في أجواء فنية حميمية شهدت قاعة المؤتمرات بكلية الألسن، جامعة عين شمس فعاليات الدورة التاسعة لمسابقة التحدث باللغة الكورية والتي يشرف عليها قسم اللغة الكورية بالكلية، تحت رعاية كل من سفارة جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) في مصر والمركزالثقافي الكوري بالقاهرة ..
الإبداع عبر اللغة هو هدف المسابقة الحقيقي:
في البداية تحدثت الدكتورة نادية جمال الدين؛ المشرفة على القسم، والتي أكدت أن الهدف من هذه المسابقة هو اكتشاف مبدعين جدد يمتلكون ناصية اللغتين العربية والكورية معا وأن يتم توظيف هذه الموهبة في إطار إبداعي خلاق, وأضافت أن أسمى طريقة لتعلم اللغة هو الإبداع عبر اللغة.
وأشارت إلى أنها تتمنى أن يهتم طلبة القسم باللغة العربية قدر اهتمامهم باللغة الكورية ليكونوا سفراء لبلادهم في الخارج ,وأن يحذو الجانب المصري حذو الكوريين في اهتمامهم المتواصل بنشر ثقافتهم الشعبية ولغتهم على كافة المستويات .
مفاجأة الحفل :
وكانت المفاجأة الحقيقية عندما اختتم السيد /بارك جي يانج رئيس المركز الثقافي الكوري بالقاهرة كلمته بالكورية بعد كلمة رئيس القسم كانت المفاجأة عندما اتبعها بترجمته الدقيقة إلى اللغة العربية أدهش بها الحاضرين عندما بدأ حديثه قائلا: السلام عليكم .. ورد عليه الحاضرون السلام والتحية ..
وأكد على سعادته بحضور هذا اللقاء وأن يلقي كلمة باللغة العربية , وأضاف: كما قال الشاعر العظيم إن من يشرب من ماء النيل العظيم فلابد أن يعود مرة أخرى ليرتوي من ماءه, وأنا أقول إن من يشارك في هذه المسابقة الكبيرة فلابد أن يرجع مجددا ليشارك فيها …
وأشار إلى أن العديد من المشاركين في هذه المسابقة خلال الدورات الثمانية السابقة قد عملوا في شركات كورية عملاقة والبعض الآخر يدرس الآن في كوريا في منح دراسية متنوعة.
وبصفته كرئيس للمركز الثقافي الكوري بالقاهرة، وهو المركز الأول من نوعه في دولة عربية هي مصر وأن هذا أمر عظيم ومهم للغاية , فقد ألقى الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المركز جنبا إلى جنب مع قسم اللغة الكورية بكلية الألسن جامعة عين شمس في إتاحة الفرصة لتعلم اللغة الكورية لجميع الراغبين في تعلمها وأن نسبة من المشاركين في المسابقة النهائية هم من طلاب وطالبات المركز الثقافي الكوري بالقاهرة , وتمنى أن يؤدي الشباب ـ من متقني اللغتين الكورية والعربية معا ـ تمنى أن يؤدوا دورا كبيرا في تعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات.
وفي نهاية الكلمة وجه الشكر للدكتورة نادية جمال الدين المشرف على القسم وطاقم التدريس في الجامعة بكامله والعاملين في المركز الثقافي الكوري بالقاهرة.
ماهي مسابقة التحدث باللغة الكورية؟؟
في لقاء أجرته شبكة آسيا إن مع الأستاذة سالي أيمن المدرس المساعد بقسم اللغة الكورية بكلية الألسن جامعة عين شمس وبسؤالها عن شروط المسابقة وأهدافها أوضحت لنا أن المركز الثقافي الكوري التابع لسفارة كوريا الجنوبية بمصر هو الراعي الرئيسي للمسابقة هذا العام.
وأن هذه المسابقة تنقسم إلى مستويين , المستوى الإبتدائي والذي يشارك فيه طلاب وطالبات السنة الثانية بالكلية, والمستوى المتوسط يشارك فيه طلاب وطالبات السنة الثالثة والرابعة.
في البداية يقوم المشاركون بكتابة مقال يتعلق بالشأن الكوري لاسيما الثقافة والفنون ويتم اختيار أفضل هذه الموضوعات والتي لابد وأن تحمل توجها وفكرة جديدين, وبعد التصفية الأولى يأتي دور الأداء, فالطلبة والطالبات الذين لديهم موهبة في الأداء الحركي والدرامي وقدرة عالية على الأداء الفني تكون لهم الأفضلية في الاختيار للتصفيات النهائية لأنها في النهاية مسابقة للتحدث بالكورية.
وأضافت إن لجنة التحكيم تتكون من أساتذة القسم, وأن الشرط الأساسي أن يكون القال جديدا ولم يسبق تناوله من قبل, وان يكون المتسابق لديه صوت متمكن , أداء حركي عال , وأن يكون متمكنا من النطق والتحدث بالكورية.. كما أن المشاركين يرتدون أحيانا ملابس مميزة تدعم الفكرة, أو يستعينون بأدوات تعينهم على توصيل الفكرة.
بعد أن يتم اختيار الأحسن من الأحسن يستغرق التدريب حوالي شهر, كما يستغرق القسم شهرا إضافيا في الإعداد لهذا الحدث الهام لأنها مسابقة كبيرة ويكون هناك زائرون من الجالية الكورية بمصر والمركز الثقافي الكوري بالقاهرة.
وفي النهاية أكدت سالي على أن الأوائل في هذه المسابقة غالبا يشغلون مناصب مرموقة في المؤسسات الكورية العملاقة ويرفعون اسم بلدهم مصر عالياً.
شبيهة الآسيويين والرحلة التي غيرت حياتي :
بدأت عروض المسابقة بطالبات السنة الثانية من الكلية ومتسابقي المركز الثقافي الكوري وقد تم تصنيفهم ضمن (المستوى الإبتدائي).
قدمت الطالبة (سلمى) أداءًا دراميا صوتيا باللغة الكورية حول المثل الشعبي الكوري(طعم الدوكبيجي أفضل من شكله) وكيف يمكن أن تكون المظاهر خادعة وأنه يتعين علينا عندما نقابل شخصا ما لأول مرة ألا نحكم عليه من شكله فقط .
أما المتسابقة هاجر والطالبة بالمركز الثقافي الكوري فقد كان موضوعها بعنوان (الرحلة التي غيرت حياتي) , وهي الرحلة الأولى لها عبر المحيط إلى مطار انتشون بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول حيث كانت مدعوة ضمن مجموعة من الطلاب من مختلف الجنسيات في رحاة ينظمها معهد (سيه جونج) التابع للمركز الثقافي الكوري.
وكان العرض الشيق الذي قدمه فريق (كي بوب) مبهرا ومتميزا وأثار إعجاب الحاضرين.
(شبيهة الآسيويين) هي الطالبة إيمان بالسنة الثانية بكلية الألسن وقد قدمت موضوعا مختلفًا قصت فيه حكايتها منذ مولدها عندما اعتقدت الممرضات في المستشفى أنها يابانية لأن عينيها ضيقتين وكيف استمر معها هذا الأمر حتى عندما دخلت المدرسة وقد عرضت صورة لها وهى مولودة وأنها لما كبلات ودخلت الجامعة ودرست اللغة الكورية وأحبتها بشدة أدركت أن هذا كان علامة من القدر الذي ربط بينها وبين كوريا.
(كوريا أم اليابان؟؟؟) كان التساؤل الذي شاركت به المتسابقة رحاب من المركز الثقافي الكوري بالقاهرة.
(اللغة الكورية الأسهل من استخدام عصيان الطعام)
وقد أكدت (بسمة) الطالبة بكلية الألسن أنه لايعني مجرد انك تتقن اللغة الكورية أنه سوف يمكنك استخدام عيدان الطعام وأنها ما زالت تجد صعوبة في استخدامها حتى الآن.
واختتم المستوى الإبتدائي في المسابقة بعرض لكورال طلاب السنة الثالثة بالكلية وسط تصفيق الحاضرين.
فنانو الدراما الكورية والحروف الكورية :
المستوى المتوسط يشمل طلاب السنتين الثالثة والرابعة بالكلية وقد بدأ العرض بأغنية طربية عزف فيها على العود الطالب محمد ومشاركة صوتية عذبة بأغنية المطربة الكبيرة (فيروز) : نسم علينا الهوى.
(ماذا تقول؟؟) كان تساؤل الطالبة بالسنة الثالثة (آلاء) وهي تعرض بشكل طريف وساخر للفرق بين اللهجات في محافظات كوريا الجنوبية لاسيما في الفرق بين لهجة محافظة بوسان والعاصمة سيئول.
(أنا مولعة بالدراما الكورية) كان العرض الرائع للطالبة نورهان بالسنة الثالثة بكلية الألسن .
المتسابق (كيرولوس عاطف) بالفرقة الثالثة وجه سؤالا هاما : (لماذا تدرس الكورية؟) وقد حمل الموضوع الذي تقدم به أسئلة كثيرة تتردد حول جدوى دراسة اللغة الكورية في مصر وقد لاقى استحسانا كبيرا من الحضور.
(الحروف الكورية) … كوريا هي بلد الهانجل أو الحروف الكورية الحاصلة على اهتمام واحترام العالم كله.. كان موضوع الطالبة ( مريم هشام).
أتشعل الطفل؟؟!! للمتسابقة آية , وكانت المتسابقة بالفرقة الثالثة رحاب هي آخر المتسابقات وكان موضوعها بعنوان : (اللغة الكورية اللذيذة).
وفي ختام الحفل قدم طلاب وطالبات الكلية عرضا للموسيقى التراثية الشعبية الكورية وكانت اللحظة الحاسمة وهي إعلان النتائج وقد حضر السيد (كيم جين موه) الوزير المفوض نيابة عن السفير الكوري بمصر نظرا لسفره وأن السفير الجديد في البلاد سيتسلم مهم منصبه خلال أسبوع, وقد ترأس لجنة التحكيم وألقى كلمة قبل إعلان النتائج عبر فيها عن سعادته بالتحدث باللغة الكوريةعلى أرض مصر وأن النتيجة النهائية ليست هي المهم بل أن الجميع فائزون في هذه المسابقة وبالنسبة لي على المستوى الشخصي فأنا أتمنى أن أعطي الجميع الجائزة الأولى وسواء حصل بعضكم على جائزة اليوم أو لم يحصل فالهدف هو الاستمرار والمثابرة والإصرار على الفوز , وقد أكد أن تعلم اللغة الكورية هو فرصة أكيدة لحب كوريا ليصبح في النهاية حب كوريا هو حب لمصر والحقيقة أنني وجميع العاملين من الكوريين في مصر يشعرون بهذا الحب كثيرا.
بدأ توزيع الجوائز بالمستوى الإبتدائي , وقد فازت الطالبة بجامعة عين شمس/ بسمة نجيب بالمركز الثالث بموضوع (عيدان الطعام) , أما الطالبة إيمان صاحبة موضوع(شبيهة الآسيويين ) فقد فازت بالمركز الثاني , وقد فازت الطالبة (سلمى) بالمركزالأول وهي صاحبة موضوع (المظاهر الخادعة).
وقد تم تخصيص جائزتين تشجيعيتين للموضوعين الأكثر شعبية وقد فازت الطالبة رحاب من المركز الثقافي الكوري بإحداهما , أما الجائزة الثانية فقد فاز بها الطالب بالسنة الثالثة بكلية الألسن (كيرولوس عاطف).
وأخيرا تم توزيع جوائز المستوى المتوسط , وقد حصل فيها على المركز الثالث الطالبة بكلية الألسن (آلاء) عن موضوع (ماذا تقول؟).
وكان المركز الثاني من نصيب الطالبة (مريم هشام) عن موضوع (الحروف الكورية) .
وكان موضوع (أتشعل الطفل؟؟) للطالبة (آية ) بكلية الألسن الفرقة الثالثة هو الفائز بالمركز الأول في المسابقة .
لا شك أن تعلم اللغة الكورية قد أصبح يلاقي إقبالا كبيرا وشغفا حقيقيا بين الشباب المصري لاسيما أن هناك العديد من نقاط التقارب بين الثقافتين إلا أننا ينبغي علينا أن نلفت الأنظار إلى أن التمكن من اللغة الكورية أو غيرها من اللغات لن يتأتى إلا بإتقان اللغة العربية أولا , ونحن هنا نشير إلى نقطة محورية لاحظناها في هذه المسابقة سواء من المتسابقين أو من الطلاب الذين يقومون بتقديم الحفل والترجمة عن الكورية , فهناك استهانة باللغة العربية الفصحى وقد تجلى هذا الأمر في استخدام اللغة العامية الدارجة في النصوص والمقالات المقدمة وهو أمر محزن في الحقيقة أن نهتم بكل تفاصيل اللغات التي نتعلمها ونتعالى على لغتنا الأم.
إن حرص الكوريين على نشر لغتهم وثقافتهم إنما يرتكز على فخرهم واعتزازهم بلغتهم الأم واحترامهم الكامل لها داخل الآراضي الكورية قبل أن يكون خارجها .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.