إنه خطوة البداية لمشوار الألف ميل.

فلسطين: الدولة رقم 194 المعترف بها في الأمم المتحدة

Tweet