ترنيمة الشوق …الغوطة الشامية

08:41 صباحًا الثلاثاء 11 نوفمبر 2014
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يا نسيم الشوق اقترب

يا أيها القرب اقترب من فضاء الغوطة الشامية

اقترب وأمسك بصورة غوطتنا لا تفارقها

 اعذريني ان قلت لك

لا تزن جمال الغوطة بالموازين المتعارف عليها

        أين مكانها ؟

ماهي حدودها ؟

        ان تفعل ابتعدت عنك

فجمالها وسحرها لا يرضى باي وصف

هي المكان والزمان

هي منبع الفرح الشامي ، ذاك الفرح له جذوره وبذوره وثماره

ذاك الفرح يعانق الأثير الكوني

ليتجلى بفرح سرمدي

 يعرفه  أهل الشام

يتذوقه أهل الشام

 ثم ينشرونه عبر الفضاء المترامي

أيها القرب ! اقترب

دعنا نتجول في فضاء الغوطة

فالقلب وان كان هناك

 الا أن العيون تخضر

 وتزهر

 فيها الأماني ان اقتربت أكثر وأكثر

دعنا نشرح

    دعنا نكتب

 دعنا نتذكر

نحاول أن نسطره على صفحات الورق

 ونحن نعلم أن المعاني

 يؤرقها

 كثرة الأحرف والكلمات

ولكن هذا زمن

 يا أيها القرب

بحاجة لأن نكتب تاريخنا

بأقلامنا

 لكي يُعرف الفرح الشامي

بأنه فرح متواضع .هو فرح حقيقي

 وان من كان

يزورنا في غوطتنا

 يشاهد على مفترقات الطرق المؤدية لها

كل وسائل النقل الخاصة والعامة . الدراجات الهوائية

عندما يدخل في رحاب الغوطة

يرى  العائلات الشامية كل منها تحتفل بالفرح على طريقتها

في ركن ما

هنالك عائلة اتخذت مستقرا بعيدا عن الاشجار

وامسكت ببابور الكاز

 بعناية وحذر

بدأت تقلي الباذنجان والبطاطا

هنالك من أمسك ببطيخة

بدا الأطفال

فرحين بالإمساك بحزوز البطيخ

 يأكلونها مع الضحكات المستمرة

وهناك من افترش الأرض

وضع في الوسط

 بساط ملون لكي تبدأ لعبة ” البرجيس”

 مع الأغاني الشامية : ” يا مال الشام ياللا يا مالي “

ايها القرب

        اقترب اليوم

                موسم قطف الفاكهة الشامية   توت   دراق   خوخ   كرز   جوز

تبدأ الاحتفالات المشمشية

        مشمش يتقاسم مع البرتقال اللون

                يتقاسم حلاوته

والشعب الشامي حريص مبتكر لعطاء الارض

        فهذا المشمش يتحول ايضا الى المعقود أي المربى

           تنزع عنه البذور

               يرش بالسكر

                    الذي يصاحبه ليلة كاملة

                         يوضع لفترة قصيرة جدا على النار

                                حتى يذوب السكر كاملا

                                        يوضع في صواني كبيرة جدا

                                                يغطى بالقماش الابيض الشفاف

                                                        ثم يواجه الشمس منفردا

                                                             مع التحريك المستمر بين فترة وأخرى

فرح

بداخله افراح متجددة

 فكأني بنا

كنا

نتذوق أشعة الشمس السرمدية مع الخبز والجبن ومربى المشمش

ولكن ! ماذا يقول لك ايها القرب تراب الغوطة ا لشامية ؟  وماذا يخبرك عن الجذور الممتدة في أعماق أعماق الأرض ؟ كيف حالها وأحوالها ؟ ، وهل باستطاعة العشب الأخضر الاحتفاظ باخضراره ؟ .

يا أيها القرب .. ها هي مياه الأمطار .. فلنتقدم اليها بالرجاء والتمني .

يا مياه الأمطار

 أنت المعجونة بدموعنا !  فنحن

نبكي بكاء شاميا !

ماذا لو تسلقت أعماق أعماق الأرض

أمسكت بجذور أشجارنا

 تغسلين أثوابها

                                تهمسين في قلبها

                                        بكلام أنت ، ولا أحد غيرك

 يا مياه الأمطار

                                         من غيرك يعرف لغة الأشجار

 أنت ولا أحد غيرك

 من يعرف أغنيات وترانيم الأشجار

أما نحن فسوف نحاول

من منازلنا البعيدة القريبة

 نمسك بقطرات الماء

نشكها

في خيط استعرناه من عبير الأشجار

 لننسج أطواقا بيضاء أو بنفسجية لك

يا تراب الغوطة .

يا مياه الأمطار

 باستطاعتك كل هذا

أكثر من هذا

تلك البذور

        هذه الجذور

هذا الجذع

الأوراق

حمليها

 دعواتنا وابتهالاتنا

بأن يكون

لثمارها طعم المحبة والتسامح والغفران !!!

دعينا

 نسمع تلك التسابيح الكونية

نحن

نبكي بكاء شاميا

 لكي لا تتحجر الدمعة في العين

 حتى لا نقسو

                        نحن

نفرح فرحا شاميا

ليعاود العصفور العودة الى عشه

سوف نبنيه معا قشة وراء قشة

لنغني ونغني ” يا مال الشام ….. طال المطال “

في ترابك الأزلي

يا بلاد الشام

بذور الريحان

فافسح لها مجالا ورؤية

لكي تتجدد اللمسات ما بينها وبين  أيدينا

ذاك عبق ملائكي لن يغيب

نتذوقه

من بعد

 من قرب

يا نبات الريحان

أنت الباقي

فكل الجدران التي التفت حولك

وكل الأسوار

 التي بنيت سوف تتلاشى

ففي بلاد الشام

لا يموت فرح

قبل أن يلد فرحا أكبر

لا

أقول يا بلادي

 لشمس تشرق من جديد

فان شمسك لم تغرب يوما لتشرق من جديد

هذه ترانيم الغوطة

تقول

 لنا ونقول

 لها

عبر العشب

ذرات التراب

        أصوات الأطفال

                                         الأحجار

                                                الأنفاس

   والأشجار

  تقول ونقول ” والله اشتقنا “!!!

فكأني تابع حسن شــــــــــيء                  من أمامي ليس بالمستبــــــــــــــــــان

أخذ نفسي بتأليف شـــــــــيء                          واحد في اللفظ شتى المعانـــــــــــــــي

                                                                        ( أبو نواس )

لعبة البرجيس

هي لعبة فارسية الأصل، ولكنها منتشرة جدا في سوريا، ولا أظن أن أي بيت من البيوت السورية يخلو من هذه اللعبة الرائعة والمحمسة، حيث يجتمع عليها جميع أفراد الأسرة ويشجعون إحدى الفريقين.

تعريف اللعبة:
في اللهجة الحلبية تسمى هذه اللعبة البرجيس (barcges) ، ولكن في اللهجة الشامية تسمى البرسيس (barsees) ، يلعب في هذه اللعبة فريقان، لكل فريق مكان للبداية منه والانتهاء إليه،ولكل فريق حجر خاص به، كما انه يجوز أن يضم كل فريق أكثر من لاعب ولكن بشرط أن يتساوى عدد اللاعبين في الفريق الأول مع عدد اللاعبين في الفريق الثاني.

مكونات اللعبة:
1- قطعة قماشية مطرزة على شكل مربع تقسم من الداخل إلى مربعات صغيرة .

2- الودع: وهو الذي يحدد عدد المربعات الذي سيتخطاها الحجر في كل رمية وهو عبارة عن 6 قطع .

3- الحجر: وهو الذي يتم تحريكه على حسب الودع الناتج من الرمية وينقسم إلى قسمين: الديوك والجيجات، حيث يقوم كل فريق باخيار أحد النوعين إما ديوك أو جيجات، عدد الديوك 4 وعدد الجيجات 4، والصور الموضحة على الترتيب.

                                                                نجــــــوى الزهــــــــــــار

                                                                        7/1/2014

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات