بعد الآسيان … عمالقة آسيا في قمة العشرين

12:07 مساءً الجمعة 14 نوفمبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رئيسا ميانمار وكوريا الجنوبية ورئيس وزراء الصين بين رؤساء الوفود المشاركين في قمة الآسيان (وانج يي/ شينخوا)

بريسبان، استراليا :وصلت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه إلى محطتها الأخيرة ، بريسبان في استراليا اليوم الجمعة ، 14 نوفمبر، لحضور مؤتمر قمة العشرين دولة القوية اقتصاديا .

وتخطط الرئيسة بارك للحصول على تأييد المجتمع الدولي لسياسات حكومتها الاقتصادية الرئيسة على رأس خطة الاصلاح الاقتصادي الثلاثية في مؤتمر قمة العشرين والمخصص لتبادل أراء رؤساء الدول في النمو الشامل لتوفير الوظائف، وذلك خلال يومي 15 و16.

وستسعى الرئيسة بارك للبحث عن سبل زيادة استثمار الشركات الأجنبية في كوريا مع تقديم استراتيجية الحكومة للنمو منها إصلاحات الأنظمة والإصلاح الاقتصادي ليتسنى دخول الشركات الاستثمارية الأجنبية .

كما تخطط الرئيسة بارك لعقد محادثات ثنائية مع كل من رئيس الوزراء النيوزيلندي جورن كي لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وعلى رأسها اتفاقية التجارة الحرة .

وفي المحادثات الثنائية المخطط لها مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود يوم الأحد القادم، ستناقش سبل زيادة التعاون الحقيقي مع المملكة العربية السعودية أكبر دولة تزود كوريا بالبترول وأكبر سوق لكوريا في الإنشاءات وبناء المنشآت.

ومن المنتظر أن تعود الرئيسة بارك إلى الوطن يوم الاثنين القدم مع انتهاء قمة العشرين.

من ناحية أخرى غادر الرئيس الصيني شي جين بينغ بكين لحضور الدورة التاسعة لقمة مجموعة العشرين في بريسبان والقيام بزيارات رسمية لكل من أستراليا ونيوزيلندا وفيجي.

ومن المقرر أن تنعقد القمة يومي 15 – 16 نوفمبر، فيما ستدوم الزيارات من يوم 16 إلى يوم 23 نوفمبر. وسيجتمع شي مع قادة من دول جزر الباسيفيك التي لديها علاقات دبلوماسية مع الصين.

وتلقى الرئيس شي دعوات من قبل الحاكم العام الأسترالي بيتر كوسجروف ورئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت والحاكم العام النيوزيلندي جيري ميتاباري ورئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي والرئيس الفيجي ابيلي نايلاتيكاو ورئيس وزراء فيجي فوريك باينيماراما.

ويضم الوفد المرافق للرئيس شي عقيلته بنغ لي يوان ووانغ هو نينغ، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الأبحاث السياسية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووانغ يانغ، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ولي تشان شو، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويانغ جيه تشي، عضو مجلس الدولة الصيني، وتشو شياو تشوان، محافظ بنك الشعب الصيني.

يأتي ذلك بعد مشاركة الرئيس الصيني لي والرئيس يو ثين سين رئيس ميانمار التي تتولى الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) هذا العام الاجتماع السابع عشر لقادة الصين والآسيان والذي بحث خلالها الأطراف المشاركة التعاون بين الجانبين وتوصلوا إلى مدى واسع من التوافق. وقال لي إن التعاون الودي بين الصين والآسيان حافظ على التنمية المستدامة والمستقرة وهو نموذج جيد للتعاون الإقليمي في شرق آسيا. ودخلت الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان مرحلة تاريخية جديدة بما يوفر فرصا مثمرة للتعاون الشامل.

وقال لي إن الحكومة الصينية تضع دوما العلاقة مع الآسيان كأولوية في سياسة الجوار الصينية، معربا عن دعم الصين القوي لبناء كتلة الآسيان ودعمها لدور الآسيان الرائد في التعاون بشرق آسيا. واعرب لي عن استعداد الصين لتوسيع التعاون العملي مع دول الآسيان في مختلف المجالات وتعميق تكامل مصالح الجانبين بشكل مستمر وإقامة كتلة بين الصين والآسيان تكون أكثر تقاربا لها مصير واحد وقدم لي مقترحا من ست نقاط لتحقيق تلك الغاية.

أولا، قال لي إن بلاده مستعدة لوضع استراتيجية لتطوير العلاقات بين الصين والآسيان وتقديم مقترح لخطة العمل الثالثة لتنفيذ الاعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان لتحقيق السلام والازدهار (2016-2020) والتفاوض بشكل فعال للتوصل إلى اتفاقية تعاون حسن الجوار بين الصين ودول الآسيان. ثانيا، قال لي إن الصين ستعمل مع الآسيان لتطوير منطقة التجارة الحرة بين الطرفين والانتهاء من عملية التفاوض قبل نهاية 2015.

وأعرب الجانب الصيني عن استعداده لتبني اتجاه أكثر انفتاحا للتباحث مع الآسيان حول مفاوضات اتفاقية الاستثمار استنادا إلى مبدأ معاملة الأجانب معاملة الوطني بالاضافة إلى نموذج ادارة القائمة السلبية فضلا عن دفع بناء مناطق التعاون الاقتصادي العابرة للحدود والمناطق الصناعية. ثالثا، اقترح لي تسريع بناء شبكة التواصل الاساسية. بالاضافة إلى تعزيز الروابط البرية والبحرية وستوفر الصين دعما ماليا لتعزيز التخطيط وبناء شبكة الاتصالات ومحطة كهربائية وشبكة للإنترنت، فضلا عن تحسين سبل التخليص الجمركي ومراقبة السوق ووضع المعايير واللوائح. رابعا، أكد لي على التعاون البحري بين الصين والآسيان. واشار إلى أنه في الوقت الذي يوافق فيه العام المقبل عام التعاون البحري بين الصين والآسيان، يجب على الجانبين اغتنام تلك الفرصة لتعزيز الحوار بين أجهزة إنفاذ القوانين البحري وإقامة مركز للتعاون البحري وتنفيذ خارطة طريق للتعاون الاقتصادي لمنطقة خليج بيبو الكبرى ومشروعات تابعة لصندوق التعاون البحري بين الصين والآسيان.

خامسا، قال لي إن الصين ستعمل مع الآسيان لضمان تحقيق الأمن التقليدي والأمن غير التقليدي والاستعداد جيدا للاجتماع غير الرسمي بين وزراء دفاع الصين والآسيان العام المقبل واستكشاف إمكانيات بناء خط ساخن للدفاع بين الصين والآسيان وإجراء تدريبات مشتركة وتعميق التعاون في إنفاذ القانون في حوض نهر ميكونغ وتنفيذ مشروعات تعاون في إدارة الكوارث. اخيرا، قال لي إن بلاده ستستكشف بفاعلية مجالات جديدة للتعاون في الثقافة والتبادلات الشعبية والعلوم والتكنولوجيا والبيئة وصياغة خطة عمل للتعاون الثقافي بين الصين والآسيان وتعزز التعاون في التعليم والقضاء على الفقر في المناطق الريفية وتدريب الافراد في مجال الصحة العامة والبحث العلمي وحماية البيئة.

وقال لي إنه بناء على الانجازات التي تحققت في “العقد الذهبي” للشراكة بين الصين والآسيان، فإن هناك ظروفا مواتية للجانبين من أجل تطوير العلاقات في “العقد الماسي” المقبل.

ورحب قادة الآسيان بمقترح لي لتعزيز التعاون بين الطرفين، قائلين إن الصين كونها واحدة من اهم الشركاء للآسيان، قدمت اسهامات إيجابية للسلام والتنمية والاستقرار والازدهار الإقليمي. وتعتقد الآسيان أن صعود الصين سيعود بالنفع على آسيا-الباسفيك والعالم بأسره. وقال القادة إنه بفضل دعم الصين فإن الآسيان مستعدة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتنفيذ إطار التعاون اثنين زائد سبعة وتعميق التعاون العملي وتوسيع التجارة البينية والتعاون والاستثمار الثنائي وتسهيل الترابط الإقليمي مع الصين. وأضافوا أن الآسيان ستدفع بفاعلية معاهدة تعاون حسن الجوار مع الصين وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين الآسيان والصين في محاولة لحماية السلام والاستقرار والتطوير الإقليمي. وصل لي يوم أمس لحضور سلسلة من اجتماعات قادة التعاون في شرق آسيا واجراء زيارة رسمية إلى ميانمار.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات