ماجازين إن تحاور رسام التاريخ والبنكنوت

10:22 صباحًا الأحد 21 سبتمبر 2014
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

العدد الجديد من ماجازين إن

صدر في العاصمة الكورية الجنوبية العدد الجديد من ماجازين إن، التي تعد بوابة آسيا إلى العالم، وبوابة العالم لقراء آسيا. ويلقي العدد الجديد من المجلة الضوء على شخصيتين بارزتين ؛الأولى هي شخصية الفنان لي چونج سانج عضو الأكاديمية الوطنية للفنون، الكورية الجنوبية، والذي تعد لوحاته تأريخا وتوثيقا للحياة في كوريا وهو يعمل مؤخراً على مشروع جداريات تمثل تاريخ دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة الكورية ، ومن المعروف أن الفنان له رسمان شهيران على ورقتي العملة الكورية بقيمة 50000 وون ، 5000 وون فضلا عن عملتين ذهبيتين تذكاريتين.

الفنان لي چونج سانج عضو الأكاديمية الوطنية للفنون، كوريا، ومعه لي سانج كي (إلى اليسار) أثناء الحوار وهما يحملان العملات التذكارية وقصائد الشاعر والمحاور أشرف أبو اليزيد

أما الشخصية الثانية وكلتاهما إلتقاهما أشرف أبو اليزيد رئيس تحرير آسياإن العربية ، فهو المصلح الإجتماعي والقس تشو چونج مين، الواعظ والإعلامي الشهير.

وتخصص المجلة قسما مهما من صفحاتها لتغطية الدورة الثامنة عشرة لجوائز مانهي في مجالات السلام والأدب والفن وخدمة المجتمع. وقد وزعت في الجمهورية الكورية (كوريا الجنوبية) جوائز “مانهي” المرموقة في دورتها الثامنة عشرة، وذلك بمجمع إنچي الثقافي، في مقاطعة كونغ ون، بالقرب من قرية “مانهي” التي تحمل اسم الراهب والشاعر والمصلح الكوري هان يونغ أون (1879-1944)، واختار أن يوقع قصائده باسم مستعار هو “مانهي”.

وقد شمل الاحتفال عزفا أوركستراليا صاحب عرض فيلم تسجيلي عن الفائزين بالجائزة للعام 2014، كما قدم مجموعة من مطربي الأوبرا، وراهبة كورية، مجموعة من الأغنيات التي تحمس لها الجمهور الكبير. وشمل تقديم الجوائز تسليم ثلاث شخصيات كورية لكل فائز درع الجائزة ووثيقة الفوز وباقة ورد.

في السلام منحت الجائزة لدار المشاركة الخاصة بالنساء الكوريات اللائي تعرضن للأذى الجنسي من قبل قوات الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية، وعملت نساء المتعة للعسكرين، لصالح الجيش الياباني بالحرب العالمية الثانية، في عدة دول بينها كوريا الموحدة. ويقدر المؤرخون اعداد نساء المتعة 200000 من النساء الشابات. وقد صعدت المسرح سيدتان ممن كن بين هؤلاء النساء، لم تمنعهما شيخوختهما ومأساتهما من رسم ابتسامة تسامح وسعادة.

وفي الأدب فاز الشاعر والروائي المصري أشرف أبو اليزيد بالجائزة تقديرًا “لمنجزه في الشعر والرواية، ودوره في مد الجسور الثقافية بين الشعوب عبر الترجمة”. وكانت أولى روايات أشرف أبو اليزيد “شماوس” قد ترجمت إلى اللغة الكورية في 2008، كما تُرجمت مختارات من أشعاره إلى مجموعاتٍ صدرت باللغات الفارسية والتركية والإسبانية والإنجليزية. وأصدر أشرف أبو اليزيد 25 مؤلفا بين الإبداع الشعري والروائي والنقدي، كما كتب للطفل وترجم عدة أعمال من بينها حكايات شعبية كورية، وديوانين الأول للشاعر كو أون (ألف حياة وحياة) الذي حصل على الجائزة نفسها في ٢٩٨٨، والثاني للشاعر والراهب شو أو هيون ، بعنوان (قدِّيسٌ يُحلق بعيدًا) كما قدم للتلفزيون سلسلة من اللقاءات مع أيقونات الثقافات غير العربية في برنامجه (الآخر).
وفي كلمته عقب استلامه درع الجائزة قال أشرف أبو اليزيد الفائز بجائزة الأدب لهذا العام “لي فرحة مضاعفة بالفوز بهذه الجائزة المرموقة، لأنها تحمل اسم نموذج فذ لشخصية عظيمة؛ الشاعر والمصلح والمناضل الكوري هان يونغ أون، فهو شاعر الوطن والحب، الذي أعطى طاقة ملهمة لأمته وللإنسانية. وإذا كانت رسالة مانهي للعالم تحمل السلام، فأنا أحمل رسالة من وطني مصر، تؤكد أن التاريخ يصنعه هؤلاء الذين يحلمون بمستقبل أفضل لأوطانهم، مستقبل لا تصنعه الحروب التي تهدد الحياة وتقتل الروح. دعونا نكمل ما بدأه هان يونغ أون، سفراء محبة وسلام دون أن ننسى أن هناك حقا للوطن في الحرية والاستقلال، مثلما هناك حق للإنسان في السعادة والسلام”.

وبعد إعلان فوزه بالجائزة في فرع الفن شكر المخرج الإيراني محسن مخملباف في كلمته هيئة التحكيم التي اختارته فائزا هذا العام في فرع الفن. وقال إنه يشعر بالفخر لفوزه بجائزة حصل عليها المناضل الكبير نيلسون مانديلا، وهذا يعد تكريما لأعماله التي كرسها لخدمة القضايا الانسانية. وينتمي مخملباف إلى الموجة الجديدة في حركة السينما الإيرانية. وقد اختارت مجلة تايم فيلمه” قندهار ” باعتباره واحد من أفضل 100 فيلم على مدار تاريخ السينما . وفي عام 2006 كان عضوا في لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي ، كما يعد مخملباف، وعائلته السينمائية ركائز رئيسية في السينما الإيرانية.

جدير بالذكر أن الجائزة في فروعها المختلفة فاز بها عدد من الحاصلين على جوائز نوبل، ففي الأدب فاز بها الكاتب النيجيري وول سوينكا (2005) والروائي الصيني مو يان (2011)، كما فازت الدكتورة شيرين عبادي بالجائزة في فرع السلام (2009). .

وفي الفن أيضاً فاز المفكر والخطاط يون يانغ هوي الذي يعد شخصية ثقافية محورية في شبه الجزيرة الكورية، وقد عمل كمدرس، وباحث، ومدرب فن، وأكمل ضمن أعماله الخطية كتبا باللغة الكورية هانغول، كما صمم الكثير من العلامات التجارية.

ومنحت جائزة خدمة المجتمع للمحامي الكوري لي سي جونج، أحد نشطاء المجتمع المدني وهو الجيل الأول محامي حقوق الإنسان، وكان له شأن كبير في حل قضايا حقوقية دولية منذ ١٩٧٠ ، كان أساس عمله الديمقراطية والشفافية عبر خطواته في القضايا السياسية والاقتصادية والبيئية.
وتمنح هذه الجائزة سنويا منذ ١٩٧٩ في السلام والأدب وخدمة المجتمع، كما أضيفت لها جائزة في الفن وجائزة خاصة لهذا العام للمشاركين في حملة المظروف الأصفر التي أسستها حركة يدا بيد للعمال المفصولين من شركة سيارات سانج يونج.

الواعظ الأشهر في كوريا تشو چونج مين مؤلف كتاب “لماذا يسوع” يحاوره أشرف أبو اليزيد

أما المحور الخاص للعدد الجديد فقد كرس للتراث الثقافي للقارة الآسيوية وقدم له لي سانج كي ، الناشر للمجلة، والرئيس المؤسس لجمعية الصحفيين الآسيويين ، بينما كتب برامود ماتور ، مخرج الأفلام التسجيلية الهندية ورئيس مجلس إدارة شركة سبوت فيلمز فقد كتب عن تقاليد حفظ الأعمال الفنية للرهبان بالأديرة في أعالي جبال الهند كما اختار الصحفي الباكستاني المخضرم نصير إعجاز الحديث عن حكايات الحب الشعبية في الباكستان

وتتناول مقالات الرأي في عدد سبتمبر /أيلول من ماجازين إن سعي كوريا الشمالية لإيجاد شركاء تجاريين جدد للبروفسور أندريه نيكولافيتش لانكوف ، كما كتب جويل لي عن صادرات كوريا الجنوبية من النفط الأوروبي التي زادت بعد اتفاق سيئول مع الإتحاد الأوروبي . وقد أولت المجلة في عددها الجديد اهتماما كبيرا بالإقتصاد فخصصت له عدة ملفات ، فيما واصل الإعلامي التركي ألباجو سيناسي سلسلة تقاريره المصورة عن العملات الآسيوية والتي خصصت هذا العدد للروبية الباكستانية .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات