مساء الخير . أسرعت إلى الهاتف وبدأت بالأرقام الدولية 00963113700 .أسرعي يا أمي . أسرعي بالتقاط الهاتف مساء الخير . مساء الخير . السلام ثم الكلام .
أريد أن أخبرك شيئا يا أمي . ولسوف تفرحين من اجلي كثيرا .
أسرعي . أسرعي بالقول يا ابنتي . أتدرين يا أمي أنني أقف الآن والشمس تغمرني . إن أشعة الشمس تركض في زوايا داري .
الشمس . الشمس قالت أمي . هذا صوتها ولعلي اعلم ما يدور بفكرها . لعلها استعادت كلام جدتي الحبيبة عندما كنت طفله صغيرة ، كانت جدتي دائمة القول . باني امتلك بعضا من الجدبه . وكانت الضحكات ثم التعليقات فاناأيضا الطفلة المتفوقة في دراستها . ولكن جدتي أصرت على الوصف الذي لازمني .
أمي أمي ما بك ؟ لا شيء . ولكن هل انتقلت من دارك . لا يا أمي لم أزل في مكاني . فأنت تعرفين مدى حبي لبيتي الصغير هذا . ولكن بالله عليك يا ابنتي .أما تزالين كعادتك . فقصتك مع الوردة الحمراء ما تزال في مكانها . عندما نستعيدها تعاودنا الضحكات من جديد . وكأنها تروى لأول مرة . عندما لم تستطيعي أن تفرقي ما بين الوردة الطبيعية والوردة الاصطناعية وكان اعتقادكإن تلك الوردة قد امتلكت المقدرة على مقاومة الريح ، المطر ، والثلوج عندما صادفتها في أعلى جبل في رحلتك الأخيرة لتلك البلاد البعيدة البعيدة .
ضحكت وقلت لها . نعم يا أمي إنها الوردة الحمراء . فعندما فاض جمالهابأكثر من قدرتي على الاحتمال . لم استطيع الاقتراب . لم استطيع الملامسة .
ولكنها ما تزال تفرحني يا أمي . أفي هذا شيء غريب ؟ إنها يا أمي قد عاشت معي وما زالت . أياما وأيام .
وكنت كلما صادفت من اشتدت عليهم الحياة . أقول لهم لو ترون الوردة الحمراء ؟ كيف إنها تقبع في زاوية قصيه في أعلى الجبل تغطيه الثلوج . وكيف أن لون احمرارها يضفي على الثلوج جمالا على الجمال .
لم أشأ أن أقول لامي أنني كلما مررت بقربها . أعطيها السلام والكلام .
ولكني كمثل كل البشر . نريد الشيء المكتوب نريد الشيء الملموس . فسالت من يساعدني بأخذ صورة لها . فكان أن كان . ليرى الجميع إنها لم تكن إلا الوردة الاصطناعية . ولكن اليوم يا أمي . أصدقك القول إنها الشمس . إنها الشمس . ها أنا أقف وأحدثك . والشمس تغمر شعري . تغمر وجهي . تغطي أكتافي .
ولأني لم استطع أن أصل إلى أي نتيجة مع أمي . طلبت منها أن أحدث خالتي . فهي سوف تخبرها تماما كيف دخلت الشمس بيتي .
ضحكت خالتي كيف ؟ إنني منذ فترة قصيرة كنت في زيارتك وكنا نخرج من المنزل لكي ننعم ببعضنا من دفء الشمس .
كيف وكيف دخلت الشمس ؟
قلت لها : أتذكري عندما كنا نمشي سويا . وكان هنالك برجان عاليان جدا جدا جدا وكنت أشكو لك قائلة : كيف باستطاعتهم أن يبنوا مثل هاذين البرجين . في منتصف مدينتي الجميلة ؟ إنهم يخترقون الجمال بالاسمنت والحديد .
إنهم يحرقون المدى بهذا العلو الشاهق والشاهق جدا .
فرحت خالتي : نعم نعم اذكر ذلك …. ثم أضفت لها يا خالتي . ولكي يزدادالأمر سوءا . وضعوا عليهما المرايا . تلك المرايا التي سوف تزيد من حرارةالأرض . نعم نعم أجابت خالتي .
ولكن تلك المرايا هي التي عكست الشمس . هي التي حملت الشمس إلى بيتي .
ضحكت أمي . ضحكت خالتي . فرحت أمي . فرحت خالتي . بعبور الشمسإلى بيتي .
أغلقت الهاتف . نظرت إلى الشمس . أنت البريئة البريئة مما يجري . ولكن يد حنانك امتدت إلى عالمي . ثم عاودت النظر إلى البرجين العاليين ولا ادري أيسبب لوجودها في منتصف مدينتي الجميلة .
التي ما تزال سهولها كريمة . ومسافاتها رحبة ؟
ولكن بأي طريقة هم ينظرون ؟
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.