متى تنتهي العبودية في موريتانيا؟

07:13 صباحًا الثلاثاء 2 ديسمبر 2014
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

أظهر مؤشر العبودية العالمي لعام 2014 أن نحو 36 مليون شخص حول العالم يعيشون تحت وطأة ما يسمى “العبودية الحديثة” وأظهر أحدث تقرير من نوعه لرصد العبودية أعدته المنظمة الحقوقية الإسترالية Walk Free Foundation   أن موريتانيا تحتل المرتبة الأولى في مؤشر العبودية في العالم فحجم استغلال ذوي البشرة السوداء كبير في آخر بلد في العالم يبيع ويشتري في العبيد .

وهؤلاء العبيد يُجبرون على العمل دون الحصول على أجر ويعيشون تحت التهديد بالقتل طوال الوقت ويتعرّضون للتعذيب والإغتصاب ولا يستطيعون الهروب ورغم أن العبودية تجارة محرّمة وغير قانونية إلا أنها موجودة تقريباً في كل دول العالم وأن هؤلاء العبيد يعملون في المطاعم والمزارع وعلى سطح المراكب وفي أعمال البناء وكخدم في المنازل وفي مناطق الصراعات يُجبرون على القتال .

وأظهر مؤشر العبودية أن دولة موريتانيا تأتي في مقدمة دول العالم التي مازالت العبودية قائمة فيها .

وموريتانيا دولة مسلمة وهي مُستعمرة فرنسية سابقة تغطي الصحراء معظم أراضيها ويقوم العبيد برعي الجمال أو الماعز تحت أشعة الشمس الحارقة في المناطق الصحراوية أو يقدمون الشاي الساخن لضيوف أسيادهم في فيلات أنيقة في نواكشوط وتتوارثهم الأجيال كمنقولات مملوكة للأسرة .

ويقول نشطاء رافضون للعبودية أن أعداد العبيد ربما بالآلاف ، وهذا المشهد غير المألوف والصادم في القرن الحادي والعشرين مقبول إلى حد كبير في مجتمع يتسم بتعدد الأجناس وتسلسل هرمي للسلطة تهيمن عليه الصفوة .

ويقول (بو بكر مسعود) الذي ولد عبداً وهو حالياً من أبرز مناهضي العبودية في البلاد : “مثلما تمتلك ماشية أو ماعز . إذا اسْتُعبِدت المرأة يصبح كل نسلها عبيداً” ، وأن مرسوم تجريم العبودية الذي صدر في العام 1981 ولد ميتاً وإن العبودية باقية في موريتانيا بجميع مظاهرها مثل السخرة والعقوبات والممارسات الجنسية القهرية وانتهاكات أخرى .

ويرفض الحكام العسكريون في موريتانيا الذين يتركون الحكم لسلطة مدنية من خلال انتخابات ديمقراطية مناقشة العبودية ويفضلون الحديث عن “مخلفات العبودية” .

وينفي بعض أفراد الصفوة من ذوات البشرة الفاتحة التي تتولى مقاليد الحكم عادة وجود العبودية من الأصل ، وتثير الأسئلة في هذا الصدد غضباً وصمتاً وارتياباً .

ويقول المطالبون بإنهاء العبودية إن العلاقة بين السيد والعبد وآثارها مترسخة في عقول جميع الموريتانيين ، وأن عدم المساواة الإجتماعية وقضية العبودية “هي لُب عدم التوازن في البلاد” .

وعلى الرغم من مرور ثلاثة عقود على إلغاء الرق في موريتانيا وتجريم الظاهرة منذ سبع سنوات ، لا تزال بقايا العبودية موجودة في هذا البلد العربي الواقع في غرب افريقيا ، ففي قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط توجد أشكال عديدة من الرق والعبودية بالرغم من الجهود التي تبذلها السلطات لاجتثاث هذه الظاهرة المشحونة بالإغتصاب والضرب وتقييد الحرية وانتشار أطفال غير معروفين الوالد .

هذا الواقع دفع بعض المَعنيين إلى إصدار وثيقة أواخر ابريل/ نيسان الماضي بإسم ” الميثاق حول الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية لأرقاء موريتانيا السابقين” .

ويضيف بو بكر مسعود أقدم الأرقاء السابقين المناهضين للرق أن من أبرز ما تحقق اليوم في مناهضة الرق في موريتانيا هو أن الأسياد لم يعد بإمكانهم الجهر بالظاهرة ، وأن موريتانيا ستربح الكثير في حالة القضاء على الظاهرة ومن أول ما سيتحقق الوحدة الوطنية التي يحول انتشار الظاهرة وترسباتها دون تحقيقها “التهميش الذي يعانيه الأرقاء السابقين لا يحتمل” .

وفي اليوم العالمي للقضاء على العبودية وهي المناسبة التي يُحتفل بها سنوياً في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول وتنظمها الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان الإحتفال بها للمرة الأولى عام 1986 نتذكر “عندي حلم” وهو الإسم الذي أطلق على خطاب (مارتن لوثر كينج) الذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري في 28 أغسطس/ آب عام 1963 أثناء مسيرة واشنطن للحرية عندما  عبّر عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس وحصل كينج على جائزة نوبل للسلام واغتيل في الرابع من ابريل 1968 ويعتبر كينج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل إنهاء الرق والعبودية .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات