تتويج أشرف أبو اليزيد بجائزة مانهي … تتويج للأدب العربي الحديث

01:17 مساءً الإثنين 15 سبتمبر 2014
د. عبد الرحيم العلام

د. عبد الرحيم العلام

رئيس اتحاد كتاب المغرب، مستشار شئون المغرب العربي في آسيا إن

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الصديق العزيز الشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد؛
الإخوة الأعزاء في بيت السناري الأثري “بيت العلوم والثقافة والفنون”؛
الحضور الكرام؛
مساء الخير والمحبة والوفاء.
يشرفني ويسعدني، باسم اتحاد كتاب المغرب، أن أشارككم الاحتفاء، في هذه الأمسية البهية، بأحد رموز الثقافة العربية الحديثة، وأحد الأصوات الإبداعية المتميزة في مصر والعالم العربي، يتعلق الأمر، كما هو معروف، بالروائي والشاعر المتألق الأستاذ أشرف أبو اليزيد. ولا يسعني، بهذه المناسبة التكريمية الأنيقة، إلا أن أعبر لكم جميعا عن تشكراتنا الخالصة، على كونكم، وكما عودتمونا دائما، تحرصون على ترسيخ ثقافة الاعتراف والوفاء في وسطنا الثقافي، وفي مجتمعاتنا العربية، ولا أدل على ذلك، من كونكم تشرعون، اليوم، أمام إخوتكم في المغرب الأقصى، نافذة باسم المحبة، لنبادلكم من خلالها العرفان والتقدير، ونستمتع معكم بلذة الاحتفاء بالأدب والأدباء.

اشرف ابو اليزيد يتسلم درع جائزة مانهي للآداب

أيتها السيدات .. أيها السادة
لقد تلقينا بسرور كبير، كما هو الحال بالنسبة لشريحة عريضة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين في الوطن العربي وخارجه، نبأ التتويج المستحق للأديب المصري الأستاذ أشرف أبو اليزيد، بـ “جائزة مانهي العالمية للآداب”، برسم العام 2014، والتي تمنحها مؤسسة مانهي العريقة، بكوريا الجنوبية.
لذا، اسمحوا لي، في هذا المحفل البهي، وباسم إخوتي الكتاب والمبدعين المغاربة، أن أجدد تهانئنا الصادقة للأديب أشرف أبو اليزيد، متمنيا له المزيد من الحضور والتألق والعطاء، وأن أتوجه، أيضا، بجزيل الشكر والامتنان إلى الإخوة في بيت السناري الأثري بالقاهرة، على تكرمهم بتنظيم هذا اللقاء الاحتفائي والأدبي الباذخ، احتفاء بأديبنا، في هذه الأمسية الحميمة، والتي كان بودنا أن نحضرها ونشارككم جميعا هذه اللحظة، التي لا شك في أنها ستؤرخ لبداية أخرى في مسار حركية إبداعنا العربي، وهو يتوج عالميا، هذه المرة، ومن كوريا الإنسان والحضارة والثقافة والعلم.
أيها الحضور الكرام
من المؤكد أن نتيجة فوز الأديب أشرف أبو اليزيد بجائزة مانهي العالمية، لم يكن مفاجئا بالنسبة لي، ولوسطنا الأدبي العربي، بشكل عام، على الأقل للاعتبارات المتضافرة التالية:
– كوني أحد المتتبعين للمسار الأدبي المتصاعد للأديب أشرف أبو اليزيد، ما جعلني أقترب، بشكل مباشر، من عالمه الإبداعي، وأنخرط في أفقه الإبداعي المتجدد؛ هذا الذي ما فتئ أبو اليزيد يعمل، بتأن وعمق وحرفية، على تطويره، على مدى سنوات من التأمل والكتابة والحضور؛

– كون الروائي والشاعر أشرف أبو اليزيد، يعتبر اليوم من خيرة مبدعينا في مصر وفي العالم العربي، ما يعكسه إنتاجه الأدبي المتراكم، فضلا عن حضوره الإبداعي والإنساني المؤثر والمضيء في مشهدنا الأدبي العربي، إنتاجا وترجمة وانتشارا؛

– كون الأديب أشرف أبو اليزيد يشكل اليوم علامة دالة في مشهدنا الأدبي العربي والعالمي، بالنظر إلى انفتاحه المتواصل على مختلف الجغرافيات الإبداعية في العالم، وإلى تفاعله المتزايد والمباشر مع أسمائها وإبداعاتها الكبيرة والمضيئة.

من هنا، علينا اليوم أن نقرأ تتويج الصديق أشرف أبو اليزيد بهذه الجائزة الأدبية الرفيعة، قراءة إيجابية ومغايرة، وأن نحتفي به وبإبداعه، هنا أو هناك، لكونها أولا جائزة آتية من دولة عريقة، وتسلمها مؤسسة وازنة، وتحمل اسم مفكر وشاعر ومناضل كوري كبير، وأيضا لكونها جائزة يحكمها السياق الثقافي والأدبي العام في وطننا العربي، على اعتبار أن تتويج الكاتب أشرف أبو اليزيد بها، هو تتويج للأدب العربي الحديث ككل، في ديناميته المتصاعدة، وفي مشاهده المختلفة، ما يذكرني، اليوم، بتلك اللحظة التاريخية الكبرى، التي أعلن فيها عن فوز الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب، وما أفرزه تتويجه من انفتاح واهتمام للآخر بأدبنا العربي عموما.
علينا، إذن، أن نلتقط مثل هذه الإشارات التي تأتينا من الآخر، تجاه إبداعنا العربي عموما، وهو يخترق اليوم، من خلال الأعمال الأدبية لأشرف أبو اليزيد، جغرافيات آسيا والعالم، فقط لنتبين بأن صوتنا الأدبي قادر على الوصول إلى العالمية، متى وجد من ينهض به، ومن يطوره ويغنيه، كما يفعل اليوم أشرف أبو اليزيد، بكل اقتدار وحب وغيرة ومسؤولية. فهنيئا لك صديقي أشرف، وشكرا لكل من ساهم في صنع هذه اللحظة الجميلة والدالة، هناك في كوريا أو هنا في أرض الكنانة.

……………..

كلمة بمناسبة فوز أشرف أبو اليزيد بجائزة مانهي للآداب، أرسلت كوثيقة إلى بيت السناري في ١٣ سبتمبر ٢٠١٤

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات