عدد مجلة (العربي) يناير 2015 من سواكن السودان إلى بوزنان بولندا: سماء باتساع الثقافة

04:31 مساءً الأحد 21 ديسمبر 2014
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تتسع سماء العدد الجديد من مجلة (العربي) الصادر الذي يوزع مطلع يناير 2015 لخطوات بين الشرق والغرب، وقفزات من الشمال إلى الجنوب. وهي وثبات مدادُها كلمات الرحالة والمفكرين والأدباء الذين قدموا خلاصاتهم على صفحاته.

غلاف العدد

غلاف العدد

وإذا كانت المدن كما الكائن الحي، بكل تجلياته، فهي كذلك تمتلك ذاكرة لا تفنى، تحييها رحلة تسافر إلى سواكن في شرق السودان، بين قلم عصمت معتصم بانقا وعدسة إبراهيم إسحاق، وهي رحلة في عمق مدينة أساطير الجن. كما تستعيد الذاكرة رحلة أخرى يقوم بها محمد العوضي إلى بوزنان، مهد بولندا؛ المدينة التي شكلت بوتقة لتفاعل الحضارات وصدامها.
رحلات مجلة (العربي) لا تقف عند المدن وحسب، بل تسافر ـ كذلك ـ مع الفن التشكيلي المعاصر في كوريا عبر أحد أبرز أعلامه، إذ يحاور أشرف أبو اليزيد التشكيلي لي جونغ سانغ؛ الفنان الذي يحتفظ برسومه خمسون مليون كوري! ليس لأنه عضو الأكاديمية الوطنية للفنون ولا لأنه مؤرخ للتاريخ فقط، بل لأن عملتين ورقيتين من بنكنوت جمهورية كوريا تحملان رسومه وتوقيعه.
وتستريح الرحلة في كنف البيوت الدمشقية، التي ينقلنا إليها محمد منصور ، نتجول بين عمارتها ونقرأ عادات سكانها، وتتذوق الخبز العربي؛ تاريخه ومعتقداته، في مقال للدكتور أشرف صالح، وتشاهد سينما العالم بعيون تبحث ما وراء الخير والشر، بمقال للناقد محمد الفقي عن المخرج سيرجيو ليوني، مثلما تغوص في عمق التاريخ فتقرأ لحضارة سادت ثم بادت، ممثلة بسيرة المغول، أصحاب ثاني أكبر امبراطورية عبر التاريخ مساحة بعد بريطانيا العظمى.
لكن هذه السماوات المنفتحة على الآخر، القارئة لثقافاته، المستعرضة لحضارته، المطلعة على فنونه، لا يقف حجر عثرة في طريق فهمها وهضمها واستيعاب دروسها غير التخلف الفكري.
من هنا يشدد الدكتور عادل سالم العبدالجادر، رئيس تحرير مجلة (العربي)، في حديثه الشهري على أن التخلف الفكري ليس جهلا، وإنما هو جهالة لمتخلف فكري قد يكون محدود التفكير، أو مُحيَّد التفكير، أو ضالا. إنها ثلاثة آفات يجب أن نقاومها إذا أردنا غرسا طيبا في أرضنا الطيبة. فلن تتسع السماء الحضارية لمحدود التفكير الذي يرضى بالحلول المؤقتة أو السريعة، والذي يترجم الطموح طمعًا، وزيادة التحصيل جشعا، والتخطيط للمستقبل رجما للغيب. ولن تتسع السماء الثقافية أمام مُحَيَّد التفكير الذي تربى على السمع والطاعة، فأصبح مجرد مستنسخ بشري من معلميه وسابقيه. ولن تتسع السماء المعرفية لضال عنها.
اتساع السماء يفتح آفاقا جديدة ومتجددة، تطرق (العربي) أبوابها على صفحات هذا العدد الجديد، لتتواصل رحلة شهرية تتسع لثقافة سخية دوما بعطاياها. فيكتب د. سيد جهانغير عن حضور اللغة العربية في بلده الهند، وتترجم مي عاشور عن الصينية قصة معاصرة للروائي والشاعر يودا فو، ويرصد د. بركات محمد مراد لمكانة العقل عن ابن رشد، ويضع سمير حمدي الأسس والشروط للحوار الفكري، ويعلي باسم المرعبي من دور يوكيكوها شيدا أيقونة التسامح، ويأخذنا عبد الوهاب شكري إلى رحلة مع المعتمد بن عباد في أيام محنته، ويتصفح عبد الله خلف سيرة الشاعر الأفوه الوردي.
ويخصص ملف هذا العدد للشاعر بشارة عبدالله الخوري (الأخطل الصغير) بأقلام د. ياسين ألأيوبي، وشوقي بزيع وإلياس سحاب ود. رياض قاسم، بينما يتوزع ملف العلوم بين الآفاق الواعدة لجراحات النانو ، للدكتور إيهاب عبد الرحيم علي، والشغف بالعلوم والابتكار، للدكتور مجدي سعيد، وكيف يصبحان فرصة لاستثمار. هذا فضلا عن الأبواب الشهرية الثابتة التي تضمها صفحات العربي بين غلافيها.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات