أشياء الجمر في رواية 31 لأشرف أبو اليزيد

10:14 صباحًا الإثنين 1 سبتمبر 2014
د. محمد عليم

د. محمد عليم

ناقد أدبي وأستاذ جامعي من مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

(1)

سواء صح القول بأننا نعيش عصر الرواية فى أدبنا العربى الحديث، أم لم يصح، فلست متحمسا للجدل بهذا الخصوص، ولكن المؤكد أن الرواية العربية، ومنذ فترة، تشهد تجريبا دؤوبا على مستويى بنيتها الإطارية (الهيكل) وطرائق السرد فيها، وكذا امتداداتها الجديدة فيما هو راسخ من عناصرها التقليدية (الشخصيات/ الأحداث/… إلخ)، وقبل ذلك جميعه القضية التى تضمرها الرواية فى خطها العام، بين عامة جماعية أو خاصة ذاتية، وعلى هذه الأخيرة تمضى هذه القراءة فى استئناس رواية (31) للكاتب والروائى أشرف أبو اليزيد(1).

أشرف أبو اليزيد

عندما يكون مدار الكتابة هو الهم الذاتى للكاتب، فإنها تظل محفوفة بالمخاطر وإن تقنعت بأنواع أدبية هى فى أصل وضعها موضوعية الطابع، من مثل ما نجد فى المسرح أو الرواية، وهما معا فنان حكائيان فى الأساس، تتوزع توتراتهما على شخصيات لها صراعاتها الداخلية والخارجية، وتعد الرواية من أخصب الأنواع الأدبية التى تستثمر شخصياتها فى إخفاء معالم الذاتية عن طريق طرح الرؤى بطريقة تبدو محسومة الموضوعية، عندئذ؛ وعندما يكون موضوع الرواية ذاته هما فرديا خالصا لا قضية عامة مباشرة أو رامزة؛ يجد الروائى نفسه مضطرا للنحو بكتابته إلى ابتكارية ما، تساعده على الانعتاق من مباشرة الذات ليشع إشعاعات محدودة أو متسعة على الجماعى العام، وفى ظنى أن ذلك ما حاوله باجتهاد الكاتب أشرف أبو اليزيد فى روايته ذات العنوان اللافت (31).
(2)

غلاف الرواية

أفترض من جانبى أن متلقيى رواية (31) ينقسمون إلى قسمين، الأول: العاملون فى بلدان الخليج أو ممن هم على دراية بقوانين العمل فيها، إذ يتلقى هؤلاء الرواية بصدمة أقل لما نثرته من أحداث غاية فى العنف شارفت دلالات الاستعباد، على العكس مما يتلقى به القسم الثانى الذى لا تتجاوز معرفته بتلك البلاد ما تبثه وسائل الإعلام من جمل بلاستيكية يلقيها الدبلوماسيون هنا وهناك، ومن ثم ستتسع مساحة الصدمة الحاصلة من المآزق التى واجهها بطل الرواية وحجم الحصار والتمييز الواقعين عليه ونظرائه من المغتربين العاملين فى الخليج، فمنذ البدء يطالعنا الكاتب باللحظة الصفرية لأحداث محتملة لاحقة شديدة العنف، عندما يتلقى إخطارا بإنهاء عمله فى المؤسسة التى يعمل بها، وأن عليه إنهاء إجراءاته ومغادرة البلاد فى (31) يوما من تاريخ تسلمه الإخطار.
تنحاز الرواية منذ البدء، إذن، إلى الهم الذاتى الخالص (المحنة الشخصية التى على البطل أن يواجهها)، وعبر ذلك تتكشف خصوصية الهيكل الذى اختاره الكاتب إطارا لأحداث روايته بدءا من العنوان وما تلاه من فصول عددها (31) فصلا، تبدأ من الفصل (31) وتتوالى تنازليا وصولا إلى الفصل (1) أى اليوم الأخير للمغادرة، وفرض اختيار هذا الإطار زمنا محددا للأحداث منذ البدء، فدارت فى شهر واحد، ولكن الكاتب وعبر عمليات استدعاءات كثيرة خلال الرواية توسع فيما يمكن وصفه بالزمن الفنى للرواية، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فرض الهيكل المختار نوعا من الالتباس بين كتابة السيرة الذاتية(2) عن أحداث ذات طبيعة تأثيرية من وجهة نظر كاتبها، إلا أن تصاعد الأحداث وتأزمها وانفراجاتها ضمنا للرواية خصوصيتها، من حيث هى نوع فنى له أدبياته.
فى سياق الحديث عن إطار/ هيكل الرواية نهج الكاتب نهجا فريدا أظنه الأول حسب رأيى وهو أنه لم يسمِّ أيا من شخصيات الرواية باسمٍ مألوف على نحو ما اعتدنا، بل آثر أن يعطى لكل شخصية رقما، وحرص على تفسير تلك الظاهرة فى تقديم الشخصيات تباعا مع مرّ الأحداث، فهو يسمى نفسه (666) حسب رقم سجله فى المؤسسة، والسائق الذى يوصله إلى العمل (25):
“السائق ينتظرنى كعادته فى موقف السيارات، رقم سيارته 25 لأنها من أسطول المؤسسة، ولذلك أناديه عم خمسة وعشرين” (ص 6).
وهكذا مع بقية الشخصيات، فصديق البطل والشخصية الأكثر إيجابية من بين كل الشخصيات يسميه (1961) وفق تاريخ ميلاده، ورئيس القسم (366) حسب رقم سجله فى المؤسسة التى يعمل بها، وأضاف له اسما حركيا آخر (الكبيس) لكآبته، والقائمة تطول لو تتبعنا الشخصيات المرقمة وعلة ترقيمها، فما دلالة ذلك على صعيد الهم الذاتى المعلن والمستتر خلف سطور الرواية ويمثل مقصدها النهائى؟ إنه يترجم حالة اللاجدوى أو اللاقيمة التى تسيطر على أفق البطل الواعى بعبثية كل شىء من حوله:
“بدت البيوت البيضاء على الجانبين مثل شواهد مقبرة شاسعة الأطراف، الميتون فيها بدون أسماء والقبور بها بدون شواهد، الشوارع الخالية بسبب الحر أضفت رهبة على الدروب اللاهبة” (ص 7).
هكذا تتحول الأماكن والشخصيات الحية المتحركة إلى مسوخ أو أرقام مجردة لا حياة فيها، وهو ما ينبئنا به مد أحداث الرواية والنهاية العبثية التى انتهت عليها.
(3)
يعمل الكاتب منذ العنوان على ضفر عدد من التكنيكات الفنية التى من شأنها العمل على تماسك الرواية، وكذا انسجامها، من مثل اختيار الترقيم للعنوان والشخصيات والفصول، وهو ما يشكل وحدة نسقية تربط امتداد الرواية، واستبدل الأقواس الصغيرة المزدوجة للمواقف الحوارية بالعلامة التقليدية (-) ما أضفى على المقول نوعا من الأهمية والخصوصية، وأخيرا جاء السرد المباشر مجاوبا للبوح الداخلى الحر، بوصفه صدى لمرارات ذاتية على إثر محنة شخصية تتفاقم:
“كان الطابق الثالث قريبا حين كان المصعد يعمل، أستخدم السلم كثيرا تجنبا للانتظار أو لقاء أحد غير مرغوب فيه، أما اليوم وأنا مضطر للصعود فقد أحسست أن الطابق الثالث قد نقل إلى سطح البناية الشاهقة، أحسست أننى كلما صعدت طابقا ارتفع سقف البناية إلى طابقين، الشمس التى تجنبتها فى سيارة “خمسة وعشرين” عانقتنى فى ظلام السلالم، حين وصلت إلى باب شقتى أحسست أننى صعدت إلى قمة إيفرست” (ص 8).
ظل اهتمام الكاتب بالمواقف المأزومة فى بعدها التأثيرى الذاتى على البطل (666)، وهو ما أبقاها شخصية مبهمة من دون أن يقدم لها وصفا مستفيضا إلا فى قلب الأزمة وبعد مرور ثمانين صفحة من حجم الرواية التى لم تتجاوز المائتى صفحة إلا قليلا، ربما إمعانا فى تكريس الهم الذاتى فى صورته المجردة عبر أحداث متلاحقة، تصب جميعها فى تضييق الدائرة على البطل الذى يواجه عدّه التنازلى بما يشبه انتظار الموت، وقد يكون ذلك سببا لاكتناز مساحة الأحداث التى دارت فى غالبها بين مكان العمل، وبيت البطل وبيت صديقه وأخيرا مكان احتجازه فى البرج العلوى العملاق ثم الصحراء الشاسعة التى واجه فيها الموت، وكان البرج العملاق المحطة التى سكت البطل فيها عن لهاثه مضطرا، فمثلت فرصة لما يشبه التقاط الأنفاس والاقتراب أكثر من إلقاء المزيد من الضوء على شخصيته:
“لا أدرى كم من الوقت مر علىَّ وأنا نائم، غير أننى استيقظت لأجد المكان يسبح فى ظلام دامس.. اعتدلت على الأريكة الخشبية وأنا أسترجع ما حدث، لم أكن أستعيد وقائع النهار الماضى، لكننى وجدتنى أسترجع أحداث حياتى جميعها.. بعد حصولى على الثانوية لم أستطع تحقيق حلمى بدخول كلية الإعلام.. كنت أحلم أن أكون فنانا.. كنت قد أمضيت خمس سنوات حين عينت الآنسة (10) زميلة لنا فى قسم العلوم، أطلقت عليها (10) لأنى اعتبرتها رأس حربة أصابت قلبى فى الصميم.. قال لى أبوها: أنت مجرد مدرس رسم لا تملك سوى راتب وضيع..” (ص 80 – 81).

حياة المغتربين

وشأن غالب المغتربين المصريين وغيرهم من العاملين فى الخليج، يطرح لنا الكاتب بطلا مقهورا(3) منذ البدء يتلقى الضربات واحدة بعد أخرى، ولعل ذلك ما يفسر فنيا حجم الخيبات التى واجهها فى عمله بسبب سلبية الشخصيات المهزومة التى تآمرت عليه بالفعل أو بالصمت.
(4)
أفرد الكاتب فى الرواية جوانب متعددة مما يمكن تسميته بـ (إعلامية)(4) النص الإبداعى، وهى الإشارات الخارجية التى ينتجها النص فى نسيجه العام، لتسليط الضوء على العالم المحيط بالعمل تأثيرا وتأثرا، ولكن تلك الإعلامية لم تنل من مسار الرواية أو تخرجها عن جوهر ذاتيتها، فقد أنفق الكاتب (23) فصلا من فصول الرواية الـ(31) فى التركيز على مد الأحداث وتصاعدها، غير عابئ بالجانب الإعلامى لنصه إلا نادرا، ولكنه فى ثمانية الفصول المتبقية كثَّف من حمولة النصوص المقتبسة فى شكل رسائل متبادلة بين شخصيات الرواية، من مثل الرسائل المتبادلة بين الشخصية (77) رفيقة رئيس القسم (366) مصدر معاناة البطل، وهى رسائل تمثل الجانب الشخصى الخفى فى حياة هاتين الشخصيتين، وهناك التقارير التى سرقها (111) سكرتير رئيس القسم من المدير المالى فى سياق الدس الذى أوقع البطل فى كثير من المآزق، والفاكسات التى تخص عمال الشركة والأوراق الخاصة للموظفين وأقربائهم التى سطا عليها البطل بقصد الفضول والتسلية فى بادئ الأمر إلا أنها تحولت إلى لعبة خطرة فى النهاية، ثم هناك الكم الكبير من الرسائل لشخصيات تاريخية حاول الكاتب من خلالها الإسقاط على الراهن التعس، فى إشارة إلى تراثية الفساد الإدارى فى مصر تحديدا، إلا أن هذه النصوص (الإعلامية) زادت عن الحد حتى صارت عبئا على الرواية فى ظنى.
إن الحمولة الزائدة التى أشرت إليها بإكثار الكاتب من نصوصه الإعلامية المقتبسة داخل متن الرواية، لم تكن سوى محاولة مجهدة له ولنا فى الوصول إلى الأسئلة الأعمق التى تضمرها روايته، وهى نفسها ما عنيت به “أشياء الجمر” فى عنوان هذه القراءة، ويمكن إجمال هذه الأسئلة فى عدد من محطات الرواية على النحو الآتى:
1- سؤال الصراع بين مصر المتهالكة داخليا واحتمال سادية الاغتراب خارجيا، والمفارقة جاءت فى الانحياز الضمنى للخيار الثانى رغم وطأته وفحشه ووقاحة التمييز فيه: “كانت البرامج تتفنن فى إبراز الكوارث التى تنتظره فى مصر، جرائم قتل وفساد، بطالة وموات، فقر وزحام، أحس أنه يختنق وتوقفت لقيمات البيتزا فى حلقه.. كنت أشاهد الحلقات التليفزيونية المسعورة تنهش فى ذلك الجسد الهرم وأنا بعيدٌ وآمن” (ص10).
2- سؤال فداحة التجسس فى بعده الأكثر وجعا، بدءا من أسطورة “زيوس” قارئ الرغبات وموزع اللعنات ومبدل المصائر، المتحكم فى مصير آلهة الأولمب فوق جبال أوليمبيوس، ثم عالم تجسس الصديق (1961) الذى حاكه عن عمد للتلصص على جيرانه، ثم تجسس العميل الإنجليزى (001) على التحركات العسكرية العربية فى الخليج متقنعا بعمله كمراقب للحياة البرية، ثم تنصت سكرتير رئيس القسم (111) على المدير المالى والموظفين، وانتهاء بوضع الكرة الأرضية بأسرها فى قبضة الأقمار الصناعية عبر الهواتف الذكية المحمولة فى أيدى أصحابها، فكل هذه الغابة من التجسس والتجسس المضاد، تضع بطل الرواية فى قلب الواقع المر بعد كل مرة يجنح فيها عاليا نحو مثالياته الشاذة فى عالم الرداءة، وتصبح شخصية الصديق ذات الطابع الانتهازى الراديكالى أكثر إيجابية من شخصية البطل نفسه، عندما يكون مستعدا دوما للمفاجآت الأسوأ وقادرا على التعاطى معها بانتهازية طافحة.
3- سؤال الاستباحة فى مآلات الاغتراب، حيث لا حقوق ولا كرامة للمغترب المهزوم فى وطنه سلفا، وحيث طمس المواهب الحقيقية بأحذية الاستغلال الفج وبلا ثمن:
“كان (667) موهوبا بالفطرة ولكنه أتى من وراء الجاموس إلى الخليج، فلم يعتد أن يشك فى أن (111) و(366) يستغلانه، حتى رأى أحد أفكاره الإعلانية بالمصادفة فى إحدى الصحف فحملها كالأبله وهو غاضب إلى (111) وسأله: كيف وصلت هذه الفكرة إلى تلك الجريدة؟ هذا ليس إعلانا خاصا بالمؤسسة ولكنها فكرتى.. كان رد (111) حاسما: قل لى أنت كيف ترسم لنا أفكارا منقولة من الصحف؟ لحسن الحظ أن السيد (366) لم يلاحظ ذلك، وهو لم ير الرسوم التى أرسلتها حتى اليوم، سأعيدها إليك وحاول ألا تنقل شيئا منشورا بعد الآن” (ص23).
تلك الاستباحة لها مئات النظائر فى كل مؤسسة يعمل بها المغتربون فى الخليج، حيث ثقافة السطو المنظم على الأفكار، والمنجزات، وحتى الكبرياء.
4- سؤال اختراق الآخر الغريب الأكثر دراية منا بما هو صميم شأننا (الحوار المطول بين بطل الرواية (666) بعد رحلة النجاة من الموت فى الصحراء، والعميل الإنجليزى (001) المتخفى فى شخصة مراقب الحياة البرية فى الصحراء العربية حول ماضيها الضارب فى الخصوبة (ص 102 – 107)، إذ يجد البطل نفسه مرة أخرى مباغتا بين جهله عن أرضه ومحيطه الأقرب، وفى المقابل وفرة المعلومات على الجانب الآخر لدى الغرباء، ولم يتوقف سؤال الاختراق بين طرفين متباعدين فى الأساس (عرب وأجانب) ولكنه وصل إلى حيث المأمن الذى نؤتى منه فيصيبنا فى الصميم، وذلك ما انتهت عليه الرواية عبر رسالة الصديق (1961) التى أرسلها للبطل المغادر هاربا فيما قبل صعوده الطائرة، لتنتهى الرواية على فوضى اللايقين من أى شىء:
“صديقى العزيز لا أعرف متى تقرأ هذا الإيميل، ولكن أرجو ألا تغضب عندما تتصفح الموقع اياه فى المرة القادمة فقد سمحت لنفسى أن أضيف إليه رسالة وجدتها بين أوراقك.. تعرف الفضول يا صديقى.. ولا تغضب منى لأننى أدخلت شفرة جديدة تسمح لى وحدى بإضافة الرسائل الجديدة وعدم حذف ما وضعته فى السابق.. الكل يراقب الكل، على زيوس أن يتواضع قليلا..
فكرت أن أعود إليه، ترددت بين البقاء والسفر، كنت موزعا بين نداء المذيعة الداخلية على رحلتى وصوت صديقى الضاحك الساخر منى وصمت حبيبتى، كانت عقارب الساعة تجرى مسرعة فى يومى الأخير.) (خاتمة الرواية).
تلك هى الأسئلة التى أشعلت الجمر على مدار رواية (31) للروائى اللافت أشرف أبو اليزيد، والحق أنه صاغها بابتكارية جاذبة جعلت من سؤال الذات(5) محفة تشمل الجميع بظلالها أحيانا، وتلهبهم بهجيرها فى مهب العواصف التى عصفت به وبقرائه فى أحايين كثيرة.

 

…………

نشر الدكتور محمد عليم هذه الدراسة ضمن ملف عن تحولات الرواية الجديدة في العدد: 287 الصادر مطلع أغسطس 2014 لمجلة الثقافة الجديدة التي يرأس تحريرها الشاعر سمير درويش وتصدرها الثقافة الجماهيرية في مصر

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات