الشمس تشرق غربا

06:19 مساءً السبت 16 أغسطس 2014
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

مساء الخير . أسرعت إلى الهاتف وبدأت بالأرقام الدولية 00963113700 .أسرعي يا أمي . أسرعي بالتقاط الهاتف مساء الخير . مساء الخير . السلام ثم الكلام .

أريد أن أخبرك شيئا يا أمي . ولسوف تفرحين من اجلي كثيرا .

أسرعي . أسرعي بالقول يا ابنتي . أتدرين يا أمي أنني أقف الآن والشمس تغمرني . إن أشعة الشمس تركض في زوايا داري .

الشمس . الشمس قالت أمي . هذا صوتها ولعلي اعلم ما يدور بفكرها . لعلها استعادت كلام جدتي الحبيبة عندما كنت طفله صغيرة ، كانت جدتي دائمة القول . باني امتلك بعضا من الجدبه . وكانت الضحكات ثم التعليقات فاناأيضا الطفلة المتفوقة في دراستها . ولكن جدتي أصرت على الوصف الذي لازمني .

أمي أمي ما بك ؟ لا شيء . ولكن هل انتقلت من دارك . لا يا أمي لم أزل في مكاني . فأنت تعرفين مدى حبي لبيتي الصغير هذا . ولكن بالله عليك يا ابنتي .أما تزالين كعادتك . فقصتك مع الوردة الحمراء ما تزال في مكانها . عندما نستعيدها تعاودنا الضحكات من جديد . وكأنها تروى لأول مرة . عندما لم تستطيعي أن تفرقي ما بين الوردة الطبيعية والوردة الاصطناعية وكان اعتقادكإن تلك الوردة قد امتلكت المقدرة على مقاومة الريح ، المطر ، والثلوج عندما صادفتها في أعلى جبل في رحلتك الأخيرة لتلك البلاد البعيدة البعيدة .

ضحكت وقلت لها . نعم يا أمي إنها الوردة الحمراء . فعندما فاض جمالهابأكثر من قدرتي على الاحتمال . لم استطيع الاقتراب . لم استطيع الملامسة .

ولكنها ما تزال تفرحني يا أمي . أفي هذا شيء غريب ؟ إنها يا أمي قد عاشت معي وما زالت . أياما وأيام .

وكنت كلما صادفت من اشتدت عليهم الحياة . أقول لهم لو ترون الوردة الحمراء ؟ كيف إنها تقبع في زاوية قصيه في أعلى الجبل تغطيه الثلوج . وكيف أن لون احمرارها يضفي على الثلوج جمالا على الجمال .

لم أشأ أن أقول لامي أنني كلما مررت بقربها . أعطيها السلام والكلام .

ولكني كمثل كل البشر . نريد الشيء المكتوب نريد الشيء الملموس . فسالت من  يساعدني بأخذ صورة لها . فكان أن كان . ليرى الجميع إنها لم تكن إلا الوردة الاصطناعية . ولكن اليوم يا أمي . أصدقك القول إنها الشمس . إنها الشمس . ها أنا أقف وأحدثك . والشمس تغمر شعري . تغمر وجهي . تغطي أكتافي .

ولأني لم استطع أن أصل إلى أي نتيجة مع أمي . طلبت منها أن أحدث خالتي . فهي سوف تخبرها تماما كيف دخلت الشمس بيتي .

ضحكت خالتي كيف ؟ إنني منذ فترة قصيرة كنت في زيارتك وكنا نخرج من المنزل لكي ننعم ببعضنا من دفء الشمس .

كيف وكيف دخلت الشمس ؟

قلت لها : أتذكري عندما كنا نمشي سويا . وكان هنالك برجان عاليان جدا جدا جدا وكنت أشكو لك قائلة : كيف باستطاعتهم أن يبنوا مثل هاذين البرجين . في منتصف مدينتي الجميلة ؟ إنهم يخترقون الجمال بالاسمنت والحديد .

إنهم يحرقون المدى بهذا العلو الشاهق والشاهق جدا .

فرحت خالتي : نعم نعم اذكر ذلك …. ثم أضفت لها يا خالتي . ولكي يزدادالأمر سوءا . وضعوا عليهما المرايا . تلك المرايا التي سوف تزيد من حرارةالأرض . نعم نعم أجابت خالتي .

ولكن تلك المرايا هي التي عكست الشمس . هي التي حملت الشمس إلى بيتي .

ضحكت أمي . ضحكت خالتي . فرحت أمي . فرحت خالتي . بعبور الشمسإلى بيتي .

أغلقت الهاتف . نظرت إلى الشمس . أنت البريئة البريئة مما يجري . ولكن يد حنانك امتدت إلى عالمي . ثم عاودت النظر إلى البرجين العاليين ولا ادري أيسبب لوجودها في منتصف مدينتي الجميلة .

التي ما تزال سهولها كريمة . ومسافاتها رحبة ؟

ولكن بأي طريقة هم ينظرون ؟

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات