لماذا يحارب الأوربيون في صفُوف داعش؟

10:58 صباحًا الإثنين 3 نوفمبر 2014
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصاراً ب”داعش” والتي تسمي نفسها الدولة الإسلامية ، هو تنظيم مسلّح يوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه – حسب اعتقادهم – إلى إعادة  “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة” ينتشر في العراق وسوريا .

كان هدف داعش الأصلي هو إقامة الخلافة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق وبعد مشاركته في الحرب الأهلية السورية توسّع هدفه ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا .

والسؤال هنا : لماذا يحارب الأوربيون في صفوف داعش ؟! حيث يقاتل عدد متزايد من الألمان والأوربيين في صفوف داعش بالعراق ورغم أن وزنهم العسكري محدود ، إلا أن أجهزة الأمن الألمانية قلقة لهذا التطور فهل ينقل هؤلاء المقاتلون المتطرفون نشاطهم إلى أوربا ..؟

فمغني الراب البرليني (دينس كوسبيرت) المعروف باسم (دسيزو دوغ) الذي كان نجماً في فن (هيب بوب) ها هو اليوم مقاتل باسم (أبو طلحة الألماني) في صفوف تنظيم داعش ، وقد يكون هذا أشهر مثال لشاب ألماني اعتنق الإسلام وأصبح داعية سلفياً قبل أن يقرر الإنضمام إلى الجهاديين ، ويُعد مغني الراب السابق واحداً من قادة الميليشيا المقاتلة “الكتيبة الألمانية من ملة ابراهيم” .

وقد بات من المعروف منذ زمن طويل أن تنظيم داعش لم يجد مقاتلين من الدول العربية فحسب وإنما أيضاً من أوربا والولايات المتحدة ووفقاً لدراسة قام بها المعهد الملكي في لندن فإن نحو 3000 مقاتل في صفوف داعش ينحدرون من دول غربية من بينهم 320 يحملون الجنسية الألمانية .

كما أعرب عدد من الخبراء المتخصصين في الشؤون الأمنية بالنمسا عن قلقهم إزاء تكرار ظهور جهاديين يحملون الجنسية النمساوية ، من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي في مقاطع فيديو دعائية على شبكة الإنترنت بشكل متكرر يتجاوز ظهور متطرفين تابعين لدول أكبر حجماً من حيث تعداد السكان مقارنة بالنمسا مثل ألمانيا .

ودلّل الخبراء على قلقهم المتزايد بمقطع فيديو انتشر مؤخراً على شبكة الإنترنت لشاب نمساوي يدعى (اوليفر) كان يعيش في العاصمة فينا قبل سفره وانضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة السورية وهو المقطع الذي دعا فيه الشاب ، باللغة الألمانية ، المتعاطفين مع فكر التنظيم إلى ذبح جميع الكفار بشكل أفزع المواطنين النمساويين الذين شاهدوا هذا المقطع .

ويُرجع خبراء مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في النمسا ، السبب وراء الظهور اللافت والمتكرر لأفراد نمساويين وأشخاص يحملون الجنسية النمساوية من أصول شيشانية وتركية إلى خطط التنظيم التي أعلن عنها مؤخراً أحد زعمائهم إزاء النمسا كإحدى الدول التي يعتزم التنظيم استهدافها بعمل إرهابي خلال السنوات الخمس المقبلة حيث يتوقع خبراء مكافحة الإرهاب أن يتجاوز العدد الحقيقي للمرتزقة النمساويين الرقم الذي أعلنته وزارة الداخلية وحددته ب140 جهادي .

ويتعلق الأمر هنا خاصة بشبان اجتذبتهم على ما يبدو هذه الأيديولوجية ، فيقول أحد الخبراء  : ” تُعد داعش من أكثر التنظيمات والميليشيات تشدداً وعنفاً في المنطقة ويبدو أن هذا هو عَين ما يجتذب الشبان الذين يبحثون عمن يوجههم إلى طريق ما في الحياة ” .

أرقاء داعش؟!

أغلبية هؤلاء المقاتلين من معتنقي الإسلام ويتبعون التيار السلفي ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما الذي يدفع المراهقين الأوربيين إلى إطالة لحاهم والسفر إلى بلد غريب عنهم للقتال و “الجهاد” فيه ؟

من جهته يقول (ميشائيل كيفر) الخبير في الشؤون الإسلامية ، أن السير الذاتية للسلفيين الذين هم على أهبة الإستعداد لإستخدام العنف فهم بمستوى تعليمي بسيط جداً وعاشوا في الغالب ظروف عائلية سيئة وربما يجب أن تجتمع عدة عوامل سلبية مع بعضها البعض لتجعل من هؤلاء الشبان متشددين إلى درجة التطرف .

وعندما يلتقي هؤلاء الشبان الذين يواجهون مصاعب ومشاكل بإناس آخرين يجدون لديهم الإعتراف بهم والصداقة ويقولون لهم ما الذي يتعين عليهم فعله ، حينها يمكن أن تأخذ حياتهم منعطفاً دراماتيكياً .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات